117 |
رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية
الســعودية فــي حركــة الثــورة المضــادة. لقــد مضــت تلــك الأيــام التــي كان فيهــا الليبيـون يلجـؤون إلـى مصـر مـن همجيـة الاحتـ ل الإيطالـي الفاشـي، ويتخذونهـا ا لمقاومـة ذلـك الاحتـ ل، كمـا مضـت تلـك الأيـام التـي كانـت ّ ً ـا اسـتراتيجي ً عمق ا للس ـ ح المصـري إل ـى الث ـورة الجزائري ـة المجي ـدة ضـد الاس ـتعمار ّ ً فيه ـا ليبي ـا مم ـر ا لاحت ـ ل ً ه ـا واق ـع جدي ـد أصبحـت مصـر في ـه الي ـوم جسـر َّ محل َّ الفرنسـي، وحـل ـع، يسـعى لـوأد الثـورة الليبيـة، والسـيطرة علـى ثـروة ليبيـا وقرارهـا. وهـذا َّ جديـد مقن ـا- يضـع ليبيـا فـي حـرج اسـتراتيجي كبيـر. ً ـا طارئ ً الواقـع الجديـد -وإن كان عارض ــا مشــلول الإرادة إلــى ّ ً ا وجغرافي ّ ً - والبعــد المغاربــي الــذي تنتمــي إليــه ليبيــا بشــري بعيـد فـي التعامـل مـع المعضلـة الليبيـة، رغـم الإمكانـات السياسـية والعسـكرية ٍّ حـد نـه مـن ترجيـح كفـة الديمقراطيـة والتحـرر فـي ليبيـا. ولعـل الجزائـر ِّ الكبيـرة التـي تمك ـل المسـؤولية الكب ـرى ف ـي تراخـي ال ـدور المغارب ـي ف ـي ليبي ـا الي ـوم؛ فالجزائ ـر َّ تتحم هـي المعـادل المغارب ـي لمصـر فـي الحال ـة الليبي ـة مـن حي ـث الحجـم والقـوة، وتمت ـد حدودهـا م ـع ليبي ـا مسـافة شاسـعة كامت ـداد الحـدود الليبي ـة المصري ـة، ويق ـع عـدد مـن حقـول نفطهـا وغازهـا قـرب حدودهـا مـع ليبيـا. لكـن الحيـاد السـلبي لا يـزال هــا َّ يهيمــن علــى الموقــف الجزائــري فــي ليبيــا، لأســباب كثيــرة، ربمــا يكــون أهم الفرنسـي علـى النخبـة الحاكمـة فـي الجزائـر، وخـوف هـذه النخبـة مـن أي ُ التأثيـر ـب لهـا واحتضنهـا َّ موقـف يثيـر حفيظـة فرنسـا. وتبقـى اتفاقيـة “الصخيـرات” التـي رت المغـرب هـي النقطـة المضيئـة فـي الموقـف المغاربـي كلـه. لكـن المغـرب ليسـت لـه حـدود مشـتركة م ـع ليبي ـا، ولا يمل ـك أكث ـر م ـن المب ـادرة الدبلوماسـية الت ـي ق ـد لا ميـة المزمنـة بـن البلديـن َ ا للحساسـية السياسـية العد ً ترحـب الجزائـر بنجاحهـا، نظـر منـذ عقـود، بسـبب الخـ ف علـى الصحـراء.
Made with FlippingBook Online newsletter