العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 118

- والبعـد الجنوبـي الإفريقـي الـذي اعتبـره حمـدان أضعـف أبعـاد ليبيـا لـم يعـد اليوم ا للبعـد الشـمالي ً ضعي ـف التأثي ـر فيهـا. والسـبب هـو أن هـذا البعـد أصب ـح امت ـداد فـي تأثيـره علـى ليبيـا، بسـبب النفـوذ الفرنسـي فـي الـدول الإفريقيـة جنـوب ليبيـا ع ـد يحم ـل إمكان ـات لبن ـاء جس ـور ُ ـا تش ـاد والنيج ـر). ورغ ـم أن ه ـذا الب ً (خصوص سياسـية مهمـة، بحكـم الترابـط الإسـ مي بين ـه وبـن ليبي ـا، إلا أن ضعـف الـدول الإفريقي ـة المجـاورة لليبي ـا مـن جهـة الجن ـوب، وارتهـان إرادتهـا السياسـية لفرنسـا، ، والسـالب ال ـذي لا ِّ جعـل أثرهـا عل ـى القضي ـة الليبي ـة يت ـراوح ب ـن السـلبي المضـر عديـن، الإفريقـي والعربـي- فقـد اتسـم ُ وزن لـه. أمـا السـودان -الـذي يجمـع بـن الب منـه الخارجـون علـى َّ تأثيـره فـي الصـراع الليبـي الحالـي بالسـلبية الشـديدة، واسـتمد ـا لمواقـف دول عربيـة وغربيـة ً الشـرعية الليبيـة بعـض المـدد مـن المقاتلـن المرتزقـة، تبع منخرطـة فـي الثـورة المضـادة لمطامـح الشـعب الليبـي وغيـره مـن الشـعوب العربيـة. - أمــا البعــد البحــري الأوروبــي فهــو مزيــج مــن الأطمــاع الاســتعمارية العتيقــة، والارتبــاك فــي التعامــل مــع الحالــة البركانيــة علــى الضفــة الجنوبيــة مــن البحــر المتوسـط بشـكل عـام. ففرنسـا هـي أشـد الـدول عـداوة لمطامـح الشـعب الليبـي إلـى ـا إل ـى ليبي ـا باعتبارهـا ّ ً الحري ـة والديمقراطي ـة واسـتقلال الق ـرار. وتنظـر فرنسـا تقليدي منطق ـة ف ـراغ داخـل إقلي ـم تهيمـن علي ـه الاسـتراتيجية الفرنسـية، ول ـم تفت ـأ فرنسـا تطمــح إلــى إدراج ليبيــا ضمــن مناطــق نفوذهــا المحيطــة بليبيــا مــن جهــة الغــرب (تونــس والجزائــر)، ومــن جهــة الجنــوب (النيجــر وتشــاد). فمــا لاحظــه حمــدان ـد فـي السياسـة َّ مـن خطـر البعـد البحـري علـى ليبيـا يتجسـد اليـوم أكثـر مـا يتجس ـا -ف ـي ً أوروبي ـة أخـرى أق ـل ع ـداوة وأكث ـر تفهم ً الفرنس ـية. ورغ ـم أن هن ـاك دو ـا كان -ولا ً الظاهـر- لمطامـح الشـعب الليبـي، فـإن البعـد البحـري الأوروبـي عموم

Made with FlippingBook Online newsletter