119 |
رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية
ا عل ـى حري ـة ليبي ـا واسـتقلال قرارهـا. ً ي ـزال- خطـر - ويبقـى البعـد الخامـس البحـري الأناضولـي -الـذي أغفلـه حمـدان- هـو أهـم هذه ا فـي المعادلـة الليبيـة. فالاتفـاق بـن تركيـا وليبيـا علـى ً الأبعـاد اليـوم، وأعمقهـا أثـر تحدي ـد حـدود المي ـاه الاقتصادي ـة الخالصـة ب ـن البلدي ـن، وعل ـى ع ـدد م ـن أوجـه التعـاون الاسـتراتيجي الأخـرى، فتـح البـاب لتغييـر المعادلـة الداخليـة الليبيـة لصـالح ـر إمكانـات كامنـة للتعـاون المثمـر، قـد َّ التحـول الديمقراطـي واسـتقلال القـرار، وفج ق البحـر المتوسـط مـن الجنـوب، والشـرق، ِّ ـر مصائـر الشـعوب المسـلمة التـي تطـو ِّ تغي وشـمال الشـرق. فالحلـف الاسـتراتيجي الـذي نعيـش بـوادره اليـوم بـن تركيـا وليبيـا مكسـب اسـتراتيجي للطرفـن وللإقليـم كلـه، بالنظـر إلـى تأثيـره علـى أمـور كبـرى، منهــا: غــاز شــرق المتوســط، ومســتقبل الثــورات العربيــة، والعلاقــات التركيــة- ـا ً المغاربيـة، والعلاقـات التركية-الأوروبي ـة. كمـا أن هـذا الحلـف قـد يكـون عاصم مـن تقسـيم ليبيـا علـى خطـوط الثنائيـة الإقليميـة القديمـة بـن شـرقها وغربهـا؛ ذلـك ـدة مصلحـة اسـتراتيجية تركي ـة؛ لأن الشـرق الليب ـي هـو المواجـه َّ أن بقـاء ليبي ـا موح للس ـواحل التركي ـة، وم ـن دون ـه لا يكـون لاتفاقي ـة المي ـاه الاقتصادي ـة ب ـن البلدي ـن قيمـة قانونيـة كبيـرة. والعبـرة المهمـة مـن هـذه الانزياحـات السياسـية والاسـتراتيجية فـي الأبعـاد الليبيـة، هـي أن هـذه الأبعـاد، رغـم ثباتهـا الجغرافـي، فـإن أثرهـا الاسـتراتيجي غيـر ثابـت؛ ته ـا الي ـوم، وم ـا َّ ـا م ـن قو ً ا لق ـوة ليبي ـا أصب ـح خصم ً ا مسـاند ّ ً ا مشـرقي ً ع ـد ُ فم ـا كان ب ـز تجـاه الصـراع ْ سـم اليـوم بسـلبية وعج َّ ا لليبيـا يت ّ ً ـا اسـتراتيجي ً ـا وعمق ّ ً ا مغاربي ً عـد ُ كان ب ـا بالبع ـد الشـمالي ف ـي وجه ـه ً ق َ ح ْ ل ُ ـا أصب ـح م ّ ً ـا إفريقي ّ ً ا جنوبي ً الليب ـي. ومـا كان بع ـد عـد ليبيـا البحـري -وهـو تركيـا- فقـد أصبح ُ ـا مـن ب ّ ً ا ثانوي ً الفرنسـي. أمـا مـا كان جـزء
Made with FlippingBook Online newsletter