العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

121 |

رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية

القصـوى مـن التناقـض بـن القـوى الدوليـة اليـوم، لتدعيـم الموقـف الوطنـي الليبـي، وتعضي ـد موق ـف حلف ـاء الش ـعب الليب ـي، وتحقي ـق الانتق ـال الديمقراط ـي ف ـي ليبي ـا . ٍ وأخصـر طريـق ٍ بأرخـص ثمـن فالدخ ـول الروس ـي عل ـى الخـط الليب ـي ق ـد يجع ـل الق ـوى الغربي ـة المعادي ـة لحري ـة الشـعوب العربيـة تتفهـم التحـول الديمقراطـي فـي ليبيـا، والتمكـن للسـلطة الشـرعية لهـا مـن السـقوط بي ـد ال ـروس، الذي ـن تحـرص القـوى الغربي ـة عل ـى ً فيهـا، صيان ـة إبعاده ـم ع ـن الضف ـة الجنوبي ـة للمتوس ـط. كم ـا ق ـد يدف ـع الدخـول الروسـي إل ـى عـن الخطـر ً ـل القـوى الغربيـة للحلـف التركي-الليبـي باعتبـاره بديـ ُّ ليبيـا إلـى تقب ا بالسـابقة التاريخي ـة الت ـي أشـرنا إليهـا مـن ً الروسـي الداهـم. وسـيكون هـذا شـبيه فرنسـا وإيطاليـا وبريطانيـا عـن فكـرة تقاسـم ليبيـا منتصـف القـرن ُ ، وهـي تنـازل ُ قبـل ـا فـي الحصـول علـى موطـئ قـدم ً العشـرين، بعـد أن أبـدى الاتحـاد السـوفيتي طمع ف ـي ليبيــا. عل ـى أن كل ذل ـك ســيعتمد عل ـى مــآلات التناف ـس التركي-الأوروب ـي . ً ـا أو مواجهـة ً الحالـي علـى شـرق حـوض المتوسـط ومـوارد الطاقـة فيـه: تعاون وفــي كل الأحــوال، فــإن مــن الحكمــة السياســية اليــوم أن يســتثمر قــادة الشــعب بـن القـوى الدوليـة الطامعـة، لاسـتعادة القـرار الوطنـي، َ الليبـي وحلفـاؤه التناقـض وترسـيخ التحـول الديمقراطـي، وتمت ـن اسـتقلال القـرار الليب ـي. علـى أن كل ذلـك ينبغ ـي تحقيق ـه دون الس ـقوط ف ـي اسـتقطاب دول ـي حـاد، يدف ـع بع ـض الأط ـراف ـا روسـيا- إلـى معـاداة الشـعب الليبـي، ووضـع ثقلهـا فـي صـف ً الدوليـة -خصوص الثـورة المضـادة، التـي هـي أكبـر خطـر علـى ليبيـا وعلـى الإقليـم كلـه اليـوم. ففـي تكـرار التجربـة السـورية المريـرة فـي ليبيـا. ُ ذلـك خطـر ـا فـي تأكيـده علـى أن تدويـل ّ ً ق ِ ح ُ ) م Wolfram Lacher( وربمـا يكـون وولفـرام لاشـير

Made with FlippingBook Online newsletter