العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 138

وروسـيا وإيـران وتركيـا وفنزويـ - لاسـتخدام عملاتهـا المحليـة فـي التبـادل التجـاري ـا لمكانـة الدولار ّ ً ا جدي ً ل تهديـد ِّ ـا فـي مجـال الطاقـة، وهـو مـا يشـك ً بينهـا، وخصوص ع فـي ذلـك توسـع الإدارة الأميركي ـة فـي اللجـوء َّ كعملـة ارتـكاز دولي ـة. وممـا سـر .)34( إلـى العقوبـات الاقتصادي ـة فـي السـنوات الأخي ـرة . الصين ورهان النفوذ الجيوستراتيجي 2 إن الفــوز بالتنافــس الاقتصــادي غيــر ممكــن دون امتــ ك النفــوذ الجيوســتراتيجي القـادر علـى إسـناد الصعـود الصينـي؛ إذ إن تأمـن احتياجـات الصعـود الاقتصـادي، وعلــى رأســها إمــدادات الطاقــة، بحاجــة إلــى علاقــات سياســية بــدول المصــدر والمم ـر، وحضـور عسـكري لحماي ـة ه ـذه الإم ـدادات. وكذل ـك الحـال بخصـوص ا لإكسـابها التفضي ـل عل ـى ّ ً ـا أساسـي ً ل النف ـوذ الدول ـي دعم ِّ الصـادرات الت ـي يشـك غيرهـا، أو إزال ـة العوائ ـق ذات الدواف ـع السياسـية مـن طريقهـا. ولا يمكـن اسـتبعاد مخاطــر اعتــراض طــرق الصــادرات والــواردات الصينيــة، بشــكل مباشــر أو غيــر مباشـر، م ـن قب ـل المنافسـن كالولاي ـات المتحـدة. ـا ً ا طموح ً ا، ب ـدأت مسـار ً ولذل ـك، ف ـإن الصـن، الت ـي أدركـت هـذا الأمـر متأخـر لتعزيــز نفوذهــا السياســي والعســكري والأيديولوجي/الدعائــي علــى المســتوى ُّ الإقليم ـي والدول ـي بم ـا يخ ـدم ويحم ـي صعوده ـا الاقتص ـادي. وبالمقاب ـل لا ت ـكل السياسـة الأميركي ـة عـن إعاقـة هـذه المسـاعي الصيني ـة مدعومـة بحلفـاء سياسـيي مهمـن، وبالآلـة العسـكرية الأقـوى فـي العالـم، والتـي اسـتخدمتها لإعاقـة مسـاعي )، وتوفي ـر الدعـم العسـكري 35( السـيطرة عل ـى بحـري الصـن، الجنوب ـي والشـرقي للمنافس ـن الإقليمي ـن للصـن كالياب ـان وتاي ـوان وكوري ـا الجنوبي ـة والهن ـد. وبالفعـل، فـإن الهيمنـة العسـكرية الأميركيـة علـى طـرق التجـارة والمـوارد الصينيـة

Made with FlippingBook Online newsletter