العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

145 |

الصراع الأميركي-الصيني وأثره على النظام الدولي

أجـل الهيمن ـة عل ـى التقني ـات التكنولوجي ـة المتقدم ـة، مث ـل: ال ـذكاء الاصطناعـي، والحوســبة الكميــة، وشــبكات الاتصــالات مــن الجيــل الخامــس، وهــو مــا يثيــر .)58( مخـاوف صق ـور الأمـن الوطن ـي ف ـي واشـنطن فــت الصــن هــذه القــدرات العســكرية لتعزيــز هيمنتهــا العســكرية الإقليميــة، َّ ووظ ـا فـي بحريهـا الشـرقي والجنوبـي، وأبـدت جـرأة متزايـدة فـي تحـدي الوجـود ً وخصوص العسـكري الأميركـي فـي محيطهـا، ووظفـت قضيـة كوريـا الشـمالية فـي هذا السـياق؛ إذ إن أحـد العوامـل التـي تدفعهـا لإسـناد النظـام الكـوري الشـمالي هـو حرصهـا علـى إبقـاء القـوات الأميركيـة الموجـودة فـي كوريـا الجنوبيـة بعيـدة عـن حـدود الصـن. كمـا عـززت الصـن حضورهـا العسـكري فـي مناطـق أبعـد كالمنطقـة العربيـة وقـرب )، كمـا 59( سلسـلة مـن الموانـئ علـى طـول المحيـط الهنـدي ْ ـت َ ن َ القـرن الإفريقـي، وب ـئ قاعدة ِ ش ْ ن ُ كثفـت حركـة بحريتهـا العسـكرية فـي الشـرق الأوسـط. ومـن المتوقـع أن ت .)60( م ـان، إضاف ـة إل ـى قاعدته ـا الموجـودة ف ـي جيبوت ـي ُ عسـكرية لبحريته ـا ف ـي ع ـن مش ـروع اتفاقي ـة الش ـراكة م ـع إي ـران تعمي ـق التع ـاون العس ـكري الصين ـي- َّ وتضم الإيران ـي؛ ممـا يمن ـح الصـن موطـئ ق ـدم ف ـي منطق ـة كان ـت تشـغل ب ـال الولاي ـات ا من ـذ عقـود. وين ـص الاتفـاق عل ـى تعزي ـز التعـاون ب ـن القـوات ّ ً المتحـدة اسـتراتيجي المسـلحة مـن خـ ل آليـات التعـاون فـي مجـال تدريـب القـوات والتماريـن المشـتركة، .)61( والبحـوث المشـتركة وتطوي ـر الأسـلحة وتب ـادل المعلومـات الاسـتخبارية وفــي ذات الســياق، أيــدت الصــن مشــروع قــرار فــي مجلــس الأمــن تقدمــت ، لإنشــاء منظمــة للأمــن والتعــاون فــي الخليــج 2019 بــه روســيا، فــي يوليو/تمــوز ،)63( )، واسـتبعاد أي وجـود عسـكري دائـم لأي دول مـن خـارج المنطقـة 62( العربـي وهـو مـا يشـير إلـى الوجـود الأميركـي بشـكل أسـاس، وهـذه سـابقة أولـى مـن نوعها عندم ـا تتماهـى الاسـتراتيجية الصيني ـة م ـع الاسـتراتيجية الروسـية ف ـي التمـدد ف ـي

Made with FlippingBook Online newsletter