العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 148

يركــز علــى الأمــن. وفــي الســياق ذاتــه، تســعى الصــن لامتــ ك القــوة الثقافيــة ق نموذجهـا كنجـاح اقتصـادي تنسـبه ِّ سـو ُ ومنافسـة الغـرب وروسـيا بهـذا الشـأن، وت ــا، والأخــذ باقتصــاد الســوق ّ ً ا واجتماعي ّ ً إلــى “الالتــزام بالنهــج الاشــتراكي سياســي .)68(” ـا ّ ً تنموي ـا ف ـي بع ـض مناط ـق العال ـم، بم ـا يثي ـر ً وبالفع ـل، ف ـإن ه ـذا النم ـوذج يلق ـى رواج ـا فـي بعـض الـدول الناميـة؛ ً ا بشـأن قـدرة الغـرب علـى هزيمتـه، وخصوص ً شـكوك إذ يلحـظ الكثيـرون مـن سـكان إفريقيـا الجهـود الإنمائيـة فـي مجـال البنـى التحتيـة، .)69( وفـي مجـال إيصـال الخدمـات إل ـى المناطـق النائي ـة بواسـطة شـركاتها ـا علـى النموذج ً إلا أن لطبيعـة النظـام السياسـي الصينـي الاسـتبدادية والمغلقـة انعكاس ره الصـن؛ إذ تجـد نفسـها مضطـرة إل ـى التبشـير بنم ـوذج قائ ـم عل ـى ِّ ال ـذي تصـد التنميــة الاقتصاديــة، مــع إغفــال التنميــة السياســية، وهــو نمــوذج يجــذب بعــض ـا للشـعوب التـي تميـل بشـكل طبيعـي ً حكومـات الـدول الناميـة، إلا أنـه ليـس جذاب إلـى الحريـة والمشـاركة فـي تقريـر شـؤونها. وفـي المقابـل، تسـتفيد الولايـات المتحـدة ــر ِّ بشــكل كبيــر مــن إرث الدعايــة الغربيــة ونمــوذج “الحلــم الأميركــي” الــذي يبش بالديمقراطيـة وحقـوق الإنسـان، ممـا يكسـبها تعاطـف الكثيريـن علـى امتـداد الكـرة ل فرصـة لبنـاء تحالفـات سياسـية واقتصاديـة وعسـكرية. ِّ الأرضيـة، ويشـك ـل ملـف حقـوق الإنسـان سـاحة للاشـتباك السياسـي والإعلامـي بـن الصـن ِّ ويمث م ـن جه ـة، والولاي ـات المتحـدة وال ـدول الأوروبي ـة م ـن جه ـة أخـرى، سـواء فيمـا .)71( )، أو إقـرار قانـون الأمـن فـي هونـغ كونـغ 70( يتعل ـق بقضي ـة مسـلمي الإيغـور ويضـاف إلـى العوائـق التـي تعتـرض طريـق الصعـود الصينـي مسـألة اللغـة والثقافـة؛ ففـي حـن أن اللغـة الإنجليزيـة لغـة عالميـة سمحـت بنشـر الثقافـة الغربيـة علـى امتـداد العالـم، فـإن انتشـار اللغـة والثقافـة الصينيـن خـارج الصـن محـدود للغايـة، وهـو

Made with FlippingBook Online newsletter