العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 156

خاتمة ـرد للصـن علـى َّ تشـير المؤشـرات الاقتصاديـة والسياسـية والعسـكرية إلـى تقـدم مط المســتوى العالمــي، فيمــا تشــير المؤشــرات السياســية إلــى تراجــع متســارع للهيمنــة ز بــدوره الضغــوط والتحديــات التــي ِّ عــز ُ العالميــة للولايــات المتحــدة، وهــو مــا ي يواجههــا الاقتصــاد الأميركــي. ل القـوة العسـكرية الأميركيـة الدعامـة الأكثـر أهميـة لاسـتمرار الهيمنـة ِّ فيمـا تشـك الأميركيـة فـي الوقـت الراهـن، إلا أن عـدم مواكبـة القـدرات السياسـية لهـذه القـدرة العســكرية ســيعزز التداعيــات الســلبية لاســتخدام القــوة العســكرية علــى المكانــة الدولي ـة للولاي ـات المتح ـدة. وف ـي ح ـن كان ـت تت ـم الإش ـارة إل ـى كف ـاءة النظ ـام السياســي الأميركــي باعتبــاره أحــد أهــم الضمانــات لاســتمرار الهيمنــة العالميــة ا فادحــة وغيــر ً لحــق أضــرار ُ للولايــات المتحــدة، إلا أن هــذا النظــام أفــرز إدارة ت ضعـف الأدوات التـي كانـت تسـيطر بهـا علـى ُ مسـبوقة بمكانـة الولايـات المتحـدة وت العالـم، مـن دون أن يتمكـن هـذا النظـام مـن إيقـاف تل ـك الأضـرار، ولعـل هـذا ا ف ـي تراجـع الهيمن ـة الأميركي ـة العالمي ـة. ً هـو المعطـى الأكث ـر تأثي ـر وفـي المقابـل، فـإن التهديـد الصينـي للهيمنـة الأميركيـة يتمركـز حـول الاقتصـاد وهو مـا يضعفـه؛ إذ إن العلاقـات الاقتصاديـة لوحدهـا تتناقـض مـع المصلحة الاسـتراتيجية ـا، ول ـن تسـتطيع الصـن أن تصب ـح دول ـة عظمـى إلا حينمـا تتحـرر مـن هـذا ً أحيان ). كمــا أن الصــن لا تقــدم للشــعوب “الحلــم الصينــي” الــذي يمكــن أن 99( الأمــر مـن قدرتهـا علـى بنـاء العلاقـات ُّ يتفـوق علـى “الحلـم الأميركـي”، وهـو ممـا يحـد ل الصـن إلـى ُّ ـز علاقاتهـا بالأنظمـة. إضافـة إلـى أن فـرص تحـو ِّ مـع الشـعوب ويرك قط ـب جدي ـد ف ـي النظ ـام الدول ـي تتأث ـر بحاجـز اللغ ـة وبالنف ـوذ الثقاف ـي ال ـذي لا

Made with FlippingBook Online newsletter