| 166
مقدمة كان الفقـر، ولا يـزال، ظاهـرة سـرمدية، لهـا وجـود فـي غالبيـة مجتمعـات العالـم، ـا للتقالي ـد الاجتماعي ـة والأعـراف الديني ـة ً ويتباي ـن تأثيرهـا ب ـن مجتمـع وآخـر وفق والقوانـن الوضعي ـة السـائدة. وقـد تمي ـزت المجتمعـات الإسـ مية، ومنهـا المجتمـع ا لمعالجــة ّ ً ــا اســتثنائي ً العراقــي، وفــي مختلــف العصــور التاريخيــة، بإيلائهــا اهتمام ـا مـن منظومـة قي ـم ديني ـة ودنيوي ـة سـامية ً التبعـات السـلبية لهـذه الظاهـرة، انطلاق بموجبهـا العديـد مـن المنطلقـات النظريـة، والمفاهيـم والتطبيقـات َ ـي ِ س ْ ر ُ وراسـخة، أ العملي ـة لمعالجـة هـذه الظاهـرة السـلبية. م ـن الرف ـاه والتق ـدم والازده ـار َ لق ـد ع ـرف الع ـراق عب ـر تاريخـه الطوي ـل مراحـل الاقتصـادي والاجتماعـي، ومراحـل أخـرى مـن التراجـع وانتشـار الظواهـر السـلبية فـي المجتمـع ومنهـا ظاهـرة الفقـر، وقـد ألقـت العقوبـات الاقتصاديـة الدوليـة بعـد ، وتداعي ـات الاحت ـ ل العس ـكري الأميرك ـي 1990 احت ـ ل الع ـراق للكوي ـت ع ـام ، بظلالهـا القاتمـة علـى مجمـل التطـورات السياسـية والاقتصاديـة 2003 للعـراق عـام والاجتماعيـة للمجتمـع العراقـي، وكان مـن نتائجهـا السـلبية انتشـار ظاهـرة الفقـر، .21 وبخاصـة فـي العقـد الثانـي مـن القـرن تنتشـر ظاهـرة ْ ن َ ولعـل مـن المفارقـات الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسـية النـادرة أ ا ّ ً ل إلـى إشـكالية بـكل أبعادهـا السـلبية فـي بلـد غنـي جـد َّ الفقـر فـي العـراق، وتتحـو بثرواتـه البشـرية الهائلـة، وإمكانياتـه الطبيعيـة المتنوعـة مـن اتسـاع الأراضـي الخصبـة، عـن الثـروات المعدنيـة المتعـددة، وبالـذات النفـط الخـام ً وتوفـر الميـاه العذبـة، فضـ والغـاز الطبيعـي. وممــا زاد مــن إشــكالية ظاهــرة الفقــر فــي العــراق انتشــار فيــروس كورونــا، منــذ
Made with FlippingBook Online newsletter