العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

17 |

الأزمة في اليمن: المؤثرات الداخلية والفواعل الخارجية

العاصمـة، صنعـاء، وفـرار الرئيـس، عبـد ربـه منصـور هـادي، ومـا تبـع ذلـك مـن تدخ ـل ق ـوات التحال ـف بقي ـادة المملك ـة العربي ـة الس ـعودية؛ جع ـل اليم ـن مح ـور ـاه َّ لـي لنظـام حكـم ثيوقراطـي يتبن َّ أو ٍ مناكفـات طائفيـة وإقليميـة معقـدة؛ بـن بنـاء الشـيعة الزيدي ـون الذي ـن سـيطروا عل ـى مرتفع ـات الشـمال لأزي ـد مـن أل ـف سـنة، ـا م ـع الش ـيعة الاثن ـي عش ـرية المنتش ـرة ف ـي إي ـران، ّ ً ـا وعقائدي ّ ً ويتقاطع ـون أيديولوجي وب ـن الس ـعودية المناف ـس الإقليم ـي لإي ـران، والت ـي تداف ـع باس ـتمرار ع ـن الأهمي ـة ة الش ـافعيي. وعلي ـه، نتس ـاءل: إل ـى أي َّ الجيوس ـتراتيجية لليم ـن وع ـن حق ـوق الس ـن م الانقسـامات الطائفيـة والقبليـة وتشـابك المصـالح الإقليميـة المتضاربـة في ِ سـه ُ ت ٍّ حـد مـن السـ م؟ ٍ مـن الحـرب أو بع ـض ٍ توجي ـه المشـهد اليمن ـي نحـو مزي ـد يقــود هــذا الســؤال الإشــكالي إلــى طــرح الفرضيــة الآتيــة التــي تســتدعي أبعــاد الأزمـة التحقـق مـن صحتهـا: بقـدر مـا أدت التدخـ ت الإقليميـة فـي اليمـن إلـى 2015 غيـر مسـبوق للأوضـاع الإنسـانية (أكثـر مـن عشـرة آلاف قتيـل بـن عامـي ٍّ د َ ـر َ ت ذل ـك م ـع نش ـوء ظاه ـرة َ ـد َ عاض َ حس ـب منظم ـة الأمم المتحـدة) بق ـدر م ـا ت 2017 و الطائفيـة كمعطـى وافـد ودخيـل ومسـتجد علـى البيئـة السوسيوسياسـية فـي اليمـن. ا، بالخصـوص، علـى المنهجـن، الوصفـي التحليلـي والمقارن، يسـعى البحث ً واعتمـاد إلـى معالجـة الإشـكالية والفرضيـة السـابقتي عبـر الربـط بـن الأهميـة الجيوبوليتيكيـة لليمــن والأهــداف الاســتراتيجية المتضاربــة للقــوى الإقليميــة، مــع بــروز ضــرورة إبسـتمولوجية للإقـرار بـأن أدوار الأحـزاب والجيـش والإعـ م والـرأي العـام، تحظـى ا فــي اليمــن، وهــي ً بأهميــة لا تقــل عــن أهميــة المؤثــرات الداخليــة الأكثــر نفــوذ القبيلـة والطائفيـة المسـتجدة، غيـر أن الإفـراز الأبـرز لهـذا التـآزر بـن مـا هـو خارجي ـد فـي مأسـاة إنسـانية خطي ـرة تناقضـت مـع طبيعـة التسـامي َّ ومـا هـو داخل ـي تجس

Made with FlippingBook Online newsletter