الفقر في العراق والتحول من ظاهرة اقتصادية إلى مأزق اجتماعي وسياسي
187 |
القـدرة الشـرائية للمواطـن وانتشـار ظاهـرة الفقـر فـي العـراق. إن حجــم الدمــار والتخريــب الــذي - تداعيــات الاحتــ ل الأميكــي للعــراق: تعرضـت لـه البنيـة التحتيـة للاقتصـاد العراقـي علـى مـدى السـنوات الأربعـن الماضيـة ا بحرب ً )، ومـرور 1988-1980( ا مـن الحـرب العراقية-الإيرانيـة ً ا، بـدء ّ ً واسـع وكبيـر جـد ، ومـا تبعهـا مـن عقوبـات اقتصاديـة متعاقبـة ألحقـت المزيـد 1991 الخليـج الثانيـة، عـام مـن التخريـب والدمـار فـي اقتصـاد العـراق، وانتهـاء بالاحتـ ل الأميركـي للعـراق فـي ؛ ومـن ثـم اسـتمرار العمليـات العسـكرية وبخاصـة بعـد بـدء الحملـة 2003 أبريل/نيسـان العسـكرية علـى الإرهـاب بقيـادة تحالـف دولـي بقيـادة القـوات الأميركية عقب سـيطرة تنظيـم “الدولـة الإسـ مية فـي العراق والشـام” علـى محافظـات الموصل وصـ ح الدين والأنبـار وأجـزاء مـن محافظـات كركـوك وديالـى؛ إذ لـم تدمـر الحـرب البنـى التحيـة للاقتصـاد العراق ـي ابت ـداء م ـن طـرق المواصـ ت ومراك ـز الاتصـالات والمستشـفيات ومحطـات تولي ـد الكهرب ـاء والسـدود والمطـارات وأبني ـة ال ـوزارات والدوائ ـر فحسـب بـل امتـد تأثيرهـا نحـو تدميـر البنـى الفوقيـة المتمثلـة فـي التشـريعات والأنظمـة والقوانـن لعمـوم مؤسسـات ووزارات الدولـة العراقيـة، والتـي كانـت تحكـم عمـل البنيـة التحتيـة، باسـتثناء “وزارة النفـط التـي حافظـت عليهـا قـوات التحالـف دون غيرهـا مـن الوزارات )، والأكثــر مــن ذلــك، أن مــا لــم تدمــره الحــرب دمرتــه قــوى عابثــة 38(” العراقيــة عـن شـروع عمليـات ً عبـر عمليـات النهـب والسـلب والحـرق لدوائـر الدولـة، فضـ منظمـة لتهريـب الثـروات الوطنيـة مـن العمـ ت والذهـب وموجـودات المتاحـف إلـى خـارج البـ د. ورغـم صعوبـة الحصـول علـى الأرقـام والمعطيـات الإحصائيـة لفقـدان ـب الاسـتدلال ِّ الـوزارات قاعـدة بياناتهـا ووثائقهـا بسـبب الحـرب وتداعياتهـا ممـا يصع علـى الأرقـام الحقيقيـة، إلا أن آثـار التخريـب والدمـار لا تـزال شـاخصة علـى كثيـر مـن مؤسسـات الدولـة العراقيـة حتـى الوقـت الحاضـر.
Made with FlippingBook Online newsletter