الفقر في العراق والتحول من ظاهرة اقتصادية إلى مأزق اجتماعي وسياسي
197 |
ا لانتق ـال الاقتصـاد إل ـى مرحل ـة الكف ـاءة ث ـم ً أي مرحل ـة الاقتصـاد الريع ـي، تمهي ـد الفعالي ـة، لاب ـد م ـن توف ـر بني ـة تحتي ـة قوي ـة ومتماس ـكة ومس ـتقرة لضم ـان ممارس ـة الأعمـال الاقتصادي ـة لتقـود حركـة الاقتصـاد الكل ـي نحـو إث ـراء وتطوي ـر قطاعات ـه، لا إفقارهـا كمـا حصـل فـي المرحلـة السـابقة، والتـي تفتـرض التنسـيق والتعـاون مـع قطاعـات التعليـم والصحـة والتـي تعتبـر مـن أهـم أسـس التنميـة الاقتصاديـة. وعلـى سـبيل المثـال، شـهدت السـنوات الخمسـة الأخيـرة، تراجـع أرقـام العائـدات ، بسـبب 2014 الماليـة لتصديـر النفـط، وعـدم إقـرار الموازنـة السـنوية للدولـة فـي عـام الخلافـات السياسـية وتراجـع أرقـام الموازنـة الحكوميـة للسـنوات اللاحقـة، وأفـرزت هــذه التداعيــات تزايــد المشــاكل الاجتماعيــة وفــي مقدمتهــا ظاهــرة الفقــر التــي ـاع القـرار السياسـي والاقتصـادي فـي العـراق. َّ ق صن ِّ تحولـت إلـى “مـأزق” دائـم يـؤر خاتمة : استنتاجات ً أو - تنتشـر ظاهـرة الفق ـر ف ـي أي ـة دول ـة م ـن دول العال ـم، م ـن حي ـث المب ـدأ لسـببي رئيســن: الأول: هــو نــدرة المــوارد، خاصــة الطبيعيــة منهــا، والثانــي: ســوء إدارة الم ـوارد الطبيعي ـة المتاحـة. وتنطب ـق الحال ـة الثاني ـة عل ـى ظاهـرة الفق ـر ف ـي الع ـراق، والـذي يمتلـك إمكانيـات بشـرية كبيـرة وثـروات طبيعيـة هائلـة، كالميـاه والأراضـي الزراعيـة والنفـط الخـام والغـاز الطبيعـي والفوسـفات والكبريـت واليورانيـوم، وغيرها فت ـرض أن ُ مـن المـوارد الطبيعي ـة. وبذلـك، فـإن وجـود ظاهـرة الفقـر فـي العـراق ي ــا حــال تجــاوز الظــروف الاســتثنائية، ّ ً يكــون ظاهــرة وقتيــة يتــم تجاوزهــا تدريجي وشـروع الدولـة فـي إعـادة الإعمـار وعلـى كافـة الأصعـدة، واسـتكمال إدارة المـوارد الطبيعي ـة بمـا يعـزز الازدهـار الاقتصـادي فـي الب ـ د.
Made with FlippingBook Online newsletter