21 |
الأزمة في اليمن: المؤثرات الداخلية والفواعل الخارجية
وإضاف ـة لاسـتقائهم شـرعية حكمه ـم م ـن الدف ـاع ع ـن خـط النسـب أو السـ لة، ـا خـ ل فت ـرات ً فق ـد آمن ـوا كذل ـك بمعتق ـد “الخـروج” ضـد الاضطه ـاد، خصوص سـوء الحكـم أو سـيطرة سـلطة جائـرة. وبحسـب عالـم الأنثروبولوجيـا، بـول دريـش )، فـإن سـ لة القاسمـي كان لهـا الفضـل فـي إرسـاء معالـم أول نظـام Paul Dresch( .)8( سياسـي شـمال اليمـن ل مـن حاضرتـن جغرافيتـن: الجمهوريـة َّ نظـر إلـى اليمـن علـى أنـه يتشـك ُ ـا؛ ي ّ ً تاريخي العربي ـة اليمني ـة (ش ـمال اليم ـن)، وجمهوري ـة اليم ـن الديمقراطي ـة الش ـعبية (جن ـوب ؛ حي ـث 1918 اليمـن)، وقـد خضـع الجـزء الشـمالي لسـيطرة العثماني ـن إلـى غايـة ،1948 ـى الإمـام يحيـى، زعيـم الطائفـة الزيديـة، السـلطة، وبعـد اغتيالـه، عـام َّ تول ، وفـي ذات السـنة 1962 خلفـه ابن ـه الإمـام أحمـد ال ـذي حكـم حت ـى وفات ـه عـام تم ـت الإطاحـة بحك ـم الإمام ـة عب ـر انق ـ ب ق ـاده ضب ـاط الجي ـش الذي ـن أعلن ـوا قيــام نظــام حكــم جمهــوري. أمــا الجــزء الجنوبــي فقــد اســتولى فيــه الشــيوعيون ، وبعـد سـنوات مـن العـداء بـن 1967 علـى السـلطة عقـب انسـحاب بريطانيـا عـام الطرف ـن ووس ـاطة جامع ـة ال ـدول العربي ـة لوق ـف إط ـ ق الن ـار، تم إع ـ ن اليم ـن ، وتنصيـب علـي عبـد الله صـالح كأول 1990 مايو/أيـار 22 ـدة، فـي َّ جمهوريـة موح .)9( رئي ـس لهـا ا لـه فـي تركـة الماضـي؛ فالدولـة لـم تكـن ً ويجـد النـزاع الحالـي فـي اليمـن جـذور ـي وهوياتـي، كمـا أن اليمـن ِ ل َ ب َ لهـا القـدرة الكافيـة لضمـان الـولاء فـي ظـل تشـرذم ق أفق ـر دول ـة ف ـي شـبه الجزي ـرة العربي ـة- محـاط ب ـدول الخلي ـج الغني ـة ُّ ـد َ ع ُ -ال ـذي ي بالنف ـط، وهـو مـا جعل ـه عرضـة لموجـات متتالي ـة مـن التدخـ ت الأجنبي ـة. فف ـي خمسـينات وسـتينات القـرن الماضـي، كان مؤيـدو الثـورة مدعومـن مـن مصـر، فـي
Made with FlippingBook Online newsletter