| 212
ل ـم تل ـغ ه ـذه النظري ـة تأثي ـر وس ـائل الإع ـ م ول ـم تعتب ـره تحصي ـل حاصـل ينجـم ا فـي مشـاركة الجمهـور ً ـد َّ س َ ج ُ بمجـرد التعـرض لمنتجـات وسـائل الإعـ م، بـل رأتـه م مـن خـ ل تشـغيل المفاهيـم الإجرائيـة التـي وظفتهـا، وهـي: الحاجـات، والتطلعات، والاسـتخدامات، والإشـباعات. ب- لـم يكت ـف البعـض باخت ـزال هـذه النظريـة فـي المدرسـة الوظيفي ـة، بـل رآهـا ـب مـن هـذه المدرسـة والمدرسـة السـلوكية التـي تمنـح الجمهور َّ عبـارة عـن مزيـج مرك ). ويكمــن طابعهــا الســلوكي فــي التركيــز الشــديد علــى الحاجــات 5( ا ً ا نشــيط ً دور ـل ِّ والإش ـباعات النفس ـية المش ـتقة م ـن الاس ـتخدام الف ـردي لوس ـائل الإع ـ م. ويقل ه ـذا التركي ـز م ـن أهمي ـة السـياق الاجتماعـي لنشـاط الميدي ـا إن ل ـم يتجاهل ـه، ولا يأخـذ بعـن الاعتبـار أن بعـض الاسـتخدامات لوسـائل الإعـ م لا علاقة لهـا بتحقيق .)6( الإشـباع بقـدر ارتباطهـا بالسـياق الاجتماعـي الـذي يفرضهـا ج- لـم تفلـح هـذه النظريـة فـي تقـديم تفسـير سـببي مقنـع لاختيـار اسـتخدام هـذه ـا، ويتـم فـي الغالـب ّ ً الوسـيلة الإعلاميـة أو تلـك؛ لأن بعـض الاسـتخدام يكـون ظرفي ـب حصـره وقياسـه، مثـل “التسـكع” في شـبكة ِّ دون دافـع واضـح ومحـدد، ممـا يصع الإنترن ـت. ل ـذا، يعتق ـد البع ـض أن هـذه النظري ـة ربمـا تصل ـح لفه ـم الإقب ـال عل ـى محتويـات إعلاميـة محـددة تكـون دوافـع الاطـ ع عليهـا واضحـة ومحـددة، مثـل .)7( المحتويـات الإعلاميـة السياسـية ِّ سـتنتج مـن هـذه النظري ـة أن غاي ـة وسـائل الإعـ م الوحي ـدة تكمـن فـي سـد ُ د- ي حاجـات الجمهـور وتحقي ـق إشـباعاته، ولا تعان ـي مـن أي إكـراه فـي سـبيل ذل ـك، ولا دور لهــا فــي صياغــة هــذه الحاجــات وتوجيــه الاهتمامــات والانشــغالات، ـد وسـائل الإعـ م ّ ِ ي َ ُ وفـي صقـل الـذوق. إن نظريـة الاسـتخدامات والإشـباعات المختلفـة عـن مسـار تنظيـم السـلطة الاقتصاديـة والسياسـية فـي المجتمـع، وتبعدهـا
Made with FlippingBook Online newsletter