221 |
ة التفكير: مراجعة نقدية لنظرية الاستخدامات والإشباعات في البيئة الرقمية َّ د ُ التفكير في ع
ـق. واشـتركت البحـوث “العربيـة” مـع غيرهـا مـن َّ الاجتماعيـة وتلـك التـي لـم تتحق البحـوث الأجنبي ـة ف ـي هاجـس الخـوف م ـن مخاطـر التط ـور الس ـريع لتكنولوجي ـا عتقـد أنهـا هشـة مثـل الشـباب والمـرأة. فمـن المتعـارف ُ الاتصـال علـى الفئـات التـي ي ا مـن القلـق والخـوف ً عليـه أن ميـ د كل وسـيط اتصالـي جديـد يجلـب معـه قـدر مـن تأثي ـره عل ـى الأفـراد والمجتمـع، لكـن يب ـدو أن ال ـوازع الأخلاقـي الظاهـر فـي بعـض البحـوث “العربيـة” طغـى علـى هاجسـها الاستكشـافي (العلمـي). وهـذا مـا ا ً يتجل ـى م ـن خــ ل التأكيــد المطل ـق عل ـى أن لمواق ـع الش ـبكات الاجتماعي ـة تأثي ـر ـة المسـتخدمي وأخلاقهـم دون تفكيـك مفهـوم الأخـ ق وتشـخيصه َّ ا علـى عف ّ ً سـلبي ل ـت هـذه البحـوث بإصـدار ِّ ل ُ ف ـي وحـدات تكويني ـة وملموسـة يمكـن قياسـها. فك أحـكام قيميـة وإسـقاط قناعـات ذاتيـة علـى البحـث تتماهـى مـع الحـس المشـترك. وأدى ع ـدم التش ـخيص ه ـذا إل ـى التضـارب ب ـن النتائ ـج والأحـكام؛ إذ يذك ـر أن بعـض البحـوث، علـى سـبيل المثـال، تشـير، مـن جهـة، إلـى أن هـذه المواقـع تدفـع المسـتخدمي إل ـى القي ـام بمـا يتنافـى والأخـ ق: إهـدار الوقـت. وتؤكـد مـن جهـة أخــرى أن إشــباعاتهم تــزداد بارتفــاع الوقــت الــذي يقضونــه فــي اســتخدام هــذه المواقـع! فهـل هـذا يعنـي أن إهـدار الوقـت ينـدرج ضمـن إشـباعاتهم؟ إذن، السـؤال الـذي يجـب البحـث عـن إجابـة علميـة لـه يتمثـل فيمـا يلـي: لمـاذا يلجـأ مسـتخدمو مواقــع الشــبكات الاجتماعيــة إلــى إشــباع حاجتهــم التــي يصنفهــا الكثيــر مــن الباحث ـن بأنهـا غي ـر أخلاقي ـة؟ إن مناصـري نظريـة الاسـتخدامات والإشـباعات يقفـزون علـى الفـرق الواضـح بـن الميدي ـا الجدي ـدة والتقليدي ـة؛ فالمسـتخدم هـو ال ـذي يشـارك فـي تحقي ـق إشـباعاته، بصـرف النظـر عـن طبيعتهـا، بواسـطة مواقـع الشـبكات الاجتماعيـة ضمـن الحـدود
Made with FlippingBook Online newsletter