العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 228

الباحثـن الانشـغال بالكيفيـة التـي ينتقـي بهـا النـاس الأخبـار، والاهتمـام بأسـاليبهم الخاصـة ف ـي التأكـد مـن مصداقيته ـا ف ـي ظـل تأخـر أو عجـز الكثي ـر مـن وسـائل الإعـ م الكلاسـيكية ومواقـع الشـبكات الاجتماعيـة عـن محاربـة الأخبـار المزيفـة مـن جهـة، وضعـف الكفـاءة التقنيـة لـدى المسـتخدمي فـي التحـري عـن صحتهـا من جـهــة أخــرى. فهل تستطــيع نظـريـــة انتقال المعــلــومات عـبــر مــرحــلتــن )، علـى سـبيل المثـال، التـي طورها بول لازارسـفيلد Two Step Flow of Information( ، أن تلبـي هذا الانشـغال؟ 1955 وإليهـو كاتـز فـي ـا لمعرفـة هـل مواقـع الشـبكات الاجتماعيـة ً كمـا لـم تعـد الحاجـة العلميـة قائمـة أيض ل قطـاع واسـع مـن َّ ع حاجـة مسـتخدميها لتعزيـز شـعورهم بالانتمـاء بعـد أن تحـو ِ ـب ْ ش ُ ت ـا أن هـذه المواق ـع فضـاءات ً مسـتخدميها إل ـى جماعـات افتراضي ـة؛ إذ نعل ـم جميع ل هــذه الجماعــات الافتراضيــة تدفعهــا ُّ ــا، لكــن ديناميكيــة تشــك ّ ً منفتحــة نظري ). فهـل Homophilia( ” عـرف بـ”التوحـد الرقمـي ُ للانغـ ق أكثـر فأكثـر فـي إطـار مـا ي تســهم مواقــع الشــبكات الاجتماعيــة فــي تعزيــز تنظيــم المجتمعــات علــى أســس إقصائي ـة: طائفي ـة وهوياتي ـة ب ـدل الس ـعي لتجس ـيد فلس ـفتها القائم ـة عل ـى مس ـاواة الجمي ـع ومحارب ـة كل إقصـاء؟ إن ممارسـة الاتصـال عبـر مواقـع الشـبكات الاجتماعيـة أفـرزت بعـض المفارقـات، نذكـر منهـا أن المسـتخدمي يسـعون جاهديـن إلـى إبـراز ذواتهـم وسـردها لأسـباب شــتى، ويشــتكون فــي الوقــت ذاتــه مــن ســطوة هــذه المواقــع التــي “تنتهــك” ة َّ ـد ُ ه لهـذه الع َّ خصوصيتهـم! فهـل جوهـر هـذه المفارقـة يكمـن فـي تصورهـم المشـو التكنولوجيـة أو فـي قلـة كفاءاتهـم التقنيـة؟ إن المنطـق الوظيفـي الـذي تسـتند إليـه نظريـة الاسـتخدامات والإشـباعات يعجـز، فـي تقديرنـا، عـن معالجـة هـذه المفارقـة. يســتلزم اســتخدام مواقــع الشــبكات الاجتماعيــة إدارة الهويــة الرقميــة، ولــكل

Made with FlippingBook Online newsletter