العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

229 |

ة التفكير: مراجعة نقدية لنظرية الاستخدامات والإشباعات في البيئة الرقمية َّ د ُ التفكير في ع

مسـتخدم اسـتراتيجيته فـي ذلـك؛ إنـه يتفـاوض علـى الحـدود الفاصلـة بـن مـا هـو عـام ف ـي حيات ـه اليومي ـة ومـا هـو خـاص، ونظري ـة الاسـتخدامات والإشـباعات لا تس ـتطيع الأخ ـذ بي ـد الباحث ـن للكش ـف ع ـن ه ـذه الاس ـتراتيجية. خلاصة ـد؛ لأن “عدتهـا التقن ـو- ُّ تتسـم دراسـة اسـتخدامات الميدي ـا فـي بيئ ـة الوي ـب بالتعق ، وتتضاعـف مـن خلالهـا الفضـاءات الرقميـة التي ً ا وتداخـ ً تنظيميـة” تـزداد تشـابك ). فالحاجـة العلميـة أصبحـت تتطلـب القـدرة علـى 38( ل تدفـق المحتويـات فيهـا ِّ تسـه ـد واسـتجلاء تبعاتـه فـي الحيـاة اليوميـة. ُّ تفكيـك هـذا التعق والسـؤال الـذي واظبـت نظريـة الاسـتخدامات والإشـباعات علـى الإجابـة عنـه طيلـة نصـف قـرن، والمتمثـل فـي: مـاذا يفعـل الجمهـور بوسـائل الإعـ م؟ لـم يعـد، فـي نظ ـر أصح ـاب البراديغ ـم البنائ ـي والتفهم ـي، يحظ ـى بالأولوي ـة، وربم ـا بالأهمي ـة، ا ف ـي منتجـات الميدي ـا، وأن م ـا ً ـا ليك ـون ش ـريك ّ ً لأن الجمه ـور يتجـه الي ـوم تدريجي ـا فـي مختلـف المنصـات الرقميـة ويمكـن ملاحظتـه. ويعتقـدون ّ ً يقـوم بـه أصبـح مرئي أن السـؤال المحـوري الـذي يتطلـب إجابـة وافي ـة عن ـه يتمث ـل فـي: مـا المعانـي الت ـي ــا يقومــون بــه فــي مختلــف ِ يمنحهــا مســتخدمو مواقــع الشــبكات الاجتماعيــة الشاشـات أثنـاء القيـام بـه؟ فالصـراع الدائـر اليـوم هـو صـراع المعنـى الـذي نمنحـه للأفع ـال والظواهـر والتصـورات. ـد الظواهـر الإعلاميـة والاتصاليـة فـي العالـم المعاصـر ُّ ونميـل إلـى الاعتقـاد بـأن تعق ة المنهجيــة للإلمــام بهــا مــن مختلــف الجوانــب قصــد َّ ــد ُ د الع ُّ أصبــح يتطلــب تعــد ) قب ـل Metatheory( ” فهمهـا وشـرحها. وهـذا يسـتدعي الاسـتعانة بـــ”الميت ـا نظري ـة الدعـوة إل ـى تولي ـف بع ـض النظري ـات لدراسـتها.

Made with FlippingBook Online newsletter