23 |
الأزمة في اليمن: المؤثرات الداخلية والفواعل الخارجية
عـاءات المملكـة العربيـة السـعودية بوجـود ِّ انسـحاب المبعوثـن العـرب مـن سـوريا واد ــا أحمــر، تحمــل دلالات عــن ّ ً أطمــاع إيرانيــة فــي اليمــن واعتبارهــا البحريــن خط ،)Daniel Byman( )، أمــا دانيــال بيمــان 12( مواجهــة طائفيــة قادمــة فــي المنطقــة فيؤكـد أن الطائفيـة نتيجـة ثانويـة مريـرة للربيـع العربـي، فقـد فتـح انهيـار الحكومـات ل َّ ا، وسـه ً فـي الشـرق الأوسـط المجـال للشـوفينيات الدينيـة للقيـام بـدور أكثـر نفـوذ ذلـك انتشـار وسـائل التواصـل الاجتماعـي وتمكـن الرسـائل الطائفيـة مـن الوصـول .)13( إلـى أكبـر قـدر ممكـن م الحالـة الطائفيـة فـي انحبـاس الأزمـات السياسـية، وهـي مـن أصعـب الأوضاع ِ ـه ْ س ُ ت معقـدة لا هـي متحركـة نحـو َّ ههـا الدولـة والمجتمـع، فالأوضـاع تبـدو جـد ِ اب ُ التـي ـا عنـد تداخـل ً الأمـام، ولا هـي متغيـرة لفتـح آفـاق جديـدة، وتـزداد الأوضـاع تأزم الداخـل الوطن ـي المتع ـدد بالضغ ـط الدول ـي والخـارج الإقليم ـي المؤث ـر، لاسـيما إذا ــا ً ناضــل كل طــرف مــن الداخــل لتحقيــق أجندتــه الخاصــة التــي تصطــدم حتم .)14( باسـتراتيجيات الأطـراف الأخـرى ولـم يكـن اليمـن عبـر تاريخـه بمنـأى عـن الدعـوات الطائفيـة؛ إذ تزخـر كتـب التراث اليمن ـي بصـور شـتى مـن التعصـب وأحـداث التضيي ـق والعن ـف، وحـروب واسـعة بـن دول الفـرق والطوائـف الدينيـة، مثـل: الخـوارج والقرامطـة والإسماعيليـة، وتشـير الإحصائيـات إلـى أن نسـبة الزيديـة فـي اليمـن الشـمالي قبـل الوحـدة كانـت تصـل ن ِّ عتب ـر المكـو ُ ، ف ـي حـن ي 0.2% ، أم ـا نسـبة الإسماعيلي ـة فه ـي لا تتجـاوز 35% إل ـى .)15( ا ً ي، المنتسـب للمذهـب الشـافعي، هـو الأكثـر انتشـار ِّ ـن ُّ الس ــرف عــن محافظــة صعــدة أنهــا المعقــل التاريخــي للحوثيــن؛ حيــث ُ ــا، ع ّ ً تاريخي سـادت أحـكام فقهي ـة زيدي ـة متشـددة، لدرجـة أن الإمـام المت ـوكل، إسماعي ـل ب ـن
Made with FlippingBook Online newsletter