العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 236

مدخل ،)1(” هـو “أنـت 2006 ) أن الشـخصية السـنوية لعـام Time( ” عندمـا أعلنـت مجلـة “تـايم ـر فـي الإنترنـت ِ ح ْ ب ُ ـه العـن؛ فـكل مـن ي َ ئ ِ ط ْ ُ فإنهـا كانـت تشـير إلـى واقـع لا يمكـن أن ـا”. ّ ً ـا إعلامي ً ج ِ ت ْ ن ُ ـا”، أو “م ّ ً ا أدبي ً ا”، أو “ناقـد ّ ً ـا سياسـي ً ق ِّ ـا”، أو “معل ّ ً يمكـن أن يكـون “صحفي ق مفه ـوم المشـاركة ف ـي الفضـاء الرقم ـي كظاهـرة شـبابية، ِّ ورغـم أن المجل ـة ل ـم تسـو فـإن أغلبيـة “مواطنـي الديمقراطيـة الرقميـة” الذيـن جـرى الاحتفـاء بهـم كانـوا ممـن تقـل سـنة. بالتزام ـن م ـع ذل ـك، فق ـد نشـر الأكاديمـي هن ـري جنكين ـس 35 أعمارهـم عـن نـون فيـه “الثقافـة التشـاركية” القائمـة علـى الإبـداع ِّ ثم ُ ـا ي ً ) وزمـ ؤه كتاب Henry Jenkins( والتقاسـم والالتـزام، والتـي بـدأت ملامحهـا تتجلـى فـي العالـم الرقمـي وخاصـة بـن الشـباب. وت ـدل النب ـرة الاحتفائي ـة للكت ـاب عل ـى أن الشـباب هـم الأكث ـر قـدرة عل ـى .)2(2.0 الاسـتفادة مـن الويـب ترتب ـط الممارسـات الأخلاقي ـة فـي الفضـاءات الرقمي ـة بطبيعـة الهوي ـات الرقمي ـة الت ـي د فيهـا َّ ل فـي هـذه الفضـاءات؛ فمصيـر الخصوصيـة الفرديـة محكـوم ببيئـة تتعـد َّ تتشـك المعلومـات التـي يمكـن بثهـا والحصـول عليهـا، كمـا أن دلالـة الملكيـة الفكريـة للمضامي ا ً فـي فضـاء يتسـم بتعـدد منتجـي المعلومـات والمعرفـة وعـدم معرفـة هوياتهـم تظـل أمـر ـا، دون أن ننسـى أنمـاط تفاعـل الأفـراد مـع بعضهـم البعـض، ومصداقيـة وموثوقيـة ّ ً ضبابي الأفـراد والمؤسسـات النشـطة فـي الفضـاءات الرقميـة. وتقـوم رؤيـة الباحـث لإشـكالية الممارسـات الأخلاقيـة فـي الفضـاءات الرقميـة علـى أن المفاهيـم والقضايـا المفصليـة فـي هـذه الفضـاءات التفاعليـة تكمـن فـي الهويـة، والخصوصيـة، والمصداقيـة، والمشـاركة. م بأهميـة هـذه المفاهيـم فـي الفضـاء المـادي، إلا أنهـا ربمـا تحمـل رهانـات ِّ وإذا كنـا نسـل ا ً أخلاقي ـة متماي ـزة ف ـي الفضـاءات الرقمي ـة. وعلي ـه، ف ـإن التسـاؤل النق ـدي يب ـدو أم ـر

Made with FlippingBook Online newsletter