العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 238

بأفـراد المجتمـع، كمـا أن غيـاب الوعـي عنـد البعـض الآخـر قـد يجعـل منهـم ضحايـا .)5( لاختـ ل السـلوك الأخلاقـي فـي هـذه الفضـاءات الرقميـة ويتجل ـى وجه ـا العمل ـة ه ـذان، أي الف ـرص والمخاط ـر الت ـي ترتب ـط به ـذه الفض ـاءات ـق عليهمـا البعـض “الاعتقـاد الرقمـي” ِ طل ُ الرقمي ـة، فـي وجـود خطابـن متعارضـن، ي ). فالمتفائلـون يـرون أن التفـاف الملايـن مـن الأفـراد حـول الكثيـر 6(” و”الهلـع الأخلاقـي ا عـن هـذه ً ـر ِّ عب ُ ـا وم ّ ً حي ً عتبـر مثـا ُ مـن القضايـا الإنسـانية والاجتماعيـة وتفاعلهـم معهـا ي “الديمقراطيـة الناشـئة” التـي تحتضنهـا الفضـاءات الرقميـة، بينمـا يعتبـر المتشـائمون هـذه الفضـاءات بيئ ـة فوضوي ـة تفتقـد إل ـى الضواب ـط الاجتماعي ـة؛ فهـي أقـرب إل ـى الحال ـة الطبيعي ـة الهوبزي ـة (نس ـبة إل ـى توم ـاس هوب ـز) منه ـا إل ـى الحال ـة المثالي ـة لج ـان ج ـاك ـا كان َّ ـران عم ِّ ). هـذان الخطابـان، المتفائـل والمتشـائم، يحاكيـان بـل إنهمـا يعب 7( روسـو ا مــن تبايــن و”عــراك” حــول تأثيــر وســائل الإعــ م التقليديــة علــى ً ولا يــزال ســائد الأطفـال. ــا ّ ً وككل الفضــاءات التــي ســبقتها، فــإن الفضــاءات الرقميــة بــدأت تخضــع تدريجي بعـد فـي كليتهـا، فـي ظـل َّ للتنظي ـم والضب ـط، لكـن ملامـح هـذا التنظي ـم لـم تتجـل عــدم وضــوح الرؤيــة بخصــوص الرابحــن والخاســرين فــي هــذا الشــأن. ولا يخــرج ع ِّ ـر َ ش ُ ـا، ع ـن صيغت ـن: الأول ـى حكومي ـة أو عمومي ـة؛ حي ـث يس ـعى الم ً التنظي ـم، غالب إلــى وضــع آليــات تضبــط وصــول الشــباب إلــى المضامــن الرقميــة التــي تحفــل بهــا ). أمـا الصيغـة الثانيـة، فهـي تشـبه التنظيـم الذاتـي، وتهـدف إلـى 8( الفضـاءات الرقميـة ــا آخــر لا ً وضــع مبــادئ أو دليــل ســلوك فــي الفضــاء الرقمــي. بيــد أن هنــاك لاعب يمك ـن تجاهل ـه، وه ـو القط ـاع التج ـاري ال ـذي يتنام ـى اهتمام ـه بالفضـاءات الرقمي ـة، والمـدى وال ـدور ال ـذي سـيلعبه فـي عملي ـه التنظي ـم، والانعكاسـات الأخلاقي ـة المترتب ـة

Made with FlippingBook Online newsletter