العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 242

الأخلاقيـة وتطورهـا عندمـا يتعلـق الأمـر بفضـاءات عامـة، مثـل الفضـاءات التفاعليـة أو العلاقـة بالمؤسسـات. وبمـا أن الشـباب يميـل إلـى المشـاركة فـي هـذه الفضـاءات التفاعلية مبكـرة، فـإن الكثيـر مـن الأسـئلة المرتبطـة بقدراتهـم الإدراكيـة تفـرض ٍّ الرقميـة فـي سـن نفسـها، خاصـة مـا يرتبـط بقدراتهـم علـى تمييـز الرهانـات الأخلاقيـة للفضـاء الرقمـي. وهـو مـا يسـتدعي إعـادة النظـر فـي الأطـر التقليديـة النفسـية للنمـو الأخلاقـي وذلـك علـى ضـوء الخصائـص التـي تميـز الفضـاءات الرقميـة والانغمـاس الكبيـر للشـباب فـي مبكـرة. ٍّ هـذه الفضـاءات فـي سـن . الحدود الأخلاقية في الفضاءات الرقمية 2 هــل يقــوم الشــباب بإعــادة صياغــة مفاهيــم مثــل الهويــة والخصوصيــة والمصداقيــة والمشــاركة وهــم يتفاعلــون فــي الفضــاءات الرقميــة؟ إذا كان الأمــر بهــذا الشــكل، فكي ـف يحـدث ذلـك؟ ولمـاذا؟ ومـا النتائـج المترتب ـة علـى هـذا الأمـر؟ سـنقوم، فـي هـذا الجـزء مـن الدراسـة بالنظـر فـي هـذه المفاهيـم؛ حيـث سـنبحث فـي مفهـوم الهويـة (الــذات وكيــف تجــري إدارتهــا فــي هــذه الفضــاءات)، والخصوصيــة (الاختيــارات الش ـخصية ف ـي الكش ـف ع ـن المعلوم ـات الش ـخصية)، والمصداقي ـة (جـدارة الش ـخص بالثقـة وتقييمـه لاسـتحقاق الآخريـن لثقتـه)، والمشـاركة (مجمـوع العلاقـات الاجتماعيـة للف ـرد، وس ـلوكه وعضويت ـه ف ـي المجموع ـات). : “لعبة” الهوية ً أو ل الهويــة. ُّ ــك َ ش َ يعتبــر علمــاء النفــس أن فتــرة المراهقــة تعتبــر مرحلــة محوريــة فــي ت ففـي هـذه المرحلـة العمريـة، يبـدأ الأفـراد فـي التعـرف علـى ذواتهـم وبنـاء تصـورات دة عنهـا؛ حيـث يتزايـد وعيهـم بالمجتمـع بمـا فـي ذلـك قيمـه ومعاييـره وتوقعاتـه. َّ محـد ـل ف ـي الاستكشـاف؛ َّ ا ف ـي القي ـام بذل ـك تتمث ً وي ـرى هـؤلاء أن الآلي ـة الأكث ـر حضـور

Made with FlippingBook Online newsletter