العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

243 |

ترشيد الممارسات الأخلاقية للشباب في الفضاءات الرقمية

إذ يقــوم المراهــق “بتجريــب” وتقمــص هويــات متعــددة وعينــه علــى المجتمــع لمعرفــة ـف ُّ ). وه ـو م ـا دف ـع أحـد الباحث ـن إل ـى وصـف المراهق ـة بأنه ـا “توق 14( ردود أفعال ـه ــف مؤقــت” أو فضــاء للراحــة يتيــح للمراهــق ُّ نفســي واجتماعــي مؤقــت”، أي “توق حريـة “تجريـب” الكثيـر مـن الهويـات وذلـك ضمـن سـياقات تتسـم بانخفـاض سـقف ). ويفتـرض أن ينتـج عـن هـذا التجريـب هويـة توافقيـة تكـون مقبولـة مـن 15( المخاطـر الاجتماعيـة للهويـة؛ حيـث َ الرمزيـة الطبيعـة ُ المراهـق والمجتمـع. وقـد أكـدت التفاعليـة عـاد تشـكيلها باسـتمرار ضمـن السـياقات الاجتماعية ُ تعتبـر أن الـذات تتطـور وتتمظهـر وي ـا بـل إنـه مشـروع اجتماعـي ّ ً ا فردي ً ـل فقـط مشـروع ِّ ل الهويـة لا يمث ُّ ـك َ ش َ ). إن ت 16( المختلفـة يرتب ـط تحقيقـه بالحصـول عل ـى الموافقـة أو المشـروعية الاجتماعي ـة، كمـا أن ل ـه تبعـات ـا ومخاطـر ذات طبيع ـة أخلاقي ـة. ً اجتماعي ـة، وفرص إن استكشــاف الــذات وبناءهــا يحــدث عبــر التعبيــر عــن الــذات، والتأمــل الذاتــي، ـا ً والتغذيـة المرتـدة التـي يحصـل عليهـا الفـرد مـن الآخريـن. ففـي الواقـع المـادي، غالب مـن ً مـا يستكشـف الشـباب هوياتهـم عبـر طـرق متعـددة؛ حيـث يحـدث ذلـك مثـ خـ ل اللبـاس أو تبنـي مواقـف الثقافـات المهمشـة، أو الإقبـال علـى أنشـطة غيـر صفيـة ). ويمكـن أن يمارسـوا التأمـل 17( تمكنهـم مـن تنميـة موهبـة، أو شـغف أو أيديولوجيـا مـا الذاتـي مـن خـ ل أنشـطتهم اليوميـة، ويحصلـوا علـى تغذيـة مرتـدة خـ ل تفاعلاتهـم ـا. لكـن استكشـاف الهويـة فـي طبيعتها ً الوجهيـة مـع أصدقائهـم، وأقرانهـم والكبـار أيض ـروا ِّ ، أن يغي ً ا فـي عـدد مـن الطـرق. فالشـباب، لا يمكنهـم، مثـ ً الماديـة يظـل محصـور ـا بعـدد الفـرص والأدوار ً حجـم أو شـكل أجسـامهم بسـهولة، كمـا أنهـم مقيـدون أيض ا، فالحصـول علـى تغذيـة مرتـدة مـن الآخرين ً الاجتماعيـة التـي يمنحهـا لهـم المجتمـع. إذ ـا فـي الحصـول علـى الموافقـة أو الرفـض الاجتماعـي فيمـا ّ ً ا محوري ً ا ومصـدر ً ـل مظهـر ِّ يمث

Made with FlippingBook Online newsletter