| 248
ـي مجموعـة مـن المعاييـر الأخلاقيـة التي ِّ لجـأت الكثيـر مـن المجموعـات الرقميـة إلـى تبن ). لكـن بعـض الملتحقـن الجـدد بهـذه المجموعـات قـد 30( يلتـزم بهـا أعضـاء المجموعـة يعتق ـدون أن ح ـدود لعب ـة الهوي ـات غي ـر واضح ـة المعال ـم، وه ـو م ـا يجع ـل الآخري ـن عرضـة لهفـوات غيـر مقصـودة بالضـرورة أو لعنـف رمـزي. ـا ً ـا مـا تكـون انعكاس ً ويشـير الكثيـر مـن الدلائـل إلـى أن الهويـات الرقميـة للشـباب غالب ). لكـن الأمـر ليـس كذلـك مع كل الشـباب؛ 31( لسـمات محوريـة فـي هوياتهـم الماديـة حيـث يمكـن أن تتبايـن الهويتـان الماديـة والرقميـة بشـكل كبيـر. فـي هـذا الصـدد، تشـير تـركل إلـى أنـه “فـي غيـاب مبـادئ ضابطـة، فـإن الـذات تـدور فـي كل الاتجاهـات. فالتعددي ـة لا يمكـن أن تكـون قابل ـة للحي ـاة إذا كان ـت تعن ـي الانتق ـال م ـن هوي ـة إل ـى )؛ فالهــدف الأســاس فــي استكشــاف 32(” أخــرى دون تواصــل بــن هــذه الهويــات )، هــو بنــاء ذات Erik Erikson)(33( المراهــق لهويتــه، كمــا يذكــر إيريــك إيركســون ية ومتنافـرة. ِّ ـظ َ ش َ ت ُ متناغمـة ومتماسـكة ولي ـس هويـات م وتكمــن إحــدى المخاطــر الأخــرى المحتملــة للعبــة الهويــة الرقميــة فــي التركيــز علــى الجوان ـب الأدائي ـة؛ فالتأم ـل الذات ـي ال ـذي تتيحـه الفضـاءات الرقمي ـة يمكـن تقويضـه ــن الأداء الظاهــري أمــام الجمهــور بــدل الالتفــات إلــى الفحــص ِ م ْ ث َ عندمــا يجــري ت ) المجــاز المســرحي Erving Goffman)(34( الذاتــي. فقــد اســتخدم إرفينــغ غوفمــان لــن فــي مســرحية يعــرف كل ِّ لوصــف كيــف يرتبــط الأفــراد ببعضهــم البعــض كممث منهــم دوره بالتحديــد. وبالمثــل، فــإن العنصــر الأدائــي فــي عــرض الــذات يمكــن أن يجــري تضخيمــه فــي الفضــاءات الافتراضيــة؛ إذ يميــل الكثيــر مــن الشــباب، عنــد ، إلـى بنائهـا بشـكل ً إنشـاء صفحاتهـم أو مدوناتهـم الشـخصية أو فتـح حسـاباتهم مثـ م ـدروس واسـتراتيجي؛ فيلجـؤون، م ـن خـ ل توظي ـف معارفه ـم الثقافي ـة، إل ـى بن ـاء هوياته ـم الرقمي ـة، مس ـتحضرين أفضـل الس ـبل لجـذب الجمه ـور، ف ـي نف ـس الوق ـت
Made with FlippingBook Online newsletter