العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 250

- الخصوصية في الحياتين، المادية والرقمية يحيــل مفهــوم الخصوصيــة إلــى طريقــة تعامــل الأفــراد مــع المعلومــات والبيانــات الشــخصية للآخريــن فــي الســياقات الاجتماعيــة المختلفــة. فالخصوصيــة، فــي الحيــاة المادي ـة، تعن ـي حجـب أو إخف ـاء المعلوم ـات الش ـخصية ع ـن الآخري ـن. ف ـكل م ـا ه ـو ـا ً خصوصـي يحتفـظ بـه الفـرد لنفسـه، أو يمكـن أن يتقاسمـه مـع مـن يثـق فيهـم. وغالب مـا يجـري التذكيـر بالحـق فـي الخصوصيـة لحمايـة المعلومـات الحساسـة للأفـراد، مثـل العلاقــات الحميميــة، والملــف الطبــي...إلخ. وبمـا أن الفضـاءات الرقميـة تتيـح تقاسـم المعلومـات الشـخصية مـع جمهـور واسـع، فإنها ا، وتدفعنـا إلـى إعـادة النظـر فـي ً تجعـل الموضوعـات المتعلقـة بالخصوصيـة أكثـر حضـور ) أربـع خصائـص للإنترنـت يمكـن 36( ـزت بويـد َّ فهمنـا التقليـدي للخصوصيـة. وقـد مي أن تؤث ـر ف ـي الخصوصي ـة، مـن بينهـا الديمومـة (بق ـاء مـا يجـري نشـره بشـكل دائ ـم)، والقابلي ـة للبحـث (يمكـن البحـث عـن أي شـخص والعث ـور عل ـى “جسـمه” الرقمـي)، والاستنس ـاخ (يمك ـن نس ـخ ولصـق معلوم ـات م ـن س ـياق إل ـى آخـر)، والجمه ـور غي ـر المرئـي (مـن غيـر الممكـن معرفـة هويـة جمهـور المتابعـن). إن تقاسـم المعلومـات فـي الفضـاءات الرقميـة لا يعنـي بالضـرورة عـدم اهتمـام الشـباب بخصوصيتهـم أو خصوصيـة الآخريـن، بـل يشـير إلـى أن الشـباب ينظـر إلـى الخصوصيـة بشـكل يختل ـف عـن الأجي ـال السـابقة. فالخصوصي ـة بالنسـبة للكثي ـر مـن هـذه الفئ ـة الاجتماعي ـة، لا تتعل ـق بإخف ـاء المعلوم ـات الشـخصية، ب ـل تعن ـي البحـث عـن أفضـل الس ـبل لإدارته ـا (طبيع ـة المعلوم ـات الت ـي يت ـم تقاسمه ـا، وكي ـف يت ـم عرضه ـا، وم ـن ). ويمكـن الحديـث فـي هـذا السـياق عـن وجـود ثقافـة 37() يحـق لـه الاطـ ع عليهـا الكشـف المـدروس التـي يتبناهـا الكثيـر مـن الشـباب فـي الفضـاءات الرقميـة، حيـث

Made with FlippingBook Online newsletter