257 |
ترشيد الممارسات الأخلاقية للشباب في الفضاءات الرقمية
مثـل التعليـم والتدريـب ومـا يرتبـط بهمـا مـن تكلفـة ووقـت؛ إذ يمكـن اعتبـار التدويـن كشـكل مـن أشـكال التدريـب المهنـي الـذي يهيـئ ً وتعديـل الألعـاب الإلكترونيـة مثـ الشـباب لدخـول مجـالات جديـدة، مثـل الإعـ م والهندسـة، ربمـا لـم تكـن حاضـرة فـي أذهـان الأشـخاص المعنيـن قبـل الانغمـاس فـي أنشـطتهم الرقميـة. ففـرص التفاعل مــع أفــراد يملكــون معــارف وخبــرات أفضــل يمكــن أن تــؤدي إلــى خلــق وتراكــم الخبـرات فـي مجـال مـا، وتيسـير تنميـة المهـارات، وتغذيـة المهـارات الأساسـية للتعامـل مـع الآخريـن بمـا فـي ذلـك العمـل الجماعـي. فالفضـاءات الرقميـة تتيـح للشـباب، منـذ المراحـل العمري ـة المبكـرة، ف ـرص القي ـام ب ـأدوار جدي ـدة يمكـن أن تؤهله ـم ليصبحـوا .)47( ـا ً فـاء، ومواطن ـن راشـدين أيض ْ مهني ـن بارعـن، ومتعاون ـن أك - المصداقية الرقمية والمساءلة قـد يشـعر الشـباب، فـي الفضـاءات الرقميـة، بالرغبـة فـي تمويـه هويتهـم (مـن هـم؟ وما أعمارهـم؟ وأي ـن يوجـدون؟ وم ـاذا يفعل ـون؟)، وخلفياته ـم (م ـا الأعمـال الت ـي قام ـوا بهـا؟ ومـا مؤهلاتهـم ومهاراتهـم؟) لاعتقادهـم بصعوبـة التأكـد مـن هوياتهـم الفعليـة. فالمؤشـرات أو المعالـم الرقميـة التـي يمكـن الاسـتدلال بهـا علـى مصداقيـة الشـخص لا ـن ِّ ضم ُ ). ويمكـن للشـخص أن ي 48( ل ـة ِّ ل َ ض ُ يمكـن الاعتمـاد عليه ـا؛ إذ إنه ـا خادعـة أو م ملف ـه الشـخصي معلوم ـات تفي ـد أن مؤهلات ـه المهني ـة معتم ـدة م ـن جه ـة الاختصـاص دون أن يقـدم مـا يثبـت ذلـك. وقـد يحصـل مثـل هـذا التمويـه فـي الواقـع المـادي دون أن يجـري الانتب ـاه إلي ـه لفت ـرة طويل ـة، لكـن حصول ـه فـي الفضـاءات الرقمي ـة؛ حي ـث غيـر مسـتبعد. ً تقـل المسـاءلة، يبـدو احتمـا ويخلـق التبايـن بـل الانفصـال بـن المصداقي ـة الفعلي ـة والمصداقي ـة الرقمي ـة الافتراضي ـة الكثيـر مـن التوتـر؛ إذ يمكـن منـع شـخص مـا، فـي الواقـع المـادي، مـن تقـديم خدماتـه
Made with FlippingBook Online newsletter