العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 258

ا لعـدم توفـره علـى مؤهـ ت معتمـدة. لكـن ً فـي مجـال مـا، ولـو بشـكل مجانـي، نظـر ـا بعـض الشـيء فـي الفضـاءات الرقميـة؛ إذ يمكـن لنفـس الشـخص ً الأمـر يكـون مختلف أن يقـدم هـذه الخدمـات دون الحاجـة بالضـرورة إلـى تقـديم مؤهلاتـه الرسميـة؛ حيـث يجـري الحكـم علـى جـودة هـذه الخدمـات مـن طـرف الأشـخاص الذيـن يسـتفيدون منه ـا. م ـع ذل ـك، ف ـإن مفه ـوم المصداقي ـة ف ـي الواق ـع الم ـادي، س ـيؤثر عل ـى س ـلوك ــا بمتطلبــات ً الشــخص المعنــي فــي الفضــاءات الرقميــة. فقــد يكــون الشــخص واعي )، وعلي ـه، فق ـد ً الاعتم ـاد المهن ـي ف ـي ه ـذا المج ـال أو ذاك (الطب ـي أو الرياضـي مث ـ يعتق ـد أن ـه م ـن الضـروري تق ـديم نفسـه، ف ـي الفضـاءات الرقمي ـة، لطالب ـي النصيحـة أو التوجيـه كحامـل لهـذه المؤهـ ت، يدفعـه إلـى ذلـك إدراكـه سـهولة تمويـه هويتـه. ـا ّ ً ا محوري ً لذلـك، فـإن الصـدق والشـفافية فيمـا يتعلـق بمـدى خبـرة الفـرد تصبحـان أمـر فـي الفضـاءات الرقمي ـة. ولتحاشــي مثــل هــذه الوضعيــات وغيرهــا، فــإن وجــود بعــض آليــات المســاءلة فــي الفض ـاءات الرقمي ـة، س ـيدفع الأش ـخاص إل ـى التعام ـل بمس ـؤولية فيم ـا يتعل ـق بط ـرق هـن ِّ وج ُ عرضهـم لذواتهـم فـي مثـل هـذه الفضـاءات. وفـي هـذا السـياق، فـإن وجـود م ومرشـدين مـن الكبـار يأخـذون بأيـدي الشـباب يمكـن أن تكـون لـه فوائـد جمـة. لكـن تحقـق ذلـك، يسـتدعي الحـد مـن التبايـن فـي فهـم الكبـار للفضـاءات الرقميـة وطريقـة ل ه ـذا التباي ـن حج ـر عث ـرة ف ـي ِّ )؛ حي ـث يمك ـن أن يش ـك 49( انغم ـاس الش ـباب فيه ـا نجـاح هـذا التوجيـه. وإذا لـم يجـد أكثـر مرتـادي هـذه الفضـاءات معرفـة وخبـرة طريقـة ده ـم ه ـو أن تق ـوم َّ ف ـي إدارة مصداقيته ـم بأنفسـهم، ف ـإن “الخط ـر” الأكب ـر ال ـذي يتهد ـدة، وحواجـز ِّ ي َ ق ُ أطـراف خارجيـة باسـتحداث آليـات تنظيميـة تتضمـن وضـع قواعـد م الوصـول إلـى الكثيـر مـن الفضـاءات الرقميـة، وهـو مـا يمكـن أن يـؤدي إلـى خنـق ِّ تقـن هـذه الثقافـة التشـاركية الناشـئة.

Made with FlippingBook Online newsletter