العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

265 |

ترشيد الممارسات الأخلاقية للشباب في الفضاءات الرقمية

كثيـرة. فالمشـاركة فـي هـذه الفضـاءات قـد تقـود الكثيـر مـن النـاس إلـى الانسـحاب مــن المشــاركة فــي الحيــاة السياســية بســبب الشــعور بالإحبــاط مــن السياســة وفســاد ل الشـباب اسـتثناء ف ـي ِّ شـك ُ أحواله ـا وعـدم فاعليته ـا وابتعادهـا عـن تطلعاته ـم. ولا ي لهـم أنهـم فاعلـون فقـط فـي الفضـاءات الرقميـة، فـإن ذلـك َّ هـذا السـياق، فـإذا تبـن قـد يقودهـم إل ـى النفـور مـن الحي ـاة السياسـية أو النظـام السياسـي القائ ـم مثلهـم فـي ــا لا نشــك فــي أن هــذه َّ ذلــك مثــل الكثيــر مــن فئــات المجتمــع الأخــرى.. وإذا كن ـم الكثيـر مـن ُّ الفضـاءات الرقميـة قـد احتضنـت الكثيـر مـن الشـباب وأتاحـت لهـم تعل المع ـارف والمه ـارات، ف ـإن نق ـل ه ـذه المع ـارف والمه ـارات م ـن الس ـياق الرقم ـي إل ـى .)59( ئ ـة ِ ي ْ ب َ ا وسـيحتاج إل ـى ت ً السـياق الم ـادي ل ـن يكـون مباشـر - أخلاقيات المشاركة الرقمية تكم ـن أه ـم مزاي ـا الفضـاءات الرقمي ـة ومخاطره ـا ف ـي آن واح ـد ف ـي انفتاحه ـا. فم ـن ـن هـذه الفضـاءات الشـباب مـن القيـام بـأدوار مهمـة، وتتيـح لهـم التفاعـل ِّ ناحيـة، تمك مـع رؤى وآفـاق أرحـب وأوسـع. ومـن ناحيـة ثانيـة، فإنهـا حاضنـة للكثيـر مـن العنـف الرمــزي الــذي يكــون مصــدره الكثيــر مــن الشــباب وذلــك دون الشــعور بالمســاءلة ). كم ـا أن الكثي ـر منه ـم تنحصـر تفاعلاته ـم، ف ـي ه ـذه الفضـاءات، ف ـي 60( والمحاس ـبة مجموعـة ضيقـة مـن الجماعـات التـي تتقاسـم معهـم نفـس الاهتمامـات. ومـن ثـم، فـإن ي والانقسـام بـدل ترسـيخ قيـم التسـامح ِّ ـظ َ ش َّ مـن النتائـج المحتملـة للمشـاركة قـد يكـون الت الاجتماع ـي والمس ـؤولية ب ـن الأف ـراد والجماع ـات. وس ـواء أدرك الش ـباب ذل ـك أم ل ـم يدركـوه، ف ـإن اضطلاعه ـم ب ـأدوار ف ـي الفضـاءات الرقمي ـة، كأن يكـون الواحـد منه ـم ـا، أو منتـج مـادة فيلميـة علـى يوتيـوب، ّ ً ـا، أو مواطنـا صحفي ً ن ِّ ا فـي فيسـبوك، أو مدو ً عضـو أو مـادة فوتوغرافيـة علـى إنسـتغرام، يسـتلزم تحمـل مسـؤوليات مرتبطـة بهـذه الأنشـطة.

Made with FlippingBook Online newsletter