267 |
ترشيد الممارسات الأخلاقية للشباب في الفضاءات الرقمية
.)62(” لإحـداث تحـولات شـخصية هـا “تـركل” علـى ضرورة ْ ت َ التعبيـر “المناشـدة”، التـي أطلق َّ تحـث هـذه الدعـوة، أو إن صـح التعام ـل م ـع العوال ـم الافتراضي ـة بجدي ـة عن ـد صـدور كتابه ـا “الحي ـاة عل ـى الشاش ـة: ـع الكثيـرون، فـي تلـك الفتـرة، أن تتعاظـم َّ الهويـة فـي عصـر الإنترنـت”. ربمـا لـم يتوق أهميــة التفاعــ ت الافتراضيــة، وأن تصــل إلــى المســتوى الــذي وصلــت إليــه اليــوم، ا مـن طقوسـنا وروتينياتنـا ً وتحتـل هـذه المسـاحة فـي حياتنـا اليوميـة، بـل وأن تصبـح جـزء اليوميـة. هـذه “المناشـدة” تجـد صداهـا اليـوم فـي مجموعـة واسـعة مـن الأنشـطة التـي تسـتحوذ علـى اهتمـام الشـباب والكبـار بشـكل منتظـم. لقـد حرصـت هـذه الدراسـة علـى تقـديم رؤيـة نقديـة للكثيـر مـن المفاهيـم والقضايـا الأخلاقي ـة وعلاقته ـا بممارسـات الشـباب ف ـي الفضـاءات الرقمي ـة وكيفي ـة ترشـيدها، ــة، والمقاربــات النظريــة للدراســات ِ واستأنســت فــي ذلــك بمجمــوع القــراءات العا الثقافي ـة، والأنثروبولوجي ـا، وعل ـم النف ـس، وعل ـم الاجتمـاع، والدراسـات الإعلامي ـة. وقـد توصلـت إلـى أن المسـألة الخلافيـة، فـي الفضـاءات الرقميـة، تتمحور حـول المفاهيم لها “الشـباب َّ والقضايـا الآتيـة: الهويـة، والخصوصيـة، والمصداقيـة، والمشـاركة، والتي يتمث نـت، مـن خـ ل مجمـوع الفضـاءات التـي ينشـط فيهـا َّ الرقمـي” بشـكل متمايـز. وقـد بي الشـباب كشـبكات التواصـل الاجتماعـي، والمدونـات، والألعـاب والأشـكال الأخـرى ـل ُّ مـن الجماعـات الرقميـة، بـروز مجموعـة مـن المعاييـر المحـددة التـي تـدور حـول التمث الذاتـي والتعبيـر عـن الـذات، والكشـف عـن المعلومـات الشـخصية، والإبـداع، وتقاسـم المضامـن، والسـلوك تجـاه الآخري ـن. وأظهـرت أن بع ـض هـذه المعايي ـر، مث ـل خـداع ـي هويـة مخادعـة، سـواء بهـدف حمايـة الـذات أو اللعـب، ِّ الهويـة أو اللجـوء إلـى تبن تحمـل رهانـات أخلاقيـة، وتفتـرض بـروز “عقليـات أخلاقيـة” متمايـزة. هـذا التماي ـز يقتضـي ترشـيد ممارسـات الشـباب فـي الفضـاءات الرقمي ـة، مـن خـ ل
Made with FlippingBook Online newsletter