العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 268

الأخـذ بمفهـوم السـلوك الافتراضـي المقبـول أو الحسـن الـذي يحيـل إلـى سـلوك هـادف ـاه صاحبـه خـ ل التفاعـل مـع الآخريـن. لكـن بالنظـر للطبيعـة َّ ـا يتبن ّ ً ومسـؤول اجتماعي ، فإنـه ربمـا مـن السـابق لأوانـه ً التطوريـة والخلافيـة لبعـض القضايـا كالخصوصيـة مثـ ل ِّ تحديــد مــا تحيــل إليــه عبــارات مثــل: الســلوك المســؤول أو الأخلاقــي ومــا يشــك نقيضهـا، أي السـلوك غيـر المسـؤول وغيـر الأخلاقـي، عنـد المشـاركة فـي التفاعـ ت التــي تحتضنهــا الفضــاءات الرقميــة؛ إذ إن هنــاك متغيــرات عديــدة قــد تســهم فــي ـاه شـاب مـا حـول مثـل َّ تحديـد النمـوذج الذهنـي أو الموقـف الأخلاقـي الـذي قـد يتبن هـذه القضايـا. لقـد حاولـت هـذه الدراسـة التدليـل علـى أن المواقـف الأخلاقيـة للشـبان ل مـن خـ ل كيفيـة إدارتهـم لهوياتهـم وخصوصياتهـم ومصداقيتهـم وعلاقاتهـم َّ تتشـك ونهــا للقضايــا المرتبطــة بالشــأن العــام ُ ول ُ مــع الآخريــن، والاعتبــارات الأخــرى التــي ي عندمـا يشـاركون فـي الفضـاءات الرقمي ـة. لق ـد س ـعت الدراس ـة إل ـى تق ـديم رؤي ـة متوازن ـة تجم ـع ب ـن إب ـراز وع ـود التكنولوجي ـا والفضـاءات الرقميـة ومخاطرهـا علـى الشـباب، وذلـك بهـدف تهيئـة الشـباب ليكونـوا ـا دون التضحي ـة بالأبعـاد الأخلاقي ـة عن ـد حضورهـم ومشـاركتهم ً أكث ـر إنتاجي ـة وإبداع ـا ّ ً لـه حالي َّ نـت أن العـبء الأكبـر فـي هـذه التجربـة يتحم َّ فـي هـذه الفضـاءات. وقـد بي الشـباب. فالبنيـة الحاليـة للفضـاءات الرقميـة تبـدو للشـبان خاليـة مـن الإكراهـات، وهـو مـا يتيـح لهـم القيـام بـكل أنـواع الممارسـات بشـكل غيـر مسـبوق، والشـعور بالإفـ ت ا لهــذا الوضــع، ومــن أجــل خلــق ممارســة راشــدة ً مــن المســاءلة والمحاســبة. وتجــاوز وصحي ـة، م ـن الضـروري م ـؤازرة مؤسسـات التنشـئة الاجتماعي ـة والسياسـية للشـباب ـه سـلوكياتهم ِّ ومسـاعدتهم علـى التـزود بمهـارات معرفيـة وأخلاقيـة وقيـم وأهـداف توج إلـى مـا فيـه مصلحتهـم ومصلحـة المجتمـع.

Made with FlippingBook Online newsletter