العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 280

فونه ـم ِّ ـون لمواطنيه ـم أخب ـار اغتي ـال م ـن يصن ُّ وجن ـرالات الولاي ـات المتحـدة وه ـم يزف أعـداء للأمـة الأميركيـة ومصالحهـا وأمنهـا القومـي، وأنهـم قـادرون علـى القضـاء علـى أعدائهـم عندمـا يختـارون ذلـك. اغتيـال الجنـرال الإيرانـي، قاسـم سـليماني، ينـدرج يه الإسـرائيليون، ِّ سـم ُ ضمـن هـذا النـوع مـن الاغتيـالات، أو “القتـل المسـتهدف” كمـا ي ـا، وقاسـم سـليماني ً فقـد كان أسـامة بـن لادن هـو أول مـن اغتيـل، وكان البغـدادي ثاني الثالـث. لكـن، وعل ـى عكـس اغتي ـال ابـن لادن والبغـدادي، وحسـب كوبي ـرن، فقـد لاقـى اغتيـال سـليماني إدانـات واسـعة مـن جهـات عديـدة، داخـل وخـارج الولايـات بــر قــرار الرئيــس، دونالــد ترامــب، بقتــل ســليماني خطــأ ُ المتحــدة الأميركيــة، واعت ـا؛ إذ لـم يعتقـد أحـد أن دونالـد ترامـب كان سيسـتهدف شـخصية علـى مسـتوى ً فادح سـليماني؛ لأن قتلـه كان بمنزلـة طعنـة بسـيف فـي قلـب إيـران، بـ شـك. وممـا زاد هـذا الاغتيـال أهميـة وفتـح بـاب الترجيحـات والتخمينـات علـى مصراعيـه في السـعي للإجابـة عـن التسـاؤل حـول المصلحـة مـن قتـل سـليماني، مـا ذكـره كوبيـرن عندمــا روى علــى لســان رئيــس الــوزراء العراقــي الســابق، عــادل عبــد المهــدي، أن سـليماني كان يسـعى إلـى نـزع فتيـل التوتـرات بـن المملكـة العربيـة السـعودية وإيـران. فبحسـب الكاتـب، فـإن عبـد المهـدي، أخبـره أنـه “كان سـيلتقي قاسـم سـليماني فـي نف ـس الي ـوم ال ـذي اغتي ـل في ـه، وأن موضـوع اللق ـاء كان تس ـليم رسـالة م ـن الجان ـب ا علـى رسـالة سـابقة مـن المملكـة العربيـة السـعودية”. لكـن هـذه الروايـة ّ ً الإيرانـي، رد اهـا كوبيـرن، ليسـت مؤكـدة مـن أطـراف مسـتقلة، لاسـيما أن ملـف العلاقـات َّ التـي تبن الإيرانيـة مـع السـعودية هـو مـن اختصـاص وزارة الخارجيـة وليـس سـليماني، وبالتالـي فقـد جـرى التشـكيك بمـا ذكـره عبـد المهـدي، وهنـاك من أرجـع تصريحـه إلـى محاولة التجـاوب مـع حالـة الغضـب الشـديد مـن حـادث الاغتيـال فـي إيـران أو بـن القـوى العراقيـة المسـلحة ذات النفـوذ الواسـع التـي كان يشـرف عليهـا سـليماني.

Made with FlippingBook Online newsletter