العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

الحرب في عصر ترامب

281 |

الحرب في عصر ترامب ا ً ـف الكتـاب أن واشـنطن قـد أحدثـت، علـى مـدى العقديـن الماضيـن، تغييـر ِّ يـرى مؤل مـن أفغانسـتان والعـراق. وفـي كلا البلديـن، كانـت ٍّ فـي النظـام السياسـي القائـم فـي كل الأنظمــة الســابقة معاديــة لإيــران بشــكل كبيــر. وكمــا يشــير كوبيــرن، فــإن المســلمي الشــيعة، والمتحالفــن مــع إيــران، هــم أكبــر المســتفيدين فــي العــراق وســوريا ولبنــان؛ قـول كوبيـرن، ِّ ا يـا أميـركا”، علـى حـد ً “لذلـك فمـن واجـب الملالـي أن يقولـوا: شـكر ا مفـاده أن “الولايـات المتحـدة وإيـران، العدويـن اللدودين ً ـا مأثـور ّ ً عراقي ً الـذي يـورد مثـ فـي الشـرق الأوسـط، تتشـابك قبضتاهمـا، فيمـا يبـدو أنـه صـراع مغالبـة فـوق الطاولـة، ضيــف كوبيــرن، فــي تأكيــد تصديقــه لهــذا المثــل، أن ُ لكنهمــا تتصافحــان تحتهــا”. وي ـا علـى تعيـن جميـع الرؤسـاء ورؤسـاء الـوزراء العراقيـن ً واشـنطن وطهـران اتفقتـا دائم .2003 منـذ غـزو العـراق والإطاحـة بالرئيـس الراحـل، صـدام حسـن، فـي عـام فـي المقابـل، لـم يتطـور تهديـد الرئيـس الأميركـي المتواصـل لإيـران إلـى إعـ ن حـرب ق َّ فـي خانـة خيـار الحـرب. وقـد عل ُّ شـاملة عليهـا، رغـم أن كل المؤشـرات كانـت تصـب Justin Ma� ، اروزي � ة، جاسـتن مـ � ز” البريطانيـ � ة “ذي تايمـ � ي صحيفـ � ي فـ � ل السياسـ � ـ ِّ المحل ( : “عندمـا يتعلـق الأمـر بترامـب والحـرب، فـإن المظاهـر خادعـة، ً ) علـى هـذا قائـ rozzi فمـا تـراه ليـس هـو مـا تحصـل عليـه فـي نهايـة المطـاف. هكـذا هـو الرئيـس الأميركـي ـا، للوفـاء ً ا، تقريب ً ا فـي تصريحات ـه وتهديدات ـه، لكن ـه لا يفعـل شـيئ ً ال ـذي يصـرخ كثي ـر ـا، ّ ً بوعـوده وتنفيـذ تهديداتـه علـى أرض الواقـع”. وبالفعـل، فـإن ترامـب “المحـارب” نظري ـا حقيقيـة، واحـدة بالمفهـوم المتعـارف عليـه للحـرب، إلـى حـد الآن. ً لـم يخـض حرب ـق، م ـن حـن ِ طل ُ ويضي ـف م ـاروزي، ف ـي مع ـرض تحليل ـه: “أجـل، لق ـد كان ترام ـب ي ـا لاسـتهداف هـدف مـا فـي سـوريا، أو يأمـر ً ـه آخـر أحيان ِّ ـا هنـا، ويوج ً لآخـر، صاروخ

Made with FlippingBook Online newsletter