العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

الحرب في عصر ترامب

285 |

كمـه ُ ـب علـى ح َّ وجـرى الإعـ ن عنـه بطريقـة فوضويـة”. ومـع ذلـك، فـإن الكاتـب عق ـا ف ـي إدراك م ـا ل ـم يدركـه منتق ـدوه، ف ـي كثي ـر م ـن ّ ً هـذا ورأى أن ترام ـب كان محق الأحيـان، وهـو أن الموقـف العسـكري الأميركـي فـي تلـك الزاويـة المعزولـة مـن سـوريا ــا وغيــر قابــل للاســتمرار. وهكــذا، “وبفضــل تقييــم البنتاغــون، ً ــا ومجازف ً كان ضعيف وضغـط الصقـور الجمهوريـن، وموافقـة حكومتـه التـي يهيمـن عليهـا المحافظـون الجـدد، انسـحبت القـوات الأميركيـة مـن سـوريا ثـم عـادت نصف عـودة إلـى التسـوية الفوضوية بـن مختلـف القـوى فـي واشـنطن”. ويـرى كوبيـرن أن اغتيـال الجنـرال الإيرانـي، قاسـم سـليماني، لـم يكـن لـه دلالـة علـى ،)5( ــب الصراعــات العســكرية الشــاملة ُّ تغييــر حقيقــي فــي اســتراتيجية ترامــب لتجن ـب بـدء ُّ وقـد قـال ترامـب إنـه أعطـى الأمـر بقتـل سـليماني “لمنـع نشـوب حـرب وتجن ح ـرب” عل ـى الرغ ـم م ـن أن ـه كان م ـن الممك ـن أن ي ـؤول الأم ـر إل ـى ان ـدلاع صـراع مباشـرة فـي صـالح النظـام فـي َّ مسـلح شـامل، لكـن مـا تـ ذلـك مـن أحـداث صـب ـل الوعيـد ْ ي َ ـع الملايـن مـن الإيرانيـن للحـداد علـى سـليماني، وك َّ طهـران؛ حيـث تجم والويـل والثبـور للولايـات المتحـدة. ولامتصـاص الغضـب الإيرانـي، وتفريغـه فـي غيـر قنواتـه، سمحـت واشـنطن لإيـران بإطـ ق صواريخهـا البالسـتية علـى القواعـد الأميركيـة فـي عـن الأسـد، فـي غـرب العـراق، وفـي أربيـل فـي كردسـتان العـراق ولـم تـرد علـى ذلـك. وقـد “التزمـت واشـنطن درجـة ملحوظـة مـن ضبـط النفـس فـي مواجهـة عمـل ـا لكوبيـرن، الـذي ينتهـي ً حربـي لا شـك فيـه، مكتفيـة بخطـاب ترامـب الحربـي” وفق ـا شـاملة ضـد إيـران ً حرب َّ ا لتشـن ً إلـى اسـتنتاجه التالـي: “لـم تكـن الولايـات المتحـدة أبـد ، وأي شـيء أقـل مـن 2003 ا لتحقيـق نصـر حاسـم، كمـا حـدث فـي العـراق عـام ً سـعي هـا”. ُّ ذلـك مـن شـأنه أن يخلـق المزيـد مـن المشـاكل أكثـر ممـا قـد يحل

Made with FlippingBook Online newsletter