العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

الحرب في عصر ترامب

291 |

ا لدرجـة أنـه كان مـن السـهل أن ننسـى أن الحـدود التركيـة كانـت علـى بعد ً ـا وجيـد ً هادئ ـا إنهـم علـى وشـك القيـام بتدخـل. ً أقـل مـن ميـل واحـد، وكان الأتـراك يقولـون دائم ا أجـوف؛ حيـث بلغـت الغـارات التركيـة ذروتهـا فـي عفريـن، ً ولـم يكـن هـذا تهديـد . وقـد يكـون فـي ذلـك نذيـر بالمصيـر الـذي ينتظـر جميـع السـكان الأكـراد 2018 عـام فـي شـمال شـرق سـوريا”، ويوجـز كوبي ـرن وصـف الواقـع فـي جمل ـة بليغـة التعبي ـر؛ حي ـث يكت ـب: “ف ـي كل م ـكان كان ل ـدي شـعور بالعي ـش داخـل بي ـت م ـن ال ـورق، ن سـوريا بالمسـتنقع الآسـن، لكننـي كتبـت أن َ قـار ُ ـا مـا ت ً قـد ينهـار فـي أي لحظـة. غالب عظيـم؛ حيـث المكونـات هـي الطوائـف المتنازعة ٌّ القيـاس الأفضـل هـو أنهـا حسـاء سـام نتـج باسـتمرار تركيبـات جديـدة وقاتلـة”. ويبـدو أنـه ُ والأعـراق والقـوى الأجنبيـة التـي ت ر. َّ ـح أن هـذه المكونـات سـتتغي َّ مـن غيـر المرج فـرض علـى ُ ـر واقـع الإمـ ءات التـي ت ُّ ـا مـن تغي ً وفـي موضـوع آخـر، بـدا كوبيـرن يائس وسـائل الإعـ م، أو التـي تفرضهـا وسـائل إعـ م معينـة علـى الـرأي العـام الدولـي، وقد ـا لمـا أسمـاه “التغطيـة الحزبيـة للحـرب”، وكتـب فـي هـذا الخصـوص: ً ا لاذع ً ـه نقـد َّ وج “اعتدنــا أن نعــزو التغطيــة الحزبيــة للحــرب إلــى المهــارة والمــوارد الأكبــر للمعارضــة الســورية فــي تســجيل ونشــر الفظائــع الحقيقيــة، التــي ارتكبتهــا الحكومــة الســورية وحلفاؤهـا، ولكـن فـي عفريـن، لا يوجـد نقـص فـي التسـجيلات والمـواد المصـورة عـن نشـر علـى صفحـات ُ عـرض علـى الشاشـات، ولا ت ُ معانـاة المدنيـن، لكنهـا ببسـاطة لا ت الجرائ ـد”. وللتدليـل علـى غيـاب الحيـاد، وفقـدان التـوازن في التغطيـات الإعلاميـة لمعانـاة المدنيي عبـر إبـراز مأسـاة سـكان الغوطـة الشـرقية وإهمـال مأسـاة المدنيـن فـي عفريـن، كتـب ـف: “كان ـت عفري ـن تشـهد بداي ـات مأسـاة يمكـن أن تكـون سـيئة، أو أسـوأ م ـن ِّ المؤل

Made with FlippingBook Online newsletter