العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

53 |

العلاقات المغربية-الخليجية: سياقات وأسباب التوتر

لمنصـة العم ـل المش ـتركة للحل ـف، 2016 حل ـف ش ـمال الأطلس ـي؛ إذ انضـم س ـنة ناهي ـك عـن مشـاركته ف ـي العدي ـد م ـن عملي ـات ومب ـادرات الحل ـف (الحـوار م ـع ) لمحارب ـة Operation Active Endeavour( ” دول المتوس ـط، عملي ـة “أكتي ـف إنديف ـور القرصن ـة البحري ـة ف ـي المتوسـط...). هــت الاعتبــارات التاريخيــة والثقافيــة والدينيــة علاقــات المغــرب الخارجيــة َّ ووج بعيــد تحالفــات ٍّ بالمجــال العربي/الإســ مي؛ فقــد اختــزل هــذا الفضــاء إلــى حــد واصطفافــات ومواقــف المغــرب مباشــرة بعــد حصولــه علــى الاســتقلال، خاصــة فـي إطـار علاقـة التحالـف والتنسـيق مـع معسـكر الملكيـات العربيـة والخـ ف مـع ـر للنظـام المغرب ـي منصـة إشـعاعية دولي ـة َّ الأنظمـة الجمهوري ـة والعسـكرية. كمـا وف وإقليمي ـة، ف ـي عه ـد المل ـك الراح ـل، الحس ـن الثان ـي، م ـن خ ـ ل أدوار الوس ـاطة ـة ملامـح النظـام العربـي َ س َ د ْ ن َ التـي اضطلـع بهـا فـي الصـراع العربي-الإسـرائيلي، وه الرسمـي، ودع ـم التحالف ـات ب ـن الأنظم ـة العربي ـة المحافظ ـة والغ ـرب. وفــي ظــل هــذا البنــاء الجيوسياســي المتنــوع، تبــرز العلاقــات المغربية-الخليجيــة كأحـد محـاور الاهتمـام الرئيسـة للسياسـة الخارجيـة المغربيـة، والتـي ظلـت باسـتمرار توصـف بأنهـا علاق ـات اسـتراتيجية وحيوي ـة ولا بدي ـل عنهـا للطرف ـن. ونعتق ـد أن ثمـة ثلاثـة أسـباب رئيسـة أسـهمت فـي هـذا الأمـر: كـون المغـرب ودول الخلي ـج تشـترك فـي طبيعـة الهي ـكل السياسـي القائ ـم -أولاً: علــى مفهــوم الأســر الحاكمــة؛ حيــث يوجــد الملــك أو الأميــر فــي أعلــى هــرم السـلطة، والحائ ـز عل ـى شـرعية ديني ـة وتاريخي ـة وقانوني ـة مسـنودة برمزي ـة سـلطانية متعـددة الأبعـاد والمسـتويات. فالمغـرب ودول الخليـج عبـارة عـن ملكيـات وإمـارات وسـلطنات محافظـة تسـعى إل ـى مواكب ـة تحـولات العصـر، والظهـور بمظهـر ال ـدول

Made with FlippingBook Online newsletter