العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 54

العريقـة الحريصـة علـى تبنـي مقاربـات ومناهـج التحديـث والعصرنـة وقيـادة مسـيرة الإصـ ح والتطـور. ء مكانـة ُّ ـو َ ب َ ت ِ ـا ل ً ـا وحديث ً لـه قديم َّ أن المغـرب وإن كان موقعـه الجغرافـي قـد أه - ثانيـاً: جيوسياسـية معتبـرة، فـإن مصـادر التهديـد الرئيسـة ارتبطـت بالجـوار الجغرافـي سـواء م ـن خ ـ ل الن ـزاع والتناف ـس المس ـتمرين م ـع الجزائ ـر ف ـي الش ـرق، أو التوت ـر ش ـبه الدائـم مـع إسـبانيا فـي الشـمال، والتـي لا تـزال تحتـل أراضـي ومواقـع اسـتراتيجية داخـل المجـال الترابـي المغربـي (سـبتة ومليليـة والجـزر الجعفريـة)، أو العلاقـة البـاردة مـع موريتانيـا فـي الجنـوب، وفقدانـه لعمقـه الإفريقـي منـذ الانسـحاب مـن المنظمـة الإفريقيــة. وقــد سمحــت علاقــات المغــرب بــدول الخليــج بتجــاوز هــذه العــوازل ــس مــن خلالهــا شــبكة مــن التحالفــات والمصــالح المشــتركة َّ الجيوسياســية، وأس ـا للانضم ـام إل ـى مجل ـس التع ـاون الخليج ـي س ـنة ّ ً دعوت ـه رسمي ِّ وصل ـت إل ـى ح ـد .2012 ــل فــي حصــول المغــرب مــن خــ ل علاقتــه بــدول الخليــج علــى َّ يتمث - ثالثــاً: الدعــم المالــي والسياســي والطاقــي؛ إذ ظلــت هــذه الأخيــرة تدعــم كل المواقــف مـت كل مـن المملكـة العربيـة َّ والمبـادرات المغربيـة بخصـوص قضيـة الصحـراء، وقد السـعودية والإمـارات العربيـة المتحـدة دعمهـا العسـكري طيلـة سـنوات نزاعـه مـع ـا مـع السياسـات ً ا ومتماهي ً جبه ـة البوليسـاريو. ف ـي المقاب ـل، ظـل المغ ـرب منسـجم الخليجيــة فــي العلاقــة مــع إيــران والصــراع العربي-الإســرائيلي، والاســتراتيجيات العسـكرية والأمني ـة فـي الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقي ـا، والرؤي ـة للنظـام العرب ـي الرسمـي بشـكل عـام. بيـد أن هنـاك ثلاثـة تحـولات رئيسـة بعثـرت التوافقـات المغربية-الخليجيـة، ونقلتهـا

Made with FlippingBook Online newsletter