العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

57 |

العلاقات المغربية-الخليجية: سياقات وأسباب التوتر

َّ الخلافيــة التــي بــرزت بــن المغــرب وبعــض دول الخليــج، والتــي بلغــت حــد الاختـ ف حـول رؤى وتصـورات ومواقـف وسياسـات مـن شـأنها أن تمهـد لمرحلـة ـا لهـذه الغايـة، تسـعى ً مـن فـك الارتبـاط علـى المسـتويي القريـب والمتوسـط. وتحقيق الدراس ـة للإجاب ـة عل ـى س ـؤالي مركزي ـن: - مـا العوامـل والمحـددات التـي نقلـت العلاقـات المغربية-الخليجيـة إلـى مسـتويات متقدمـة مـن التعـاون والتنسـيق والتحالـف؟ - ومـا التحـولات الإقليميـة والدوليـة التـي أنتجـت معطيـات التوتـر والتناقـض فـي السياسـات الخارجيـة للطرفـن (المغـرب وبعـض دول الخليـج)؟ ــل فــي التقاطعــات ِّ وينضبــط هيــكل الدراســة لأســئلة البحــث؛ حيــث يفص الكلاسـيكية الكبـرى فـي سياسـات واسـتراتيجيات المغـرب ودول الخليـج، لينتقـل للوقـوف علـى مرحلـة التحـول الرئيسـة وهـي حقبـة الربيـع العربـي، وكـذا تداعياتـه التـي أنتجـت محفـزات جديـدة للتوتـر بـن المغـرب وبعـض دول الخليـج. واعتمـد الباحــث فــي هــذا الســياق علــى مقاربــة منهجيــة تجمــع بــن التأصيــل التاريخــي (العلاقــات التاريخيــة المغربية-الخليجيــة)، والتوصيــف البنيــوي (بنيــة الأنظمــة الحاكمـة فـي المغـرب والخليـج)، والتحليـل المقـارن (السياسـات الخارجيـة للمغـرب والخليــج)، ناهيــك عــن البعــد الســلوكي فــي ســياق التفاعــل مــع الأحــداث والمســتجدات الدوليــة. . محددات ومجالات العلاقات المغربية-الخليجية 1 ــا لفهــم علاقــات الارتبــاط ً ا ملائم ً تعتبــر العلاقــات المغربية-الخليجيــة إطــار الاسـتراتيجي للمغـرب. فالمسـافة الجغرافي ـة الت ـي تفصل ـه عـن الخلي ـج العرب ـي، ل ـم تحـل دون تأسـيس علاقـات قويـة مـع مختلـف دول المنطقـة -ولـو بشـكل متفـاوت-

Made with FlippingBook Online newsletter