| 58
سـواء فـي إطـار علاقـات ثنائيـة أو فـي إطـار العلاقـة مـع التكتـل الإقليمـي المتمثـل ف ـي مجل ـس التع ـاون الخليجـي. وتس ـتند العلاق ـات المغربي ـة م ـع دول الخلي ـج إل ـى ثلاث ـة محـددات رئيس ـة أسـهمت ف ـي تأسيس ـها علاق ـات تاريخي ـة ربط ـت مل ـوك ، الحسـن الثانـي ومحمـد السـادس) مـع ملـوك وأمـراء ْ ـن َ ك ِ ل َ المغـرب المعاصريـن (الم المنطقـة (الشـيخ زايـد بـن سـلطان آل نهيـان، الملـك فهـد بـن عبـد العزيـز آل سـعود، الأمي ـر جاب ـر الصب ـاح...). . المحدد الديني والأيديولوجي 1.1 تع ـود جـذور العلاق ـات المغربية-الخليجي ـة إل ـى التق ـارب المغربي-الس ـعودي، عل ـى ــل مركــز الثقــل الجيوسياســي ِّ اعتبــار أن المملكــة الســعودية كانــت -ولا تــزال- تمث الرئيــس فــي الخليــج العربــي، وضمنهــا تتلاقــى مختلــف التقاطعــات السياســية ـا على ً والاقتصاديـة والاسـتراتيجية فـي المنطقـة. فالارتبـاط بـن النظامـن يقـوم أساس ـع الجيوسياسـي. فبالإضافـة ُ ق ْ و َ م َّ التقـارب علـى مسـتوى الشـرعية الدينيـة وطبيعـة الت إل ـى المؤسسـات الديني ـة المتشـابهة (أمي ـر المؤمن ـن بالنسـبة للمل ـك المغرب ـي وخـادم الحرمـن الشـريفي بالنسـبة للملـك السـعودي)، سـعى النظـام السـعودي منـذ نشـأته ع ـد ُ ـد الب َّ إل ـى البحـث ع ـن تحال ـف م ـع المملكـة الشـريفة (أي المغ ـرب)، وق ـد جس ك َّ الدينـي أسـاس مسـاعي هـذا التحالـف، خاصـة مـن الجانـب السـعودي؛ إذ حـر ، حينمــا بعــث الأميــر، 1811 أولــى الاتصــالات الدبلوماســية بــن البلديــن ســنة ـا إي ـاه إل ـى ً عب ـد العزي ـز ب ـن سـعود، رسـائل إل ـى السـلطان، المول ـى سـليمان، داعي ا بالأفـكار الوهابيـة التـي ً الوهابيـة، وقبلـه كان السـلطان، محمـد بـن عبـد الله، متأثـر .)3( كان يحمله ـا بع ـض الحجـاج المغارب ـة القادمـن مـن المشـرق وق ـد كان للفكـر السـلفي الوهاب ـي امت ـداد ل ـدى بع ـض اتجاه ـات الحرك ـة الوطني ـة
Made with FlippingBook Online newsletter