العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 68

يتـه، لـه تفسـير آخـر يتجلـى فـي قدرتـه علـى اسـتيعاب وقبـول ْ ن ِ الحكـم فـي قطـر وب ل ُّ الفع ـل والموق ـف السياسـي واحتوائ ـه والتفاع ـل مع ـه، ولع ـل ه ـذا م ـا يفس ـر تحـو قطـر منـذ فتـرة طويلـة إلـى مـ ذ للإسـ ميي والمعارضـن السياسـيي مـن مختلـف )، ودعمهـا للتشـكيلات السياسـية التـي دفعـت 28( أرجـاء العالـم العربـي والإسـ مي بهـا أحـداث الربيـع العربـي خاصـة حـركات الإسـ م السياسـي. فـي مقابـل الرؤيـة القطريـة، انطلقـت المقاربـة الإماراتية-السـعودية مـن البيروقراطيـة المركزي ـة للدولت ـن؛ حي ـث أدت سياسـات ول ـي عهـد أبوظب ـي، محمـد ب ـن زاي ـد، ـة الدولتـن بالشـكل الـذي َ ن َ ن ْ م َ وولـي العهـد السـعودي، محمـد بـن سـلمان، إلـى أ ا لفعــل أي شــيء وتوظيــف كل الوســائل والآليــات ّ ً جعــل كلا النظامــن مســتعد ـت الأولوي ـة للاسـتقرار الداخل ـي َ ي ِ ط ْ ع ُ للحفـاظ عل ـى الأمـن الداخل ـي والخارجـي. أ علــى حســاب الحريــات العامــة والفرديــة، وللاســتبداد الطائفــي علــى حســاب التعدديـة. وبـدت السياسـات الإماراتيـة والسـعودية راميـة لإعـادة إحيـاء الأسـاطير والمقــولات المحافظــة حــول قابليــة العالــم العربــي للخضــوع للحكــم الثيوقراطــي الاســتبدادي باعتبــاره الضامــن الأساســي للاســتقرار الداخلــي، وكــون النظــام الديمقراطــي التعــددي يفتــح المجــال للفعــل السياســي ولنشــاط المجتمــع المدنــي، .)29( وهــي محفــزات لتقويــض الاســتقرار ودعــم التمــرد والإرهــاب لــت الأفــكار والسياســات الإماراتية/الســعودية إلــى عقيــدة ثابتــة فــي ســلوك َّ تحو الدولتــن، وقــد جــرى ذلــك ضمــن مســتوى سياســي دعمــت مــن خلالــه كل حــركات الارتــداد علــى الثــورات العربيــة، وضيقــت علــى التنظيمــات السياســية التـي أفرزتهـا سـياقات الربيـع العربـي، وعمـدت إلـى تقويـض المسـارات السياسـية والديمقراطيـة والانتخابيـة فـي مصـر وتونـس وليبيـا واليمـن. وضمـن مسـتوى آخـر،

Made with FlippingBook Online newsletter