العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 70

وب ـرزت معال ـم ه ـذا الاخت ـ ف ب ـادئ الأم ـر ح ـول طبيع ـة التعاط ـي م ـع مطال ـب الإصــ ح الديمقراطــي؛ فقــد كان المغــرب أكثــر مرونــة وقابليــة للتجــاوب مــع احتجاج ـات الش ـارع الت ـي تزامن ـت وان ـدلاع الاحتجاج ـات الش ـعبية ف ـي كل م ـن تونـس ومصـر واليمـن وليبيـا وسـوريا، بينمـا اختـارت دول الخليـج خيـار التدخـل العسـكري فـي البحريـن واليمـن وليبيـا. وهـذا التبايـن الجوهـري ليـس وليـد اللحظـة ـا لـدى الدولـة المغربيـة، ً ـه يـكاد يكـون ثابت ُّ المرتبطـة بالربيـع العربـي، وإنمـا هـو توج ن مـن َّ وهـي بذلـك تبتعـد عـن محـاولات تأسـيس “نـادي الملكيـات” الـذي يتكـو دول الخلي ـج بالإضاف ـة إل ـى الأردن والمغ ـرب. ـا كذلـك علـى مسـتوى التطلعـات والخيـارات الجيوسياسـية بـن ً بـدا التبايـن واضح ـا ً المغـرب والخليـج. فخـ ل العقـد الأخيـر أضحـى التعـاون جنوب-جنـوب مفهوم ـا فـي السياسـة الخارجيـة المغربيـة، وعلـى الرغـم مـن أن هـذا الخيـار ّ ً ـا مركزي ً ه ُّ وتوج للعلاقـات المغربية-الخليجيـة، إلا أنـه وبالمقابـل يرمـي ً ذاتـه بديـ ِّ ل فـي حـد ِّ شـك ُ لا ي هـة لهـذه العلاقـة (العروبـة، الإسـ م، الوحـدة ِّ إلـى تجـاوز الإطـارات التقليديـة الموج ا إلــى العامــل الاقتصــادي ً العربيــة...). مــن جهتهــا، فــإن دول الخليــج واســتناد )، زاد مــن حماســتها ورغبتهــا فــي توســيع دائــرة نفوذهــا 31( بالدرجــة الأولــى ـم فـي المجـالات ُّ وتأثيرهـا الدولـي مـن جهـة، وفـي التوجـه نحـو مزيـد مـن التحك الجغرافيــة القريبــة مــن حدودهــا، مثــل: اليمــن ومصــر وليبيــا وســوريا وفلســطي ). وه ـذه المعطي ـات وإن كان ـت ل ـم تؤث ـر بش ـكل مباش ـر ف ـي 32( م ـن جه ـة أخـرى متانـة العلاقـات المغربية-الخليجيـة، إلا أنهـا فتحـت البـاب أمـام ظهـور اهتمامـات وطموحـات جيوسياسـية وجيوسـتراتيجية أخـرى ل ـدول مجل ـس التع ـاون الخليجـي ـد َّ تتجـاوز نم ـط العلاق ـات والارتباطـات التقليدي ـة، كم ـا أن تنوعه ـا واختلافه ـا مه

Made with FlippingBook Online newsletter