العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

71 |

العلاقات المغربية-الخليجية: سياقات وأسباب التوتر

لظه ـور بع ـض الاختلاف ـات والتباين ـات بخصـوص بع ـض القضاي ـا والمواق ـف. ـق الخلافـات بـن المغـرب مـن َّ بيـد أن الموقـف المغربـي مـن حصـار دولـة قطـر عم جهـة، والإمـارات والسـعودية مـن جهـة أخـرى، فالمغـرب لـم يعلـن دعمـه لـدول ـر كذل ـك عـن تضامن ـه ِّ الخلي ـج، ول ـم يقطـع علاقات ـه واتصالات ـه مـع قطـر ول ـم يعب معهـا، بـل قـام بإرسـال طائـرة محملـة بالمـواد الغذائيـة علـى اعتبـار أن دول مجلـس ـان والكويـت- أوقفـت كل طـرق ووسـائل الإمـداد َ م ُ التعـاون الخليجـي -باسـتثناء ع ـا (مقارنـة ً والتواصـل. ويعتبـر الموقـف المغربـي وفـق هـذه الشـروط والسـياقات مفاجئ بموقـف باقـي دول شـمال إفريقيـا) بالنظـر إلـى طبيعـة التحالـف الاسـتراتيجي الـذي .)33( يربـط المغـرب بـكل مـن السـعودية والإمـارات ـر الموقـف المغربـي عـن تطـور ملحـوظ فـي النزعـة البراغماتيـة والواقعيـة للمغرب ِّ ويعب تجــاه دول الخليــج؛ حيــث يحافــظ علــى نمــط علاقاتــه التقليديــة مــع الســعودية ـة َ س َّ س َ ؤ ُ والإمـارات مـع الرغبـة فـي الارتقـاء بها إلـى مسـتوى الشـراكة الاسـتراتيجية الم ـة، ولـه فـي ذلـك العديـد مـن مظاهـر الاصطفـاف إلـى معسـكر المملكـة َ ل َ ك ْ ي َ ه ُ والم العربي ـة السـعودية، فالمغ ـرب انضـم إل ـى دول الخلي ـج ف ـي التحال ـف الدول ـي ضـد تنظي ـم “الدول ـة الإس ـ مية ف ـي الع ـراق والش ـام” ابت ـداء م ـن ديس ـمبر/كانون الأول ، بالإضافــة إلــى التحالــف الســعودي-الإماراتي للعمليــات العســكرية فــي 2015 .)16 اليمـن مـن خـ ل المشـاركة بسـت طائ ـرات مغربي ـة مقاتل ـة مـن ن ـوع (إف بالمقابـل، فـإن الدولـة المغربيـة المدفوعـة بالرغبـة فـي الحفـاظ علـى حـد أدنـى مـن التـوازن الاسـتراتيجي فـي إطـار علاقاتهـا بأقطـاب الخليـج العربـي، تسـعى للحفـاظ علـى الرصيـد الـذي حققتـه فـي علاقتهـا بدولـة قطـر، وهـذا الرصيـد تجلـى بوضـوح ف ـي انتق ـال العلاق ـات المغربية-القطري ـة إل ـى مس ـتوى متق ـدم م ـن خـ ل التوقي ـع،

Made with FlippingBook Online newsletter