| 74
ـا الإط ـار ّ ً الس ـعودي-الإماراتي، ف ـإن مج ـال السياس ـة الخارجي ـة ال ـذي ظ ـل تاريخي ل إلـى أحـد المحـاور َّ ا عـن التوافقـات بـن المغـرب ودول الخليـج سـيتحو ً الأكثـر تعبيـر الرئيس ـة للتناقضـات والخلاف ـات ب ـن الطرف ـن. لــم تعــد الخلافــات المغربية-الخليجيــة خافيــة، وبــرزت مؤشــرات واضحــة علــى وجـود تباينـات جوهريـة فـي توجهـات وتصـورات وسياسـات الطرفـن، فقـد سـبق ـر علـى لسـان وزيـر خارجيتـه، ناصـر بوريطـة، فـي مـارس/آذار مـن َّ للمغـرب أن عب ، عــن أن “السياســة الخارجيــة المغربيــة قائمــة علــى ثوابــت ومبــادئ، 2019 العــام وأنهــا مســألة ســيادة وأنــه ربمــا لا نتفــق علــى بعــض القضايــا وأن التنســيق يجــب أن يكـون بن ـاء عل ـى رغب ـة الطرف ـن ولي ـس حسـب الطل ـب، كم ـا أن العلاق ـة ب ـن المغـرب والخليـج يجـب أن تكـون متقاسمـة وإلا فسـيكون مـن الطبيعـي عـدم اسـتثناء ). وإل ـى جان ـب هـذا الموقـف، قـام المغـرب باسـتدعاء سـفيره 37(” أي مـن البدائ ـل ا علـى عـدم ّ ً ، وسـحب سـفيره مـن أبوظبـي رد 2019 مـن السـعودية فـي فبراير/شـباط ، كمـا أغلقـت 2019 ا لهـا فـي الربـاط منـذ أبريل/نيسـان ً تعيـن هـذه الأخيـرة سـفير ـف أهـم مؤسسـة َّ صن ُ “مؤمن ـون بـ حـدود للدراسـات والأبحـاث”، والت ـي كانـت ت ـدت أنشـطتها فـي مطلـع أبريل/نيسـان َّ ثقافيـة للإمـارات فـي المغـرب، أبوابهـا وجم .2020 ـر ه ـذه المواق ـف والخط ـوات المغربي ـة ع ـن انزع ـاج م ـن المقارب ـات الس ـعودية/ ِّ وتعب س علـى التوجهـات َ ـار ُ الإماراتيـة “الجديـدة”، وعـن رفـض للضغـوط التـي باتـت ـا ً الخارجي ـة التوافقي ـة للمغ ـرب وعرقلته ـا. فخ ـ ل العقدي ـن الأخيري ـن ب ـدا واضح ـه المملكـة المغربيـة نحـو تبنـي سياسـة خارجيـة جديـدة تدعـم الطابـع الاعتدالـي ُّ توج لســلوكها الخارجــي القائــم علــى الحفــاظ علــى علاقــات مــع أكبــر قــدر مــن
Made with FlippingBook Online newsletter