العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

93 |

رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية

اء ذلـك إحسـاس بالغـن فـي الغـ ف الصحـراوي َّ والجنـوب الصحـراوي، ونمـا جـر ل القسـم الأعظـم مـن الجغرافيـا الليبيـة، رغـم عـدد سـكانه ِّ الجنوبـي، الـذي يشـك ا. ّ ً الضئيـل نسـبي ـا وصفـه بـ”إهمـال الأطـراف” فـي ليبيـا، ولاحـظ وجـود َّ وقـد تحـدث حمـدان عم “فــارق كبيــر -بــل حــاد- فــي مســتوى الحضــارة، والخدمــات، والاهتمــام، بــن )، أي ب ـن سـكان الشـريط السـاحلي المتوسـطي وسـكان 25(” السـواحل والدواخـل ـا علـى الدولـة، ً الفضـاء الصحـراوي الشاسـع، رغـم أن الصحـراء الليبيـة ليسـت عبئ فقـد ظهـرت فيهـا بعـض ثـروات النفـط والغـاز، كمـا أنهـا “غـ ف لنـواة الشـمال ـا أي ـام جه ـاد الش ـيخ ّ ً ). وق ـد اتضـح ذل ـك جلي 26(” يحميه ـا بالعم ـق الاسـتراتيجي الشـهيد، عمـر المخت ـار، للاسـتعمار الإيطال ـي. علــى أن الخبيــر الليبــي بالقانــون الدولــي للبحــار، علــي أبــو ســدرة -الــذي اطلــع القل ـب ْ ا عل ـى مسـودة أولي ـة لهـذه الدراسـة- يخالـف حمـدان فـي فكرتـي ً مشـكور السياسـي الليبـي الـذي يقـع علـى الضلـوع، والقلـب الجغرافـي الليبـي الميـت، ويقتـرح علـى الفكـرة الحمدانيـة عـن الغـ ف الليبـي الصحـراوي. ويـرى أبـو سـدرة أن ً تعديـ ق علـى عصر مـا قبـل إلحـاق المناطـق البحريـة بجغرافيـا الدول ُ ـد ْ رؤيـة حمـدان قـد تص المعاصـرة؛ حيـث كانـت تلـك الجغرافيـا محصـورة فـي اليابسـة دون المـاء، لكـن تطـور ـا، حـن ّ ً ا جوهري ً ـرت هـذا الأمـر تغييـر َّ ملكيـة الميـاه البحريـة فـي القانـون الدولـي غي مهم ـة، ه ـي المي ـاه الإقليمي ـة، والجـرف ً بحري ـة ٍ بجغرافي ـا الدول ـة مس ـاحات ْ ألحق ـت ي، والمناطــق الاقتصاديــة الحصريــة...إلخ. وقــد امتــدت الســيادة الجغرافيــة ِّ القــار ، أو ً ـكا كامـ ُّ للـدول إلـى هـذه المسـاحات البحريـة، فأصبحـت الدولـة تتملكهـا تمل ـا لأحـكام القانـون الدولـي للبحـار. ً ـا، طبق ّ ً ـا حصري ً تنتفـع بثرواتهـا انتفاع

Made with FlippingBook Online newsletter