| 94
ـق أبـو سـدرة هـذا الأمـر علـى ليبيـا، يتوصـل إلـى تعديـ ت مهمـة فـي ِّ طب ُ وحـن ي ـا لقلبهـا الجغرافـي ً نظريـة حمـدان، ويسـتنتج أن قلـب ليبيـا السياسـي أصبـح مطابق ـا، ولـم يعـد علـى ضلوعهـا الجغرافيـة كمـا يقـول حمـدان، بنـاء علـى معطيـات ً تقريب تجاوزهـا الزمـن. كمـا يتوصـل أبـو سـدرة إلـى أن الغـ ف الصحـراوي الليبـي فـي ث عنـه حمـدان- أصبـح يوازيـه غـ ف بحـري فـي الشـمال َّ الجنـوب -الـذي تحـد مـن المي ـاه الإقليمي ـة والاقتصادي ـة الليبي ـة، بفضـل التطـورات الأخي ـرة فـي القان ـون ـا ً الدولـي للبحـار. وهـذا يؤكـد -فـي نظـره- أن قل ـب ليبي ـا الجغرافـي لـم يعـد ميت كمــا وصفــه حمــدان، وأن قلبهــا السياســي والبشــري لــم يعــد علــى ضلوعهــا، عديــن الرملــي ُ بــل أصبــح فــي وســطها بــن الغلافــن الصحــراوي والبحــري، والب ـا ً ). ومـا قدمـه أبـو سـدرة هن ـا مـن ملاحظـات ثمين ـة قـد يصل ـح منطلق 27( والمائـي لمراجعـة نظريـة حمـدان فـي بنيـة الجغرافيـا السياسـية الليبيـة، وتوسـيع تلـك النظريـة وتعميقهـا. وسـنعود إلـى هـذا الأمـر فـي ختـام الدراسـة. ب- ثنائية إقليمية مزمنة مــن معالــم الجغرافيــا السياســية الليبيــة ظاهــرة “الثنائيــة الإقليميــة” بــن الغــرب الطرابلسـي، والشـرق البرقـاوي. وهـي ظاهـرة ضاربـة الجـذور فـي الجغرافيـا الليبيـة والتاريـخ الليبـي، ولهـا أبعـاد سياسـية واجتماعيـة واسـتراتيجية كبيـرة فـي الصـراع عنــد هــذه ً ــف جمــال حمــدان طويــ َّ الحالــي فــي ليبيــا، وعلــى ليبيــا. وقــد توق ـه أن هـذه الثنائيـة الإقليميـة بـن شـرق ليبيـا ُ الثنائيـة، وكان مـن نفـاذ بصيرتـه إدراك ). وكأنمـا يعيـش حمـدان 28(” وغربهـا هـي “أخطـر هـذه الجبهـات وأثقلهـا بالنتائـج بـن ظهرانينـا اليـوم، ويتابـع يوميـات الحـرب الليبيـة الدائـرة، والانشـطار السياسـي الحالـي بـن شـرقها وغربهـا، رغـم أنـه توفـي منـذ نحـو ثلاثـة عقـود، وكتـب هـذا
Made with FlippingBook Online newsletter