95 |
رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية
الـكلام منـذ نحـو نصـف قـرن. فمـا قصـة الثنائيـة الإقليميـة فـي ليبيـا؟ ومـا جذورهـا التاريخي ـة، وأبعادهـا الجغرافي ـة، وآثارهـا المسـتقبلية؟ ـل ب ـن الشـطرين الليبي ـن الكبيري ـن، الغرب ـي الطرابلسـي والشـرقي البرق ـاوي، ِ ص ْ يف ـث المائـي َّ (سـرت) -الـذي يتمـدد البحـر المتوسـط مـن خلالـه فيمـا يشـبه المثل ُ خليـج ــا إلــى نهايــة ً داخــل التــراب الليبــي- ثــم الفاصــل الصحــراوي الممتــد منــه جنوب ــا- معضلــة ّ ً ل هــذا الحاجــز الطبيعــي -تاريخي َّ الحيــز الجغرافــي الليبــي. وقــد شــك ــا قبــل اكتشــاف النفــط. ً ــا مــن عوائــق الوحــدة السياســية الليبيــة، خصوص ً وعائق وق ـد كشـف حم ـدان الجـذور التاريخي ـة له ـذه الثنائي ـة الإقليمي ـة الضارب ـة الجـذور ) الداخليــة، 29(” فــي تاريــخ ليبيــا الســحيق، ولاحــظ ظاهــرة “الثنائيــة السياســية ) الخارجـي لـ رض الليبيـة بـن القـوى المحيطـة بهـا، مسـتغلة 30(” و”الاقتسـام الثنائـي هـذه الثنائيـة الداخليـة المزمنـة، كلمـا ضعفـت السـلطة المركزيـة الليبيـة. وفـي ذلـك يقــول حمــدان: “مــن أبــرز -إن لــم تكــن أبــرز- ملامــح التاريــخ الجيوبوليتيكــي ا ب ـن أكث ـر مـن ق ـوة خارجي ـة، أو اسـتعمار أجنب ـي، ً ا وتكـرار ً ها مـرار ُ لليبي ـا اقتسـام ف ـي وق ـت واحـد. وكان ه ـذا الاقتس ـام ع ـادة ينصـرف إل ـى برق ـة وطرابل ـس ف ـي الدرجـة الأولـى. فنحـن نسـتطيع أن نحصـر سـبع أو ثمانـي حـالات علـى الأقـل وقعت فيهـا برقـة لقـوة أجنبيـة، فـي حـن خضعـت طرابلـس لقـوة أخـرى. علـى الترتيـب: ـة، َّ ي ِّ ن َ برقـة الفرعونيـة مقابـل طرابلـس الفينيقيـة، برقـة الإغريقيـة وطرابلـس القرطاج برق ـة البطلمي ـة وطرابل ـس الروماني ـة، برق ـة بيزنط ـة وطرابل ـس روم ـا، برق ـة ف ـارس ا، برق ـة ً تون ـس]، وأخي ـر =[ وطرابل ـس الفان ـدال، برق ـة الفاطمي ـة وطرابل ـس إفريقي ـة .)31(” العربي ـة وطرابل ـس النورم ـان والإس ـبان وق ـد دف ـع ه ـذا الاس ـتقراء التاريخ ـي حم ـدان إل ـى الاقتن ـاع بأن ـه “لا يمك ـن له ـذه ـرة أن تكـون مجـرد صدفـة تاريخيـة، بـل لابـد أنهـا بصـورة مـا ِّ ـة المتوت َّ الثنائيـة الملح
Made with FlippingBook Online newsletter