العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

97 |

رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية

. ويتفـق باحثـون غربيـون علـى أن الحكـم العثمانـي 1911 مـن أيـدي العثمانيـن عـام ـق الوحـدة السياسـية الليبيـة، وأدخـل إلـى ليبيـا إصلاحـات إداريـة كبيـرة، بعـد َّ عم ). وهكـذا، فـإن خمسـة 34( ـا فـي الفوضـى والإهمـال ً ـا غارق ً ا ممزق ً أن وجدهـا بل ـد ـخت الهويـة َّ قـرون مـن الحكـم الرومانـي، وأربعـة قـرون مـن الحكـم العثمانـي، رس السياسـية لليبيـا ككيـان سياسـي واحـد ذي هويـة متميـزة عـن غيرهـا، بينمـا كانـت أة إلـى أقاليـم أصغـر، أو مندمجـة فـي َّ ليبيـا فـي مراحـل أخـرى مـن تاريخهـا مجـز كيانـات أكبـر. ويشـرح حمـدان أصالـة الوحـدة بقولـه: “رغـم هـذا الاقتسـام الثنائـي ا، علـى ّ ً ـر نسـبي ِّ والعميـق، فقـد عرفـت ليبيـا الوحـدة الإقليميـة منـذ وقـت مبك ِّ الملـح هـا وتعمقـت بعـد ذلـك باسـتمرار، لاسـيما تحـت ُ الأقـل منـذ الرومـان، وزادت أبعاد الأت ـراك. وتعن ـي هـذه الوحـدة النطـاق المتوسـطي والظهي ـر الصحـراوي، أي تضـم هــذا علــى شــيء َّ إلــى طرابلــس وبرقــة فــزان وبقيــة الصحــراء المجــاورة. وإن دل فإنمـا يـدل علـى أسـاس طبيعـي واحـد فـي النهايـة، يجعـل مـن ليبيـا وحـدة إقليميـة وسياس ـية تلقائيــة بص ـورة مــا، كم ـا يجع ـل م ـن الثنائي ـة الداخلي ـة خاصيــة ثانوي ـة مهم ـا أزمن ـت، وذل ـك بالقي ـاس إل ـى الوحـدة العام ـة والأولي ـة، مهم ـا أت ـت ه ـذه .)35(” ضعيفـة أو متأخـرة ــا، وهــو الشــرخ الأكبــر ً والطريــف أن خليــج (ســرت) بامتــداده الصحــراوي جنوب ل -بع ـد اكتش ـاف البت ـرول- إل ـى أكب ـر َّ ـم ليبي ـا إل ـى ش ـطرين، ق ـد تح ـو َّ ال ـذي قس للجغرافي ـا السياسـية الليبي ـة فـي العصـر الحدي ـث، بعـد أن اتسـمت الأعـوام ٍ لاحـم الأولـى مـن اسـتقلال الدولـة الليبيـة المعاصـرة بشـيء مـن الغمـوض حـول الوحـدة ل أكبـر سـبب انفصـال فـي جسـد الدولـة الليبيـة إلـى َّ والهويـة الوطنيـة. وهكـذا تحـو أعظـم عامـل اتصـال ب ـن أطرافهـا المترامي ـة. فاكتشـاف البتـرول فـي ليبيـا لـم يكـن مجـرد كشـف عـن ثـروة وطنيـة ذات قيميـة

Made with FlippingBook Online newsletter