99 |
رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية
ـح الأقليـات -مهمـا ْ مـن خـ ل الاعتـراف بالتنـوع القومـي والمذهبـي الموجـود، ومن عددهـا- حـق التعبي ـر عـن نفسـها ضمـن الهوي ـة العربي ـة الإسـ مية الجامع ـة. َّ ق ـل فالرخــاوة التــي تعانــي منهــا الدولــة الليبيــة تســتلزم مســتوى أكبــر مــن التفهــم ا عـن سياسـات الدمـج القسـري التـي درج ً والاسـتيعاب لحالـة التنـوع داخلهـا، بعيـد فـي نفـوس بعـض ٍ فـت مـرارات َّ عليهـا معمـر القذافـي خـ ل عقـود حكمـه، وخل المكون ـات الاجتماعي ـة الليبي ـة، كم ـا ظه ـر أثن ـاء صياغ ـة مش ـاريع الدسـاتير الليبي ـة .)40(2011 فبراير/شــباط 17 بعــد ثــورة . الأبعاد الليبية الأربعة 3 هـا الأربعـة التـي بسـط حمـدان الحديـث ُ مـن معالـم الجغرافيـا السياسـية الليبيـة أبعاد ا بـن البـر الإفريقـي والبحـر المتوسـط، ً ل جسـر ِّ فيهـا؛ فليبيـا بموقعهـا الجغرافـي تشـك ـة صغيـرة َّ ي ِ ن ْ ي َ ـا قـوة ب ً بـن المشـرق العربـي والمغـرب العربـي. فهـي “أساس ٍ وصلـة وصـل )، همـا الكتلـة 41(” كبيرتـن ْ تـن َّ ي ِ ب ْ ط ُ ـا] تتوسـط قوتـن ق ّ ً ـا لا جغرافي ّ ً الحجـم [ديمغرافي المصريـة والكتلـة المغاربيـة، وهمـا كتلتـان متقاربتـان فـي وزنهمـا الديمغرافـي. فقـد لاح ـظ حم ـدان وج ـود “تق ـارب تقلي ـدي مثي ـر ولاف ـت -عب ـر تع ـدادات الس ـكان الحديث ـة- ب ـن كتل ـة مصـر الس ـكانية ف ـي كف ـة، وكتل ـة إقلي ـم أطل ـس ف ـي الكف ـة ). وهـو يقصـد بـ”إقليـم أطلـس” كل الإقليـم الـذي تتمـدد فيـه سلسـلة 42(” الأخـرى جبــال الأطلــس التــي تربــط اليــوم أراضــي تونــس والجزائــر والمغــرب. ولأن ليبيــا ـا م ـن الف ـراغ الس ـكاني، ّ ً ـة ترب ـط ب ـن كتلت ـن كبيرت ـن، وتعان ـي تاريخي َّ ي ِ ن ْ ي َ دول ـة ب ُّ )، وهــذا ســر 43(” ا للقــوة ّ ً ــر َ ق َ ا أكثــر منهــا م ّ ً ــر َ َ ل بالضــرورة ِّ تشــك َّ فإنهــا “لا مفــر أهميتهـا الاسـتراتيجية، وسـبب انكشـافها الاسـتراتيجي أمـام القـوى البريـة والبحريـة نـي هـذا، وجـد حمـدان أوجـه شـبه ْ ي َ الصاعـدة فـي محيطهـا. وفـي سـياق الفـراغ الب
Made with FlippingBook Online newsletter