يبحث الكتاب معضلة الفراغ الاستراتيجي والتجزئة (1971- 2018)) فيما يقوم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات قبل إنشاء المجلس وبعد تأسيسه. كما يتناول مسارات التعاون والصراع في تلك العلاقات، وتطورها خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، ومطلع الألفية الثالثة، وكذلك العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي أثَّرت وتؤثر فيها سلبيًّا أو إيجابيًّا. ويسعى الكتاب لمؤلفه، الدكتور محمد صالح المسفر، بصفة عامة إلى محاولة فهم العلاقات الخليجية-الخليجية وتقييمها في إطار التداخل بينها وبين السياسات الإقليمية والدولية ودراسة اتجاهاتها والبحث في مصير الدول الخليجية.
ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ
ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﲤﺎر ﻣﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﺳﻌﺪ اﳌﺸﻬﺪاﲏ ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ أﺳﲈء ﻣﻠﻜﺎوي ﻣﻨﺎل اﳌﺰاﻫﺮة ﺟﺮﻳﺲ ﺻﺪﻗﻪ ﳏﻤﺪ اﻟﴫاﻳﺮة ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻣﻨﻴﺔ ﻋﺒﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺪﺑﻴﴘ
ﲢﺮﻳﺮ ﳏﻤﺪ اﻟﺮاﺟﻲ
1
2023
2
اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت ﺗﺮاﺟﻢ اﳌﺆﻟﻔﲔ .......................................................................... 5 ﻣﻘﺪﻣﺔ ................................................................................ 12 اﻟﻔﺼﻞ اﻷول : واﻗﻊ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﳉﻤﻮد ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ ............... 25 ﻳﻮﺳﻒ ﲤﺎر رؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ................................... 54 ﻣﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل : ﻣﻘﺮر ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أﻧﻤﻮذًﺟﺎ ............................................................ 78 ﺳﻌﺪ اﳌﺸﻬﺪاﲏ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ : ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺮﻗﻤﻲ : ﺧﻼف واﺧﺘﻼف ........ 108 ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ .................................... 162 أﺳﲈء ﻣﻠﻜﺎوي
3
إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة : رؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ........................................................................ 204 ﻣﻨﺎل اﳌﺰاﻫﺮة اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﺴﺎرات ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﻣﺪاﺧﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ........................... 246 ﺟﺮﻳﺲ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ : ﻣﺴﺎرات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ .................................... 257 ﳏﻤﺪ اﻟﴫاﻳﺮة ﺑﺤﻮث اﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ وﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﰲ إﺛﺮاء اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ............ 293 ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﺑﻜﺮ آﻟﻴﺎت ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ........... 335 ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻌﺒﻴﺪي اﻟﺒﺤﻮث اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ................................................................................ 346 ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺪﺑﻴﴘ ﺧﻼﺻﺎت واﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت .............................................................. 376
4
ﺗﺮاﺟﻢ اﳌﺆﻟﻔﲔ
أﺳﲈء ﺣﺴﲔ ﻣﻠﻜﺎوي أﺳﺘﺎذ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻄﺮ , ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ , واﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﲈع. ﻋﻤﻠﺖ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﻘﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻄﺮ , وﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ) Learning World - SIT ( ﻓﺮع اﻷردن , ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ دراﺳﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , واﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ. ﺻﺪر ﻟﻠﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻠﻜﺎوي ﻛﺘﺎب ﺑﻌﻨﻮان " أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺮﻗﻤﻲ " , وﻓﺼﻮل ﰲ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ , ﻣﻨﻬﺎ : " ﻛﻮروﻧﺎ وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﲈع : أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة " , و " ﺳﺆال اﳌﻨﻬﺞ " , و " أزﻣﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ : اﳌﻼﻣﺢ واﻵﻓﺎق " . وُﻧﴩ ﳍﺎ ﻋﺪة دراﺳﺎت ﰲ ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﳏﻜﻤﺔ ﺣﻮل ﺣﺮﻛﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺮﻗﻤﻲ , واﻟﺘﺼﻮرات اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , وإﺻﻼح اﳉﺎﻣﻌﺎت , واﻷﴎة. ﺟﺮﻳﺲ ﺻﺪﻗﻪ أﺳﺘﺎذ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ , وﻋﻤﻴﺪ اﻟﻜﻠﻴﺔ ) 2014 - 2021 .( ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﱠﱃ ﺗﻮ رﺋﺎﺳﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ , وﺷﺎرك ﰲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ. ﺻﺪرت ﻟﻪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪراﺳﺎت ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﲔ , اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ , ﰲ اﻹﻋﻼم واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ , ﻣﻨﻬﺎ : " اﻷﺧﻼق اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﲔ اﳌﺒﺎدئ
5
واﻟﻮاﻗﻊ " , و " اﻹﻋﻼم , اﳌﺠﺘﻤﻊ واﳊﺮب " . ﺷﺎرك اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﺮﻳﺲ ﺻﺪﻗﻪ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻨﺸﻮرات ﰲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻹﻋﻼم اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ , ﻣﻨﻬﺎ : " ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن 1858 - 1958 " , و " دراﺳﺔ ﲪﻼت اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻻﻧﺘﺨﺎﰊ : اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ 2018 " . ﻛﲈ ﺷﺎرك ﰲ ﻣﻨﺸﻮرات ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻬﺎرات ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ واﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻴﺔ : " وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وإدارة اﻟﺘﻨﻮع " , و " اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ : دور وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد " .
6
ﺳﻌﺪ ﺳﻠﲈن اﳌﺸﻬﺪاﲏ أﺳﺘﺎذ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﻘﺴﻢ اﻹﻋﻼم ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﲨﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺮاق. ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻹﻋﻼم ﲣﺼﺺ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد , ﻋﺎم 2000 . رﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ آداب اﻟﻔﺮاﻫﻴﺪي ﱠﻜ اﳌﺤ ﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﻜﺮﻳﺖ , ورﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﳎﻠﺔ أرﻳﺪ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﻋﻠﻮم اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ ﻣﻨﺼﺔ أرﻳﺪ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﲈء واﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻨﺎﻃﻘﲔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺻﺪر ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﺪ اﳌﺸﻬﺪاﲏ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﳌﻨﺸﻮرة ) 27 ( ﻛﺘﺎًﺑﺎ وﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﳌﻨﺸﻮرة ) 36 ( ﺑﺤًﺜﺎ وﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳌﻨﺸﻮرة ) 67 ( ﻣﻘﺎًﻻ. وﻗﺪ أﴍف ﻋﲆ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ , وﻧﺎﻗﺶ أﻳًﻀﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ وأﻃﺎرﻳﺢ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲇ اﻟﺪﺑﻴﴘ أﺳﺘﺎذ ﻣﺸﺎرك ﺑﻘﺴﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ ﺑﺎﻷردن. ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد. ﱠﱃ ﺗﻮ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﻟﺸﺆون ﺿﲈن اﳉﻮدة ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﱰا ) 2017 - 2020 .( ﺻﺪر ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر اﻟﺪﺑﻴﴘ ﲬﺴﺔ ﻛﺘﺐ , ﻣﻨﻬﺎ : " اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ وﲢﺪﻳﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ " , ﻛﲈ ﻧﴩ 15 دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﳎﻼت ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ , وﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﲢﺮﻳﺮ 5 ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. ﺣﺎز , ﻋﺎم ,2021 ﻋﲆ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﱃ ﺿﻤﻦ أﺑﺮز 10 ﱢﻟﻔﲔ ﻣﺆ ﻋﺮب ﱠﺪ ﺗﺼ روا ﻗﺎﺋﻤﺔ ﱢﻟﻔﲔ اﳌﺆ اﳌﺴﺘﺸَﻬﺪ ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﺮﺑﻴ © ﺎ ﰲ ﳎﺎل اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , وﻓًﻘﺎ ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﳌﺆﺳﺴﺔ ) Arcif ( ﻟﻘﻴﺎس ﻣﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﺄﺛﲑ , واﻻﺳﺘﺸﻬﺎدات اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
7
ﳏﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ اﻟﴫاﻳﺮة ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴ © ﺎ أﺳﺘﺎًذا ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم , وﻋﻤﻴًﺪا ﻟﻜﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﱰا ﰲ اﻷردن. ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻻﺗﺼﺎل اﳉﲈﻫﲑي ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أوﻫﺎﻳﻮ. ﺷﻐﻞ ﻣﻮاﻗﻊ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة , ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ : ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷردﻧﻴﺔ , ورﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﲑﻣﻮك , وﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻗﺎﺑﻮس. ﺷﺎرك ﰲ رﺋﺎﺳﺔ وﻋﻀﻮﻳﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﺎن واﳌﺠﺎﻟﺲ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ واﻟﻨﴩ اﻟﻌﻠﻤﻲ , ﻛﲈ ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺘﺸﺎًرا ﻟﻮزﻳﺮ اﻹﻋﻼم , وأﻣﻴًﻨﺎ ﻋﺎﻣ © ﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﲆ ﻟﻠﺴﻜﺎن , وأﻣﻴًﻨﺎ ﻋﺎﻣ © ﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﲆ ﻟﻺﻋﻼم , وﻣﺪﻳًﺮا ﻋﺎﻣ © ﺎ ﳌﺆﺳﺴﺔ اﻹذاﻋﺔ واﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﰲ اﻷردن. ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺑﺤًﺜﺎ ﻣﻨﺸﻮًرا ﰲ ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ , ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﲔ ﰲ ﳎﺎﻻت اﻹﻋﻼم اﻟﺪوﱄ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ , وﺷﺎرك ﰲ إﻋﺪاد ﺛﻼﺛﺔ ﻛﺘﺐ أﺧﺮى. ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﺑﻜﺮ اﺳﺘﺸﺎري إﻋﻼم ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ , وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ , دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ. ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أم درﻣﺎن اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮدان. ﱠﱃ ﺗﻮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﳌﻬﻨﻴﺔ , ﻣﻨﻬﺎ : ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺬات اﳉﺎﻣﻌﺔ , وأﻣﲔ اﻟﺸﺆون اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺴﻮدان ﻟﻌﻠﻮم اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻹﻋﻼﻣﻲ , وﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺴﻮدان , وﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺧﺒﺎر واﻟﱪاﻣﺞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻹذاﻋﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ , وﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﳌﺘﺨﺼﺺ ﺑﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻟﺴﻮدان. ﺻﺪرت ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﻌﺘﺼﻢ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ , ﻣﻨﻬﺎ : " أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ " ,
8
و " أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ وﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم " , ﻛﲈ ﻧﴩ ﻋﺪة دراﺳﺎت ﰲ ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ. ﻣﻨﺎل ﻫﻼل اﳌﺰاﻫﺮة أﺳﺘﺎذ ﻣﺸﺎرك ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺒﱰا ﰲ اﻷردن , وﻣﺪرﺑﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﰲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن داﺧﻞ اﻷردن وﺧﺎرﺟﻬﺎ. ﺷﻐﻠﺖ ﺳﺎﺑًﻘﺎ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺪﻳﺮ إدارة ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﰲ وزارة اﳋﺎرﺟﻴﺔ. أﴍﻓﺖ وﺗﴩف ﻋﲆ أﻃﺮوﺣﺎت اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻷردن وﺧﺎرﺟﻴ © ﺎ. ﻟﻠﺪﻛﺘﻮرة اﳌﺰاﻫﺮة أﺑﺤﺎث ﻣﻨﺸﻮرة ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﺘﺨﺼﺼﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻋﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ , واﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , وﺗﺸﺎرك ﰲ ﻓﺼﻮل ﻛﺘﺐ ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ دوﻟﻴﺔ , وﳍﺎ ﲬﺴﺔ ﻋﴩ ﱠﻟًﻔﺎ ﻣﺆ ﰲ اﻹﻋﻼم ﱠرس ﺗﺪ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ : " ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻻﺗﺼﺎل " , و " ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ " , و " اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ وﻣﺪارﺳﻬﺎ واﳊﺮب اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ " , و " ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم " .. وﺗﻌﻜﻒ ﺣﺎﻟﻴ © ﺎ ﻋﲆ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻛﺘﺎَْﰊ " اﻹﻋﻼن اﻹﻟﻜﱰوﲏ " و " ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي واﳉﺪﻳﺪ " . ﻣﻨﻴﺔ ﻋﺒﻴﺪي أﺳﺘﺎذة ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻔﻨﻮن واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﺑﻤﻨﻮﺑﺔ ﺗﻮﻧﺲ. ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻟﻠﻐﺔ واﻵداب واﳊﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﺧﺘﺼﺎص ﲢﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب , ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﻮﺑﺔ ﺗﻮﻧﺲ. ﱠﱃ ﺗﺘﻮ ﺧﻄﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﱄ ﻟﻠﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﺘﻮﻧﺲ , وﺗﱰأس ﳉﻨﺔ اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﻤﻨﻮﺑﺔ , وﺗﴩف أﻳًﻀﺎ ﻋﲆ ﺗﺄﻃﲑ ﺑﺤﻮث ورﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ , وﻫﻲ ﻋﻀﻮ ﰲ ﳉﻨﺔ ﲢﻜﻴﻢ ﺟﺎﺋﺰة ﻛﻮﻣﺎر ﻟﻠﺮواﻳﺔ. وﺗﺴﻬﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻋﺒﻴﺪي ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺸﻮرات وﻛﺘﺐ ﺷﻌﺮﻳﺔ وﻣﻘﺎﻻت ﻧﻘﺪﻳﺔ , وﺻﺪر ﳍﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ , ﻣﻨﻬﺎ : اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ
9
اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﺨﻄﺎب : ﻧﲈذج ﻣﻦ اﳋﻄﺎب اﻹﻋﻼﻣﻲ " , و " اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺪﻻﱄ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ " , وأﺳﻬﻤﺖ أﻳًﻀﺎ ﰲ ﻛﺘﺐ ﲨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ , ﻛﲈ ﺷﺎرﻛﺖ ﰲ ﻧﺪوات ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﺑﻤﺪاﺧﻼت ﺣﻮل ﲢﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب , وﳍﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﰲ ﳎﻼت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﱠﻜ ﳏ ﻤﺔ , وﻫﻲ ﻋﻀﻮ ﲢﻜﻴﻢ ﰲ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﺎ. ﻣﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﷲ أﺳﺘﺎذ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺘﻨﺪال ﻏﺮوﻧﻮﺑﻞ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) Stendhal Grenoble III ( ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ. ﺗﻮﻟﺖ ﻣﻬﺎم رﺋﺎﺳﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم وﻗﺴﻢ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ , واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻨﺪوة اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﲈﺋﻴﺔ , وأﻣﺎﻧﺔ ﴎ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن , ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺸﺒﻜﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ واﻷﻣﲑﻛﻴﺔ , وﻋﻀﻮ ﰲ اﳍﻴﺌﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﻜﺮﳼ اﻻﺗﺼﺎل. أﺳﻬﻤﺖ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ أﻗﺴﺎم وﻛﻠﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻺﻋﻼم ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎت ﰲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ , وﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻋﻠﻮم اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﱰأﺳﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ. أﺳﻬﻤﺖ ﰲ إﻧﺸﺎء ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﳏﻜﻤﺔ ﻋﺪﻳﺪة وأﻧﺸﺄت ﳎﻠﺔ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﳌﺤﻜﻤﺔ وﻫﻲ إﱃ اﻵن رﺋﻴﺴﺔ ﲢﺮﻳﺮﻫﺎ. ﺻﺪر ﳍﺎ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﲔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ , آﺧﺮﻫﺎ ﻛﺘﺎب " ﻣﺘﺎﻫﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﰲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﺎم " .
10
ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ , ﺳﺒﻖ ﻟﻪ أن ﱠرس د ﺑﺠﺎﻣﻌﺎت ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ. ﱠﻠ ﺗﻘ ﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت داﺧﻞ اﳉﺎﻣﻌﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ , ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﺸﺎر ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. أﴍف وﻳﴩف ﻋﲆ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه. أﺻﺪر 17 ﻣﺆﻟًﻔﺎ ﻋﻦ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , وأﺻﺪر ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ , ﻣﻨﻬﺎ : " اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ : ﻋﺘﺒﺎت اﻟﺘﺄوﻳﻞ " , و " ﻫﻮاﻣﻞ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﻴﺪﻳﺎ " , و " اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم : اﻷﺳﺲ واﻷدوات " , و " وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﲈﻫﲑي واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ : اﻟﻘﺎﻋﺪة واﻻﺳﺘﺜﻨﺎء " . وﻗﺎم ﺑﱰﲨﺔ 7 ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﱃ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ " ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻻﺗﺼﺎل واﳌﻴﺪﻳﺎ , ﻣﴩوع ﻧﻘﻞ اﳌﻌﺎرف " . ﻳﻮﺳﻒ ﲤﺎر أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ 3 . ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , ورﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻹﻋﻼم ﺳﺎﺑًﻘﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻜﻠﻴﺔ , ﺛﻢ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﺳﺎﺑﻖ. ﺣﺎﻟﻴ © ﺎ , رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻘﺴﻢ اﻹﻋﻼم وﻋﻀﻮ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻌﻠﻤﻲ. ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻳﻮﺳﻒ ﲤﺎر ﻋﺪة إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺳﻮاء ﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺪاﺧﻼت ﰲ ﻣﺆﲤﺮات , أو ﻋﱪ ﻧﴩ ﻣﻘﺎﻻت ودراﺳﺎت ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺠﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﱠﻜ اﳌﺤ ﻤﺔ , ﻛﲈ ﻟﻪ ﱠﻟﻔﺎت ﻣﺆ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ , ﻣﻨﻬﺎ : " اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم اﻟﺴﻴﺎﳼ : اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﳉﻤﻬﻮر " , و " ﲢﻠﻴﻞ اﳌﺤﺘﻮى ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ واﻟﻄﻠﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﲔ " .
11
ﻣﻘﺪﻣﺔ ُﺗﻌﺪ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل إﺣﺪى اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺗﻄﻮر اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﺠﺎل اﻟﺒﺤﺜﻲ واﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ. ﱢ ﺜ وﲤﻞ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲣﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳉﻤﻮد ﰲ ﻫﺬا اﳊﻘﻞ اﳌﻌﺮﰲ , ﺑﻞ وﰲ ﳏﺘﻮى اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ذاﲥﺎ , ﻣﻦ ﺧﻼل ﻇﺎﻫﺮة " اﻟﱰﻗﻴﻊ واﻟﺘﻠﻔﻴﻖ اﳌﻨﻬﺠﻲ " اﻟﻔﻮﺿﻮي , وﺳﻄﺤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ , أو " اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ " , اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻣﻔﺎرﻗﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ وﻧﻈﺮﻳﺔ ﰲ ُأُﺳﺲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﲥﺎ. ﱢﺮ وُﻳﻜ س ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﳌﲈرﺳﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ -ﺑﻐ ﱢﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أوﺻﺎﻓﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ- ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﻠﻔﻴﻘﻴﺔ , وﻣﺪاﺧﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﺧﺘﺰاﻟﻴﺔ ﰲ دراﺳﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﺗﺪوﻳﺮ واﺳﺘﻌﺎدة ﺗﺼﻮرات ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻮروﺛﺔ , وُأُﻃﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ُﺗﺴِﻬﻢ ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻔﺠﻮة ﺑﲔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﴩوط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﱢﺳَﺴﺔ اُﳌَﺆ ﻟﻔﻬﻢ وﺗﻔﺴﲑ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ودراﺳﺘﻬﺎ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎﲥﺎ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. وﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﳌﲈرﺳﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ أﻳًﻀﺎ إﱃ ﳏﺘﻮى اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره -ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول- ﻣﻨﻬًﺠﺎ وﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺪراﺳﺔ وﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮًﻋﺎ , ﻛﲈ أن وﺣﺪة اﻟﻌﻠﻮم ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ وﻟﻴﺲ ﰲ ﻣﺎدﲥﺎ. وﺗﻔﺘﺢ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ " اﻟﻌﻠﺒﺔ اﻟﺴﻮداء " ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ , ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت واﻻﻓﱰاﺿﺎت اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﻘﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ " اﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ " وﻟﻴﺲ " اﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﻪ " , وﺗﺆدي إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ , ﻓﻀًﻼ ﻋ ﱠﲈ ﻛﺸﻔﺘﻪ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﻣﻨﻬﺠﻲ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ )ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ/اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ? ( ﻣﻊ اﳌﺠﺎﻻت واﳌﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺔ ,
12
ﺣﻴﺚ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﺬي ﲢﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺼﺎت اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻮﻗًﻌﺎ ﻣﺮﻛﺰﻳ © ﺎ , ﱢﻜ وﺗﺸ ﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﲢﺘﻴﺔ ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. وُﺗﺒ ﱢﲔ دراﺳﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻛﺜﲑة ﻣﻈﺎﻫﺮ اﳋﻠﻞ ﰲ ﻧﺘﺎج اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ/اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ , واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ أﺳﺎًﺳﺎ ﺑﺴﲑورة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل وﻣﻨﻄﻠﻘﺎﲥﺎ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ , ﺛﻢ ﳐﺮﺟﺎﲥﺎ اﻟﺘﻲ ﱂ ﱢﺪ ُﺗﻘ م -إﻻ ﻓﻴﲈ ﻧﺪر ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت- ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ذات ﺟﺪوى ﻋﻠﻤﻴﺔ وأﺻﻴﻠﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. ﻛﲈ ﱂ ﱢﺪ ُﻳﻘ م ﻫﺬا اﻟﻨﺘﺎج اﻟﺒﺤﺜﻲ أﻃﺮوﺣﺎت , أو ﻧﲈذج ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ , أو ﻧﲈذج إرﺷﺎدﻳﺔ , راﺋﺪة ﺗﻜﻮن ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎت وُﺗﺴِﻬﻢ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ واﳌﻨﺼﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ , وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺒﺤﺚ , ﱠﻜ وﻣ ﻨﺖ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ آﺛﺎر اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻟﻨﺸﺎط اﻷﻓﺮاد واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ , وﻛﺬﻟﻚ اﳉﲈﻋﺎت واﻟﺪول ﻋﱪ اﻟﻮﻳﺐ. ﻛﲈ ﻧﺤﺘﺎج إﱃ أﻃﺮ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ُﺗﺴِﻬﻢ ﰲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ دور ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﰲ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻲ , وأﺳﺎﻟﻴﺐ وأﺷﻜﺎل اﻧﻐﲈر وﺳﺎﺋﻄﻬﺎ وﻣﻨﺼﺎﲥﺎ ﰲ ﺑﻴﺌﺘﻨﺎ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ , وﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﺗﺼﻮراﺗﻨﺎ وﻣﺪرﻛﺎﺗﻨﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ اﳌﺘﻌﺪدة. وﺗﱪز اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أﻣﺎم ﺗﻄﻮر ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺪًءا ﺑﺴﻮء اﻟﻔﻬﻢ ﳉﻮﻫﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ذاﲥﺎ وﻗﺼﻮر ﰲ اﻟﺮؤﻳﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﲥﺎ ; إذ ﻳﻔﺘﻘﺮ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﱠﺪ وُﻋ ة ﻓﻜﺮﻳﺔ وﻣﺪاﺧﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮة وﺗﻔﺴﲑ ﻣﺘﻐﲑاﲥﺎ وﻋﻼﻗﺎﲥﺎ. وﻫﻨﺎ , ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﻮث -إذا اﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﲆ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ- ﻻ ُﻳﻘﻴﻢ اﻋﺘﺒﺎًرا ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﰲ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺬي ﳜﺘﻠﻒ ﺗﺒًﻌﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺒﺤﺜﻬﺎ واﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆدﳞﺎ ﰲ دراﺳﺔ أﺑﻌﺎد اﳌﻮﺿﻮع , وﻻ ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻄﻠًﺒﺎ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ
13
ﻳﺆدي إﳘﺎﻟﻪ إﱃ ﻧﺴﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ. وﰲ ﺣﺎل اﻫﺘﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻃﲑ اﳌﻨﻬﺠﻲ , ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﻊ وﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬه ﱠﺪ اﻟُﻌ ة ﰲ ﺧﺪﻣﺔ أﻫﺪاف اﻟﺒﺤﺚ ورﻫﺎﻧﺎﺗﻪ. ﻛﲈ ﻻ ﳞﺘﻢ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث ﺑﺎﳌﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﺮﺗﻜﺰات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻧﻤﻮذًﺟﺎ ﻣﻌﺮﻓﻴ © ﺎ وإﻃﺎًرا ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ﻟﻔﻬﻢ وﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﻀﻴﺔ أو اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﳏﻞ اﻟﺪراﺳﺔ , وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺒﺴﻴﻄﻴﺔ واﺧﺘﺰاﻟﻴﺔ وﺟﺰﺋﻴﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮأي واﻟﺘﻌﻤﻴﻢ , وﻟﻐﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴﻢ ﳊﺠﺐ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ. وﲤﺘﺪ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ إﱃ ﺳﻮء ﺿﺒﻂ اﳉﻬﺎز اﳌﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ , ﺑﻞ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﻮث ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﱢ ﺜ ﲤﻞ ﻣﺮﺗﻜًﺰا أﺳﺎﺳﻴ © ﺎ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﳌﻮﺿﻮع , وﺑﻠﻮرة اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﺗﺮﻛﻴﺐ وﺑﻨﺎء ﻣﻌﺠﻤﻲ ﻳﺘﺄﺳﺲ اﻧﻄﻼًﻗﺎ ﻣﻦ اﳌﻘﻮﻻت واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﱢﱪ ﺗﻌ ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮ وﻣﻀﻤﻮن اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﺪروﺳﺔ وﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻓﻬﻢ وﴍح أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﺋﻖ أﻳًﻀﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻨﺎء اﻷدوات اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﱢﻜ ﲤ ﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﺳﺘﻜﺸﺎف وﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ , وﲨﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺣﻮﳍﺎ وﻗﻴﺎس ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ وﲢﻠﻴﻞ وﺣﺪات اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺤﺜﻲ , ﻓﻀًﻼ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺛﻤﺮة ﻟﺴﻮء ﻓﻬﻢ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻞ , واﻻﻋﺘﲈد أﻳًﻀﺎ ﻋﲆ ﻣﺮاﺟﻊ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ُﻣَﺘَﺠﺎَوَزة , أو ﻏﲑ ذات ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ , ﺑﺤﺜﻴ © ﺎ وﻋﻠﻤﻴ © ﺎ , ﻣﺜﻞ اﳌﺪوﻧﺎت اﳉﲈﻋﻴﺔ واﳌﻨﺼﺎت اﻟﺘﺸﺎرﻛﻴﺔ , وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺜﲑ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﲡﻨﺐ اﻷﺣﻜﺎم واﻷﻓﻜﺎر اﳉﺎﻫﺰة , ﱢﺧ وﺗﻮ ﻲ اﻟﺪﻗﺔ ﰲ ﻧﻘﻞ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أﻓﻜﺎر اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻫﻨﺎ , ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﻳًﻀﺎ إﻏﻔﺎل ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﺒﺤﻮث ودراﺳﺎت اﻹﻋﻼم , اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﰲ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ أزﻣﺔ اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ , وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﳉﻤﻮد اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺒﺤﺜﻲ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ.
14
15 وﲥﺪف ﻓﺼﻮل اﻟﻜﺘﺎب إﱃ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻇﻞ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺜﲑﻫﺎ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺮﻗﻤﻲ , وﳏﺎوﻟﺔ وﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺮﻗﻤﻲ , ﱢﻜ وُﻳﻔ ﺮ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ " اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ وﻏﲑﻫﺎ ﳛﺎول اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ ﺑﺮؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم , وﲤﺤﻴﺺ ﻣﻮاﻃﻦ اﳋﻠﻞ ﰲ ﻓﻬﻢ وﲢﻠﻴﻞ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , وﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ. وُﻳﻌﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﺛﻤﺮة ﺟﻬﺪ ﺑﺤﺜﻲ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ اﻟﺬي ﱠﻈ ﻧ ﻤﻪ ﻣﺮﻛﺰ اﳉﺰﻳﺮة ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﺑﻌﻨﻮان : " اﳌﺸﻜﻼت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل " , ﻳﻮﻣﻲ 8 و 9 دﻳﺴﻤﱪ/ﻛﺎﻧﻮن اﻷول ,2021 ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ واﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﳌﺨﺘﺼﲔ ﰲ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. وﻛﺎن اﳌﺮﻛﺰ ﻧﴩ أوراق اﳌﺆﲤﺮ ﰲ ﻣﻠﻒ ﺑﺤﺜﻲ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻹﻟﻜﱰوﲏ ) ar / net . aljazeera . studies : // https ( ﺑﺘﺎرﻳﺦ 28 ﻣﺎﻳﻮ/أﻳﺎر 2022 . ﳛﺎول اﻟﻜﺘﺎب أن ﱠ ﺒ ﻳﺘﺘ ﻊ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﻴﺪان اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱢﻠ وُﳛﻞ أﺳﺒﺎﲠﺎ , وﻳﺒﺤﺚ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﲈدة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎرب اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﺄﻗﺴﺎم وﻛﻠﻴﺎت اﻹﻋﻼم ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ. وﳞﺪف أﻳًﻀﺎ إﱃ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﲑ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ , وﺗﺄﺛﲑات ﺿﻌﻒ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ , وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻄﺒﻴﻖ آﻟﻴﺎت ﺣﻮﻛﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت. ﻛﲈ ﻳﺮﺻﺪ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻌﻮﻗﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ اﻟﺘﻐﲑات اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﲆ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲣﺘﻠﻒ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.
اﻟﺮﻗﻤﻲ " ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﱪ إدﻣﺎج اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﰲ ﺑﺮاﻣﺞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ُﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﳐﺘﺼﺔ ﲠﺪف اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﺮﻗﻤﻲ إﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﱠﻜ ﻳﺘﻤ ﻦ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ وﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﲈرﺳﺘﻬﺎ وﻣﻘﺎرﺑﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴ © ﺎ. وﻳﺴﻌﻰ اﻟﻜﺘﺎب أﻳًﻀﺎ إﱃ وﺿﻊ ﺗﺼﻮر أوﱄ ﳞﺪف إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻗﱰاﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﲡﺎوز ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ. وﻣﻦ ﺛﻢ اﺳﺘﴩاف ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻴﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﺤﻰ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﺛﻮرة اﻻﺗﺼﺎل وﺗﻘﺎﻧﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳊﺎﻟﻴﺔ. وﰲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف , ﺗﺘﻮزع ﳏﺎور اﻟﻜﺘﺎب إﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺼﻮل , ﻳﻌﺎﻟﺞ أوﳍﺎ -وﻫﻮ ﺑﻌﻨﻮان : " واﻗﻊ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ " - ﺛﻼث ﻗﻀﺎﻳﺎ ; إذ ﺗﻨﻄﻠﻖ ورﻗﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻳﻮﺳﻒ ﲤﺎر , " اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﳉﻤﻮد ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ " , ﻣﻦ ﺳﺆال إﺷﻜﺎﱄ : " ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ -ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﳎﺎل ﻋﻠﻢ اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم- ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷدﺑﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ أم ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﳊﻀﺎري ? وﺗﺮى اﻟﻮرﻗﺔ أن ﺗﺄﺛﲑ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﲡﺎوز اﻷﻓﺮاد وﺳﻠﻮﻛﻴﺎﲥﻢ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ , واﻣﺘﺪ أﻳًﻀﺎ إﱃ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ; ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮت إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﲢﺘﺎج إﱃ ﻃﺮق ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ وﳏﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ. وﱂ ﻳﻜﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﺸﻐﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ ; ﺣﻴﺚ ﺣﺎول اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺤﺚ أﻳًﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﻄﺮق اﳌﻼﺋﻤﺔ ﻟﺪراﺳﺔ ﳐﺮﺟﺎت ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻻﺗﺼﺎل اﳊﺪﻳﺜﺔ , ﺳﻮاء ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻷﻓﺮاد ﻓﻴﲈ ﺑﻴﻨﻬﻢ , أو اﻧﻌﻜﺎﺳﺎﲥﺎ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻪ. ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴩت ﲠﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ; ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺎ زال ﳏ ﱠﻞ ﻧﻘﺎش ﺣﺎد ﰲ اﻷوﺳﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻋﺘﲈد
16
اﻟﻄﺮق اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ وآﻟﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ " ﻧﺠﺤﺖ " إﱃ ﱢﺪ ﺣ اﻵن ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , أو اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻨﻬﺎ وﳏﺎوﻟﺔ إﳚﺎد ﺑﺪاﺋﻞ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﲈﺷﻰ وﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ُﺗﻌﺪ ﺟﺪﻳﺪة أﻳًﻀﺎ. وﺗﺮﻛﺰ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﷲ , ﰲ ورﻗﺔ ﺑﻌﻨﻮان " رؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل " , ﻋﲆ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻔﻜﺮي وﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻇﻞ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺜﲑﻫﺎ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺮﻗﻤﻲ. وﺗﺮى أن ﱡﻘ َﺗَﻌ ﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﺑﺘﻜﺎر أﻃﺮ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ أدوات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ; إذ أﺣﺪﺛﺖ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ اﻧﻘﻼًﺑﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ © ﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳊﻘﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ; ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺮض ﻋﺎﱂ اﻟﺸﺒﻜﺎت ﲡﺪﻳًﺪا ﻛﻠﻴ © ﺎ ﰲ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ , ﱢﺪ وُﻳﻘ م ﻋﻮاﱂ ﺟﺪﻳﺪة ﻛﺜﲑة ﻟﻼﺳﺘﻜﺸﺎف , وﻣﻮارد وﺣﻘﻮًﻻ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ , ﲢﺘﺎج ﳉﻬﺪ ﻓﻜﺮي ﻛﺒﲑ واﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻬﺎدات واﻻﺑﺘﻜﺎرات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ. وﻳﺮﺻﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﺪ ﺳﻠﲈن اﳌﺸﻬﺪاﲏ , ﰲ ورﻗﺔ ﺑﻌﻨﻮان " ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل : ﻣﻘﺮر ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أﻧﻤﻮذًﺟﺎ " , أﻫﻢ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻄﻮر اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ. واﻧﻄﻼًﻗﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ , ﲢﺎول اﻟﻮرﻗﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ ﺣﻘﻞ اﺳﺘﻔﻬﺎﻣﻲ ﱢ ﺜ ﻳﻤﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ : ﻣﺎ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻷﺳﺘﺎذ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﰲ اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ? وﻣﺎ أﻫﻢ اﳌﻌﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﱰض ﻣﺴﲑة اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ? وﻣﺎ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻟﺪرس اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻋﲆ ﳐﺮﺟﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم
17
واﻻﺗﺼﺎل ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳉﻮدة واﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﻟﺪى اﻷﺳﺘﺎذ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﻴﺪ ﻟﺪى اﻟﻄﺎﻟﺐ ? وﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ , وﻫﻮ ﺑﻌﻨﻮان : " ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ " , ﺛﻼث ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺮزت ﰲ ﺳﻴﺎق ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﺘﺪﻓﻖ اﳍﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻧﺘﺸﺎر ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ. وﻫﻨﺎ , ﲢﺎول اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﱠﺪ أﻋ ﻫﺎ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ , " ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺮﻗﻤﻲ : ﺧﻼف واﺧﺘﻼف " , وﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺮﻗﻤﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ أرﺑﻌﺔ اﲡﺎﻫﺎت ﻛﱪى ﰲ اﻟﺒﺤﺚ , وﻫﻲ : اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻮاﻓﻘﻴﺔ أو اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ , واﻟﻜﱪى , واﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ , واﻟﺮﻗﻤﻴﺔ. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ , ﱠﻠ ﺳ ﻄﺖ اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﳐﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ ﱡﻘ ﺗﻌ ﺪ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻴﺪﻳﺎ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ. وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻴﻨﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ 100 ﺑﺤﺚ أﺻﺪرﲥﺎ ﻣﺮاﻛﺰ ﺑﺤﺚ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ وُﻧِﴩت ﰲ ﳎﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ وﻓﻖ ﻣﻨﻬﺞ " ﻣﻴﺘﺎ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻴﻔﻲ " ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﲔ " درﻳﺪﻳﲔ " ) ﻧﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﺟﺎك درﻳﺪا ( أﺳﺎﺳﻴﲔ , وﳘﺎ : اﻹرﺟﺎء واﻻﺧﺘﻼف. وﲥﺪف ورﻗﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮرة أﺳﲈء ﺣﺴﲔ ﻣﻠﻜﺎوي , " ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ " , إﱃ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺟﺰًءا أﺳﺎﺳﻴ © ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ , واﻟﻔﺮص اﻟﺘﻲ ﱢﺪ ُﻳﻘ ﻣﻬﺎ ﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , ﻻﺳﻴﲈ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل , واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﴤ ﻗﺪًﻣﺎ ﰲ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻫﺞ. وﺗﺴﺘﻌﺮض اﻟﻮرﻗﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , وﺗﻄﻮره ﰲ ﻋﴫ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ واﻧﺘﺸﺎر ﻣﻨﺼﺎت اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ , ﱢﺪ وُﺗﻘ م ﴍًﺣﺎ ﻣﻘﺘﻀًﺒﺎ ﻹﺣﺪى اﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ , ﱠ ﺜ وﺗﺘﻤﻞ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
18
) NodeXL ( , واﳋﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﰲ ﲨﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ. ﻛﲈ ﱢﺪ ُﺗﻘ م اﻟﻮرﻗﺔ ﻧﲈذج ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻷﺑﺤﺎث ﺗﺒﻨﱠﺖ ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ , وﲥﺪف إﱃ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت : - اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ : اﻟﺘﺤﻮﻻت ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ وﰲ اﻟﻨﲈذج اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ. - اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺮي : اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ. - اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻨﻬﺠﻲ : اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ وﻣﻨﺎﻫﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت. - اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ : ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ) NodeXL .( وﲢﺎول ورﻗﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻨﺎل ﻫﻼل اﳌﺰاﻫﺮة , " إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة : رؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ " , اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆال رﺋﻴﴘ : ﻣﺎ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ? اﺳﺘﻨﺎًدا إﱃ ﲢﻠﻴﻞ ﻛﻴﻔﻲ ﻟﻌﻴﻨﺔ ﻗﺼﺪﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ 66 دراﺳﺔ , واﻋﺘﲈًدا ﻋﲆ رؤﻳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻼءﻣﺔ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ وﻗﺪرﲥﺎ ﻋﲆ ﺗﺄﻃﲑ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﳉﺪﻳﺪة وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ , وﻫﻮ ﺑﻌﻨﻮان : " ﻣﺴﺎرات ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل " , ﻓﻴﻌﺎﻟﺞ ﲬﺲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻫﻢ اﳌﺪاﺧﻞ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﳎﺎل اﻹﻋﻼم ; إذ ﲢﺪد اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﱠﺪ أﻋ ﻫﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﺮﻳﺲ ﺻﺪﻗﻪ , ﺑﻌﻨﻮان " ﻣﺪاﺧﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل " , اﳌﻌﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﻴﺪان اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ. وﺗﺮى أن اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻌﻲ إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان , ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﲡﺎرﲠﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮﰊ واﺳﺘﻨﺒﺎط اﳊﻠﻮل , وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ إرادة ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻟﺬﻟﻚ. وﺗﻘﱰح
19
اﻟﻮرﻗﺔ ﻋﺪًدا ﻣﻦ اﳋﻄﻮات ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ وﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان ﻋﱪ ﻣﺮاﻛﻤﺔ اﻷﺑﺤﺎث , ورﺑﻂ اﳌﺨﺘﱪات اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﻛﻠﻴﺎت اﻹﻋﻼم واﻟﺘﺒﺎدل اﳌﻌﺮﰲ واﻟﺒﺤﺜﻲ , ورﺑﻂ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ , وﺗﺸﺠﻴﻊ اﳌﻨﺸﻮرات اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﻨﺸﻮرات واﳌﺠﻼت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ , واﻟﺮﺑﻂ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ وﺑﺎﺣﺜﲔ أﺟﺎﻧﺐ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺧﱪاﲥﻢ وﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﱰاﻛﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻐﺮﰊ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان. وﲥﺪف ورﻗﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﳏﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ اﻟﴫاﻳﺮة , " ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ : ﻣﺴﺎرات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ " , إﱃ وﺿﻊ ﺗﺼﻮر أوﱄ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻗﱰاﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﲡﺎوز ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻹﻋﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ. وُﻳﻌﺪ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺳﻤﺔ ﳑﻴﺰة ﳚﺐ أﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺮاﺟﻌﺔ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﺒﲑة واﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل. وﺗﺮى أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ , واﻟﺒﻴﻨﻴﺔ , واﻟﺘﺘﺒﻌﻴﺔ , واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ , واﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ , إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ , ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎرات ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﳌﺠﺎل اﻹﻋﻼﻣﻲ. أﻣﺎ ورﻗﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﺑﻜﺮ , ﺑﻌﻨﻮان " ﺑﺤﻮث اﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ وﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﰲ إﺛﺮاء اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ " , ﻓﱰﺻﺪ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻈﲑ وإﺛﺮاء اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , واﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ أﻫﻢ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺑﺎﺣﺜﻲ اﻹﻋﻼم ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﲢﻠﻴﻞ أﺳﺒﺎﲠﺎ , وﺑﻴﺎن ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ أو اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ. وﻣﻦ ﺛﻢ اﺳﺘﴩاف ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻴﲈ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﺤﻰ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﺛﻮرة اﻻﺗﺼﺎل وﺗﻘﺎﻧﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳊﺎﻟﻴﺔ. وﺗﺮى اﻟﻮرﻗﺔ أن اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺎﲏ
20
ﻗﺼﻮًرا ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﻨﻈﲑ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻻﺗﺼﺎﱄ , ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﻌﺾ اﻷﻋﲈل اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ , وأرﺟﻌﺖ أﺳﺒﺎب ذﻟﻚ إﱃ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت واﳌﻨﺎﻫﺞ واﻷدوات اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ , ﱠﻠ وﻗ ﺔ اﳌﺒﺎدرات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ إﺛﺮاء اﳌﺠﺎل اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﳎﺎل ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل. ﱢﻜ وُﺗﻔ ﺮ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﱠﺪ أﻋ ﲥﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻣﻨﻴﺔ ﻋﺒﻴﺪي , " آﻟﻴﺎت ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل " , ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ " اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﺮﻗﻤﻲ " ﰲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﱪ إدﻣﺎج اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﰲ ﺑﺮاﻣﺞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ُﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻹﻋﻼم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﳐﺘﺼﺔ ﲠﺪف اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﺮﻗﻤﻲ إﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﱠﻜ ﻳﺘﻤ ﻦ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ وﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﲈرﺳﺘﻬﺎ وﻣﻘﺎرﺑﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴ © ﺎ. ﱠﻮل وﺗﺘﺤ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ إﱃ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﻨﺼﻮص إﱃ ﺑﻴﺎﻧﺎت , وﲢﻮﻳﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ رﻗﻤﻲ إﱃ ﻧﺼﻮص , ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻬﺎرات اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ واﻟﻔﺮز واﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺛﻢ اﻹﻧﺘﺎج ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺧﲑة . وﻛﻲ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻧﻈﺮﻳ © ﺎ , ﺗﻘﺪم اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ وآﻟﻴﺎت ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺿﺒﻂ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ أن ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻮع. وﲥﺪف ورﻗﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﲇ اﻟﺪﺑﻴﴘ , ﺑﻌﻨﻮان " اﻟﺒﺤﻮث اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ " , إﱃ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﲑ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ , وﺗﺄﺛﲑات ﺿﻌﻒ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ , وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻄﺒﻴﻖ آﻟﻴﺎت ﺣﻮﻛﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت. وﻛﺸﻔﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻮرﻗﺔ أن ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﲑ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﰊ , ﻛﺎن ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ , وأن ﺿﻌﻒ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﳌﻌﺎﻳﲑ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
21
ﰲ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل أدى إﱃ ﺑﺮوز ﻇﻮاﻫﺮ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑات ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﺟﻮدﺗﻪ. وﻻ ﻳﻔﻮت ﻣﺮﻛﺰ اﳉﺰﻳﺮة ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﳍﺬا اﻟﻜﺘﺎب أن ﱢﻮه ﻳﻨ ﺑﺎﳉﻬﺪ اﻟﺒﺤﺜﻲ ﻟﻸﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ واﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﳌﺸﺎرﻛﲔ ﰲ أﻋﲈل اﳌﺆﲤﺮ , وأن ﱠﺪ ﻳﺘﻘ م إﻟﻴﻬﻢ , وﻟﻜﻞ ﻣﻦ أﺳﻬﻢ ﰲ إﺧﺮاج ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وَﺑَﺬل اﳉﻬﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮى اﻟﻨﻮر ﰲ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ , ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ , ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻘﺮاءة واﳌﺮاﺟﻌﺔ , واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ , أو إﺑﺪاء اﻟﺮأي واﳌﻼﺣﻈﺔ. وﻳﺄﻣﻞ اﳌﺮﻛﺰ أن ﱢﻜ ﻳﺸ ﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﳌﻜﺘﺒﺔ ﺑﺤﻮث ودراﺳﺎت اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم.
22
23
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول واﻗﻊ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ
24
اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﳉﻤﻮد ﰲ ﺑﺤﻮث اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ
ﲤﺎر ﻳﻮﺳﻒ
ﻣﻘﺪﻣﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ وﺿﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﳎﺎل اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﰲ دراﺳﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ , ﳚﱪﻧﺎ ﺑﻮﺻﻔﻨﺎ أﺳﺎﺗﺬة وﺑﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم أن ﻧﻌﺮض اﳊﻘﺎﺋﻖ ﻗﺼﺪ ﳏﺎوﻟﺔ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ , ﻻﺳﻴﲈ أﻧﻨﺎ ﰲ ﻋﲔ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ إﻋﻼًﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﻮاﻣﻠﻪ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﲆ أﻓﺮاد ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﱠﺴ ﻣ ﻬﺎ. ﻓﺎﻹﺷﻜﺎل ﻫﻮ ﰲ اﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﻠﻤﻲ ﳍﺬا اﻹﻋﻼم , ﻓﻬﻞ ﻧﺒﻘﻰ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﲡﻮد ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳌﺪارس اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ وﺗﻘﻨﻴﺎت ﺑﺤﺚ وأدوات ﲢﻠﻴﻞ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﲆ ﳐﺮﺟﺎت ﻣﺎ ُدرج ﻋﲆ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ? * , أم ﻧﺤﺎول ﻧﺤﻦ أﻳًﻀﺎ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﺑﲈ أوﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎرف أﺻﻴﻠﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﲈع وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﲆ ﻓﻬﻢ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻫﺬا اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ , ﻓﻨﺤﻦ ﰲ ﺣﲑة ﻣﻦ أﻣﺮﻧﺎ ﺑﲔ اﳉﻤﻮد واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ أو اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ?
* ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم دﻗﻴﻖ ﻟﻺﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎﻩ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﱐ، واﳌﺪوﻧﺎت اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ، وﻓﻴﺴﺒﻮك، وﻳﻮﺗﻴﻮب، وﺗﻮﻳﱰ، واﳍﺎﺗﻒ اﳋﻠﻮي اﻟﺬﻛﻲ، وآي ﺑﻮد .
25
ﻟﻘﺪ أﺿﺤﻰ اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ ﲢﺪًﻳﺎ ﺑﺤﺜﻴ © ﺎ ﻣﻬﲈ © ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ واﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , وﻻ ﻳﻘﻒ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻋﻨﺪ ﺣﺪود ﻓﻬﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮة واﻟﺘﻨﻈﲑ ﳍﺎ ﻓﻘﻂ , وإﻧﲈ ﻳﻤﺘﺪ إﱃ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺠﻴ © ﺎ ﰲ ﺳﻴﺎق اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ -ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﳎﺎل ﻋﻠﻢ اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم- ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷدﺑﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ أم ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﳊﻀﺎري ? ﱢﻜ ﻳﺸ ﻞ ﻫﺬا اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺎش داﺧﻞ اﻷوﺳﺎط اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﺎﻟﻴ © ﺎ , وﻛﺎن ﻫﻜﺬا ﻛﻠﲈ ﻇﻬﺮت وﺳﻴﻠﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ; إذ ﻳﻨﺎدي ﻋﱪﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻌﺮب إﱃ اﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑﺎت واﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻨﻬﺎ ﰲ دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , وﻣﺎ أﺗﺎﺣﻪ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻂ وﺧﺪﻣﺎت ووﺳﺎﺋﻞ ﻋﲆ ﺑﻴﺌﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﳊﻀﺎرﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲤﻴﺰﻫﺎ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻗﺸﺎت ﱂ ﺗﺘﻌﺪ اﻟﻨﺪوات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﳌﻠﺘﻘﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎﺗﻨﺎ وﻣﻌﺎﻫﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﲔ إﱃ آﺧﺮ , أو ﰲ إﻃﺎر أﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ , ﻓﺄﻓﴣ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ إﱃ ﺑﺮوز وﺿﻌﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﲈ ﻣﺴﻮﻏﺎﺗﻪ وﺣﺠﺠﻪ , ﻛﲈ ﺳﻨﺒﲔ ﻻﺣًﻘﺎ. ﻗﺒﻞ ﻋﺮض آراء ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ وﻣﺴﻮﻏﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﲈد اﳌﻨﻬﺠﻲ ﻋﲆ ﻣﺎ ﲤﻠﻴﻪ اﳌﺪارس اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ , أو اﻻﺟﺘﻬﺎد ﰲ ﺗﺄﺻﻴﻞ أﺧﺮى ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ , ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺮﺻﺪ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ وﳐﺎﺑﺮ ﺑﺤﺜﻨﺎ وﻛﻠﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻴﲈ ﳜﺺ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻋﺴﻰ أن ﻧﻔﻬﻢ أﳘﻴﺔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وأﳘﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻌﻬﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ , اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ -ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب- ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ -ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﲣﺺ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ- ﻋﲆ ﻣﺪرﺳﺘﲔ ﻓﻜﺮﻳﺘﲔ أﺳﺎﺳﻴﺘﲔ , ﳘﺎ : اﳌﺪرﺳﺔ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ واﳌﺪرﺳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ , إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻌﺾ اﳌﺪارس اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺮواﻓﺪ. وﻳﻘﻮل
26
اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن : " إن اﳋﻄﺎب ﻋﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﱠﺬ ﻳﺘﻐ ى ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﻀﺠﺘﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﲤﻴﺰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﻳﻮﻇﻒ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ , ﻣﺜﻞ : " اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﺎم " , و " اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪﲏ " , و " اﻟﻔﺠﻮة اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ " , وﻏﲑﻫﺎ ﱠﻠ ﻛﻤﺴ ﲈت وﻟﻴﺲ ﻛﻤﻔﺎﻫﻴﻢ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ " 1 . إﻧﻨﺎ ﻋﲆ وﻋﻲ ﺑﺄن اﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﺗﻨﴩه ﻫﺬه اﳌﺪارس ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷوﺿﺎع اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻛﻨﺎ داﺋًﲈ ﻧﺤﺎول -ﻗﺪر اﳌﺴﺘﻄﺎع- ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻣﻌﺎرف ﻫﺬه اﳌﺪارس ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻇﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , اﻟﺬي ﺻﺎر ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﻌﻰ , ﱂ ﻳﺼﻞ إﱃ درﺟﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم , رﻏﻢ وﺟﻮد أﺻﻮات ﻛﺜﲑة ﺗﻨﺎدي ﺑﴬورة ﻗﻴﺎم ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم. ﻓﺈذا وﺿﻌﻨﺎ ﺟﺎﻧًﺒﺎ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﰲ ﺑﺤﻮﺛﻨﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , ﻓﺈن اﳊﺪﻳﺚ ﳜﺺ ﺑﺎﻟﺬات اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎًرا ﰲ اﻷوﺳﺎط اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ , ﻓﻜﻞ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ وﻣﺎ ﻳﺪور ﰲ ﻓﻠﻜﻪ ﻣﻦ أوﺿﺎع اﺗﺼﺎﻟﻴﺔ , ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ إﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﱢﻤﻴﺔ ﻛ ﻋﲆ اﻟﻨﻤﻂ اﻷﻣﱪﻳﻘﻲ , وإﻣﺎ ﻋﲆ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﻤﻂ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , ﻣﻊ ﻣﻴﻮل ﻛﺒﲑ ﻟﻠﻤﻘﺎرﺑﺎت ﱢﻤﻴﺔ اﻟﻜ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب , ﻷﻧﻨﺎ -ﻛﲈ ﻳﻘﻮل ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ- ﱠﻮدﻧﺎ ﺗﻌ ﻋﲆ ﲡﻨﺐ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﱰﺳﺎﻧﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ , ﻓﻴﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﻨﺖ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﱰﺳﺎﻧﺔ , واﻟﺘﻲ ﱠﻃﺮت أ ﺗﻔﻜﲑﻧﺎ , ﱠﺪ وﺣ دت أﻃﺮ ﻣﺪارﻛﻨﺎ 2 .
1 - ﻧﺼﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﺿﻲ، " اﻟﺮﻫﺎﻧﺎت اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ : ﳓﻮ آﻓﺎق ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ " ، 2 ﻳﻮﻧﻴﻮ / ﺣﺰﻳﺮان 2011 ، أﻧﻔﺎس، ) ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﺧﻮل 1 : ﻣﺎرس / آذار (2022 ، https://bit.ly/3JqQWOy . 2 - اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .
27
1 . اﻋﺘﺒﺎرات ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺢ اﻟﱰاث اﻟﻌﻠﻤﻲ اﳌﻨﻬﺠﻲ )اﳌﺴﺢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ( , اﻟﺬي ﺗﻮﻓﺮه ﻛﻠﻴﺎت اﻹﻋﻼم وأﻗﺴﺎﻣﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه )ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة , ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ , اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ , ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ 3 (.. , واﳌﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ُﺗﺼِﺪرﻫﺎ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺠﻼت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻣﺜﻞ : ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ )ﺳﻮرﻳﺎ( , وﳎﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ )أﳌﺎﻧﻴﺎ( , وﳎﻠﺔ ﺑﺤﻮث اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻣﴫ( , وﳎﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل )اﳉﺰاﺋﺮ(... ﻛﲈ اﻋﺘﻤﺪت أﻳًﻀﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺢ ﳐﺘﻠﻒ ﳐﺮﺟﺎت اﳌﺆﲤﺮات واﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻌﻘﺪت ﺣﻮﻟﻪ , ﻻﺳﻴﲈ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﳉﺖ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﳖﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وآﻟﻴﺎﺗﻪ )ﻣﺆﲤﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ )اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ(...(. ﻓﻘﺪ ﺗﻮاﻓﺮت ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 250 دراﺳﺔ وﺑﺤًﺜﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع , ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ رؤﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻓﻴﲈ ﳜﺺ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﺳﺎﺑًﻘﺎ. واﺳﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﺪراﺳﺔ أﻳًﻀﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ , ﺗﻘﻨﻴﺔ اﳌﻌﺎﻳﻨﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﱢ ﻴ اﻟﻌ ﻨﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ُﺗﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨﺎت ﻏﲑ اﻻﺣﺘﲈﻟﻴﺔ , ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮه ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت , ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ )اﳌﻨﺼﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ , ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ...( ﻣﻦ دراﺳﺎت وﻣﻘﺎﻻت وأﻃﺮوﺣﺎت وﻛﺘﺐ وﻣﻠﺨﺼﺎت اﳌﺆﲤﺮات واﻟﻨﺪوات وأﻳﺎم دراﺳﻴﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ رﺑﻮع اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺘﻐﲑات اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , اﺧﺘﺎر اﻟﺒﺎﺣﺚ أﻫﻢ اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﻃﺮوﺣﺎت ﻟﺘﻜﻮن أﻣﺜﻠﺔ ﻓ ﱠﴪ ﰲ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﳐﺘﻠﻒ اﻵراء واﳌﻮاﻗﻒ واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ
28
اﻷوﺳﺎط اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﲈ ﳜﺺ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﳉﺪاول اﳌﻌﺘﻤﺪة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت , ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻋﻴﻨﺎت ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎ. 2 . وﺿﻊ اﻻﻋﺘﲈد أو اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻳﺮى أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ) Universel ( , وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻋﻠﻢ ﺧﺎص ﺑﺪوﻟﺔ أو ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. ﻓﲈ دام أن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻳﺴﻊ ﻛﻞ اﳌﻌﻤﻮرة ﻓﻘﺪ ﺻﺎر ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺎﺻﻴﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﳍﺎ ﻣﺪﺧﻼت وﳐﺮﺟﺎت واﺣﺪة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﳖﲈ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎن ﰲ اﳌﻔﻬﻮم واﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻫﺪاف. ﻓﻬﻮ -أي اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ- اﻣﺘﺪاد وﺗﻄﻮر ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﺻﺎر ﰲ وﻗﺘﻨﺎ اﳊﺎﱄ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﲑة ﻋﲆ اﻹﻋﻼم اﻹﻟﻜﱰوﲏ 1 . أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ , ﻓﺈن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻣﺎ زال ﳛﺎﻓﻆ ﻋﲆ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎل اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ اﳌﻴﺪان , ﻓﲈ زال اﻟﺴﻠﻮك , واﻻﺳﺘﻌﲈﻻت , واﳊﺎﺟﻴﺎت اﳌﺸﺒﻌﺔ , وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻠﻘﻲ , وﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت اﳌﻌﺮوﺿﺔ... ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﻮاﺿﻴﻊ ﺟﻠًﺒﺎ ﻻﻫﺘﲈم اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ ﳎﺎل اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. وﻋﲆ ﻫﺬا , ﻓﺈن اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ وأداة ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﱪ اﻵراء ﻋﱪ اﻻﺳﺘﲈرة أو اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , ﻻ ﺗﺰال ﺻﺎﳊﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ وﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻃﺒًﻌﺎ ﻣﻊ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻛﻞ ﺑﺤﺚ. وﻳﺮى اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﺮﻧﴘ , دوﻣﻴﻨﻴﻚ ﻓﻮﻟﺘﻮن ) Dominique wolton ( , أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ إدراج اﻟﺘﻨﻈﲑ ﻵﺛﺎر ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺿﻤﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال أن ﺗﻨﻔﺼﻞ اﳌﻴﺪﻳﺎ اﳉﺪﻳﺪة
1 - أﲰﺎء ﻟﻘﻴﻘﻂ، ﺳﻼﻣﻲ اﺳﻌﻴﺪاﱐ، " وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ زﻣﻦ اﳌﻜﺎﺷﻔﺔ : ﻣﻘﺎرﺑﺔ وﺻﻔﻴﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ " ، ﳎﻠﺔ ا}ﺘﻤﻊ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ) ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي، اﳉﺰاﺋﺮ، اﻟﻌﺪد 2 ، ﻳﻮﻧﻴﻮ / ﺣﺰﻳﺮان (2021 ، ص .329
29
ﻋﻦ ﻣﺴﲑة ﺗﻄﻮر ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻧﺴﺎﲏ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﲡﻠﻴﺎﺗﻪ 1 . وﻳﺮى اﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ , ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ رﻳﺎن , ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : " اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ " , أن " اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﻄﻮر ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﺳﻨﻦ اﳊﻴﺎة واﻟﻮاﻗﻊ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻄﻮرﻫﺎ ﻟﺘﻼءم وﺗﻮاﻛﺐ ﳎﺮﻳﺎت اﳊﻴﺎة اﳌﻌﺎﴏة واﻟﴪﻳﻌﺔ واﳉﺪﻳﺪة " 2 . إن اﻟﱰاث اﳌﻌﺮﰲ اﻟﺬي ﱠﻜ ﺷ ﻞ اﳌﻨﺒﻊ اﻷﺳﺎﳼ ﻟﺘﻔﺴﲑ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ وﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﻳﺰال اﳌﺤﺮك اﻷﺳﺎﳼ ﳌﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻋﻤﻠﻬﺎ , ﺳﻮاء ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻓﺮاد أو اﳌﺠﺘﻤﻊ. وﻗﺪ ﲡﲆ ﻫﺬا اﻟﱰاث اﳌﻌﺮﰲ ﰲ ﻣﺪرﺳﺘﲔ أﺳﺎﺳﻴﺘﲔ وﳐﺘﻠﻔﺘﲔ ﱠﻜ ﺷ ﻠﺘﺎ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﳌﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻮرت ﰲ ﺷﺄن ﻋﻠﻢ اﻹﻋﻼم , وﳘﺎ : اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ واﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ. ﻓﺎﻷوﱃ ﺗﺼﺐ ﻓﻴﲈ اﻗﱰﺣﻪ ﻫﺎروﻟﺪ ﻻﺳﻮﻳﻞ ) Harold Lasswell ( ﺣﻮل وﻇﺎﺋﻒ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻲ ﳋﺼﻬﺎ ﰲ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ , ورﺑﻂ أﺟﺰاء اﳌﺠﺘﻤﻊ , وﻧﻘﻞ اﻟﱰاث ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﱃ آﺧﺮ , إﺿﺎﻓﺔ إﱃ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﱰﻓﻴﻪ , واﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﰲ وﻇﺎﺋﻒ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. وﻋﻠﻴﻪ , ﻓﺎﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻜﻞ ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺴﲑ ﻋﻤﻞ اﻹﻋﻼم أو وﻇﻴﻔﺘﻪ , ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻣﱪﻳﻘﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﻘﻴﺎس. ﻋﲆ اﻟﻀﻔﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻻﻋﺘﲈد , ﻧﺠﺪ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺑﻘﻴﺎدة ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻴﻮدور أدورﻧﻮ ) Theodor Adorno ( وﻣﺎﻛﺲ ﻫﻮرﻛﻬﺎﻳﻤﺮ ) Max Horkheimer ( , وﻫﺮﺑﺮت ﻣﺎرﻛﻮس ) Herbert Marcuse ( , ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻮرﻏﻦ ﻫﺎﺑﺮﻣﺎس ) Jürgen Habermas ( وﻣﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ ) Michel Foucault .( وﻗﺪ اﻗﱰﺑﺖ ﻫﺬه اﳌﺪرﺳﺔ ﻣﻦ 1 - Dominique Wolton, Internet et après? Une théorie critique des nouveaux médias (Paris: Flammarion, 1999), 31. 2 - ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ رﻳﺎن، اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ، ) اﻟﻘﺎﻫﺮة، ﻣﺮﻛﺰ اﻷﻫﺮام ﻟﻠﱰﲨﺔ واﻟﻨﺸﺮ، (2012 ، ص 5 .
30
دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺎرﺑﺖ ﲠﺎ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي , أي اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳍﻴﻤﻨﺔ , واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ , وﻋﺪم اﳌﺴﺎواة. ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻋﺘﲈًدا ﻋﲆ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ )اﳌﻨﻬﺞ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﰲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , أو اﳌﻼﺣﻈﺔ , أو اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ( , ﻷﳖﺎ اﻷدوات اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎﲥﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﺆﻻء , وﻣﻨﻪ ﻓﻬﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وﻋﻤﻠﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ. وإﱃ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻃﺮوﺣﺎت , ﻻ ﻳﺰال اﻻﻋﺘﲈد واﺿًﺤﺎ ﻋﲆ اﻷﻃﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ دراﺳﺔ ﻗﺎم ﲠﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﻠﻤﻲ ﳏﺴﺐ ﺳﻨﺔ 2007 1 , وﺑﺎﺳﺘﻌﲈﳍﺎ أداة ﲢﻠﻴﻞ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﲏ )اﻟﺜﺎﻧﻮي( , أن اﻟﺒﺤﻮث اﳌﴫﻳﺔ واﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ. ﻛﲈ أﺷﺎرت دراﺳﺎت أﺧﺮى إﱃ أن اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , وﻓﻴﲈ ﳜﺺ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻣﺎ زال ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت واﻹﺷﺒﺎﻋﺎت ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﱢﴪة ُﻣﻔ ﻟﺪواﻓﻊ اﺳﺘﻌﲈل اﻷﻓﺮاد ﻟﻺﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻛﲈ ﻧﺠﺪ اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ أداة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﲨﻬﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﰲ دراﺳﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ اﻹﻧﱰﻧﺖ وﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ , ﻛﲈ ﻗﺎم اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﺳﺘﻌﲈل ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون اﺳﺘﻨﻄﺎق ﻣﻀﺎﻣﲔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ )اﻧﻈﺮ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت ﰲ اﳉﺪول أﺳﻔﻠﻪ(. ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح أن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻻ ﳛﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﻘﺎرﺑﺎت ﱢﻤﻴﺔ اﻟﻜ أو اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ وﻇﺎﺋﻔﻪ اﳉﺪﻳﺪة وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ , ﻣﻊ ﻣﻨﺎداة اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣﻊ ﳐﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮدﻫﺎ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻓﺎﳋﺮﻳﻄﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ -إن
1 - ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، " اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت واﳌﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﲝﻮث اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ " ، ﳎﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب ﺑﻘﻨﺎ ) ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب، ﻣﺼﺮ، اﻟﻌﺪد 39 ، (2012 ، ص .469
31
ﱠﺢ ﺻ اﻟﺘﻌﺒﲑ- ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻻ ﺗﺰال ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ اﻟﺬي ُﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﺳﺘﻌﲈًﻻ ﰲ ﺑﺤﻮث اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﺳﻮاء ﰲ ﻣﺴﺢ اﳌﻀﺎﻣﲔ أو ﻣﺴﺢ اﳉﻤﻬﻮر )اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ( , أو ﻣﺴﺢ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﱢﺪ ﺣ ذاﲥﺎ. 3 . اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻋﲆ ﻧﻘﻴﺾ اﻟﺮأي اﻟﺴﺎﺑﻖ , ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﲔ , ﻣﺜﻞ : ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺰﻳﻦ اﳊﻴﺪري وﻣﻲ اﻟﻌﺒﺪ اﷲ واﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ وﻏﲑﻫﻢ , أن ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ , واﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﱰﺣﻬﺎ , ﱂ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﳊﺔ ﻧﻈًﺮا ﻻﺧﺘﻼف اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﻋﲆ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى. ﻓﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﱠﻜ ﺗﺘﺸ ﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ اﳌﻌﺎﲏ واﻟﺒﻨﻰ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﲣﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼًﻓﺎ ﺟﺬرﻳ © ﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , ﻓﺎﳉﻤﻬﻮر واﳌﻀﻤﻮن واﻟﺸﻜﻞ... ﻋﻨﺎﴏ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ُﺗﻨﻌﺖ ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺔ. ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ , ذﻛﺮ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ اﳊﻘﻴﻞ أن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻴﺲ ﺗﻄﻮًرا أو اﻣﺘﺪاًدا ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي , وإﻧﲈ ﻫﻮ وﺳﻴﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﳍﺎ ﻇﺮوﻓﻬﺎ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﲥﺎ وﻋﻤﻠﻴﺎﲥﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻛﲈ أن ﻟﻺﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻇﺮوﻓﻪ وﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ أﻳًﻀﺎ , ﺑﻴﻨﲈ اﳋﻄﺄ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﳏﺎوﻟﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﺗﺒﻨﱢﻲ أو ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , وﻫﺬا ﻏﲑ ﳑﻜﻦ ﻷﳖﲈ ﺻﻴﻐﺘﺎن ﳐﺘﻠﻔﺘﺎن. وﺑ ﱠﲔ اﳊﻘﻴﻞ أن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ أﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻛﺜًﲑا ﻣﻦ اﳌﻬﺎم واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﻌﺪم ﻗﺪرة اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﺗﻘﻨﻴ © ﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﲠﺎ , ﻛﲈ أن اﻻﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻫﻮ إﻋﻼم ﺗﻔﺎﻋﻞ اﺟﺘﲈﻋﻲ , وﻋﻼﻗﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻣﻊ ﲨﻬﻮره ﲣﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى , ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ 1 .
1 - " إﻳﺴﻴﺴﻜﻮ ﺗﺘﻮج " اﳊﻘﻴﻞ " ﲜﺎﺋﺰة أﻓﻀﻞ ﺑﺎﺣﺚ ﰲ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ، اﳌﺪﻳﻨﺔ، 23 دﻳﺴﻤﱪ / ﻛﺎﻧﻮن اﻷول 2014 ، ) ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﺧﻮل 23 : ﻓﱪاﻳﺮ / ﺷﺒﺎط (2022 ، .https://bit.ly/3vhvdUb
32
وﻗﺪ أﺷﺎر ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺴﻼم اﻷﻣﲑﻛﻲ , ﻋﺎم ,2010 إﱃ أن اﻷﻃﺮ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﺣﺎﻟﻴ © ﺎ ﺗﺒﺪو ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴﲑ أﺛﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﳉﺪﻳﺪة ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ رﻏﻢ أﳖﺎ ﺗﺒﺪو واﺿﺤﺔ 1 , ذﻟﻚ ﻷﳖﺎ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﻨﺸﺄة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ , وﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى , ﺣﺘﻰ ﺻﺎر ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ; إذ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮم اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﱪاﻣﺞ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﳜﻠﻘﻬﺎ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﻮن , واﻟﺘﻲ ُﲢِﺪث ﺗﺄﺛﲑات ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أﻳًﻀﺎ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ودراﺳﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺮب. ﳍﺬا ﺗﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ إﺷﻜﺎﻻت ﻧﻈﺮﻳﺔ وأﺧﺮى ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﺳﺘﻠﺰﻣﺖ ﻣﻨﻬﻢ إﳚﺎد ﺑﺪاﺋﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﳍﺎ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺑﻨﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ , وﻛﺬا ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ 2 . وﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ , ﻳﺮى دﻳﻨﻴﺲ ﻣﺎﻛﻮﻳﻞ ) Denis McQuail ( أن ﺛﻤﺔ ﺗﻄﻮرات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺘﻨﻈﲑ , ﱠﺪ ُﺗَﻘ م ﻓﻴﻬﺎ أﻓﻜﺎر أﻛﺜﺮ ﻋﻤًﻘﺎ ﻟﻔﻬﻤﻪ , ﻷن اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﳊﺎﻟﻴﺔ اﳌﺘﻤﺤﻮرة ﺣﻮل اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ 3 . وﻗﺪ ﻗﺎدت ﻫﺬه اﻟﺘﻐﲑات إﱃ ﻇﻬﻮر دﻋﻮات ﻋﺪﻳﺪة ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي , وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﲈذج وﻣﻨﺎﻫﺞ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﳌﺴﺘﺠﺪة اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻣﻊ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ " اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ " اﻟﺘﻲ أوﻻﻫﺎ ﻫﺆﻻء اﳋﱪاء اﻫﺘﲈًﻣﺎ ﻛﺒًﲑا ﱠ ﺜ ﲤﻞ ﰲ ﳏﺎوﻟﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎس " اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ " ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , وﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻛﺎري ﻫﻴﱰ ) Carrie Heeter ( ) 1989 ( , وﺷﻴﺰاف رﻓﺎﻳﲇ 1 - Sean Aday et al., “Faire avancer la recherche sur les nouveaux médias,” United States Institute of Peace, September 14, 2010, “accessed December 10, 2021”. https://bit.ly/3JqRTGC. 2 - ﲪﻴﺪة ﺧﺎﻣﺖ، ﻛﻤﺎل رزوق، " اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ دراﺳﺔ وﺳﺎﺋﻂ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﺪﻳﺪة : ﳏﺎوﻟﺔ ﲝﺚ ﰲ اﻹﺷﻜﺎﻻت واﻗﱰاح ﻟﻠﺒﺪاﺋﻞ " ، ا}ﻠﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼم واﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ) ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻏﻮاط، اﳉﺰاﺋﺮ، اﻟﻌﺪد 2 ، (2020 ، ص .34 3 - Denis McQuail, McQuail’s Mass Communication Theory (Sage Publications, 2010), 467.
33
) Sheizaf Rafaeli ( وﻓﺎي ﺳﻮدوﻳﻜﺲ ) Fay Sudweeks ( ) 1997 ( , وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ اﳊﻘﻴﻞ ) 2011 .( وﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﱰاث اﻟﻨﻈﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻏﲑ واﺿﺤﺔ اﳌﻌﺎﱂ , ﻓﺈﳖﺎ ﺗﺒﺪو واﻗًﻌﺎ ﻣﻠﻤﻮًﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻬﻮدات ﺗﻨﻈﲑ ﺟﺪﻳﺪة ﺳﻌﻰ أﺻﺤﺎﲠﺎ ﻹﳚﺎد ﻣﻨﻄﻖ ﻧﻈﺮي وﻣﻨﻬﺠﻲ آﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ووﻇﺎﺋﻔﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ; ﻓﺄﻧﺘﺠﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﺠﻬﻮدات اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت , ﻣﺜﻞ : ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺔ ) Network Theory ( , وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ) Actor – Network Theory ( , وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﻟﻌﺎب ﻋﲆ اﻟﺸﺒﻜﺔ ) Gaming or Ludology Theory ( , وﻏﲑﻫﺎ ﻛﺜﲑ. وﻳﻘﻮد ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ إﱃ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺐ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲠﺎ ﰲ دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﺈﱃ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ﻛﺜﲑة ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان )اﻧﻈﺮ اﳉﺪول رﻗﻢ 1 ( ﺑﺎﳌﻨﺎﻫﺞ واﻷدوات واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﰲ دراﺳﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﳌﻘﺎرﺑﺔ ودراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻟﻜﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ داﺋًﲈ ﳏ ﱠﻞ ﺷﻚ ﻣﻊ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﳑﺎﺛﻞ ﻋﲆ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وﺗﻔﺴﲑ ﳐﺘﻠﻒ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ , اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺘﻌﻘﻴﺪ , ﻋﻼوة ﻋﲆ اﻷوﺿﺎع اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻌﲈل اﻟﻔﺮد ﺗﻘﻨﻴﺎﲥﺎ , وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻘﺪرة اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﲆ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻤﺴﺘﻌﻤﲇ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ وﻣﺴﺘﻮاﻫﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺟﻨﺴﻬﻢ وﳐﺘﻠﻒ ﺗﴫﻓﺎﲥﻢ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻪ. ﻓﻔﻲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن ﻫﺬه اﳌﺴﺎﺋﻞ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﲣﻀﻊ إﱃ ﺗﻘﻨﻴﺎت إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ )اﻟﻌﻴﻨﺔ اﻟﻘﺼﺪﻳﺔ ﻣﺜًﻼ( وﻣﻌﺎدﻻت رﻳﺎﺿﻴﺔ ﻗﺪ ُﺗﻈِﻬﺮ اﻟﻜﺜﲑ ﻋﻦ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ , ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻋﻨﻬﻢ إﻻ ﻣﺎ ت ُ ﻇِﻬﺮه ﺗﻠﻚ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت واﻷرﻗﺎم.
34
وﰲ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﺈن اﻻﻋﺘﲈد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ زال ﺣﺎًﴐا ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ , ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻷﻃﺮوﺣﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ َﺗﺴﺘﺨﺪم ﳊﺪ اﻵن , ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ , اﻷدوات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي. 4 . ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ رﻏﻢ اﻟﱰاث اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﰲ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﳐﺘﻠﻔﺔ , إﻻ أﻧﻪ ﱂ ﱢﻜ ﻳﺸ ﻞ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﱪوز ﻧﻈﺮﻳﺔ أو أﻧﻈﻤﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻓﻼ ﻧﻜﺎد ﻧﺠﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ُﺗﻄﺮح ﺑﺪﻳًﻼ ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﲈ ﳜﺺ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎل , ﻓﺠ ﱡﻞ اﻟﱰاث اﻟﻨﻈﺮي واﳌﻨﻬﺠﻲ اﳌﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﲠﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻋﻼم ﻋﻨﺪﻧﺎ , ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ وﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ُأﻧﺘﺠﺖ ﻫﻨﺎك , أي ﰲ ﻧﻄﺎق اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ُأﺳﺴﺖ ﻋﲆ إﺛﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﳌﺨﺘﻠﻒ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﴬورة اﻋﺘﲈد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﱰﺣﻪ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ وﺗﻘﻨﻴﺎت ﰲ دراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻛﲈ رأﻳﻨﺎ ذﻟﻚ ﺳﺎﺑًﻘﺎ , ﺣﺘﻰ إﳖﺎ ﱂ ﲣﺮج ﻋﻦ ازدواﺟﻴﺔ اﻟﻄﺮح ﺑﲔ اﻟﺒﺤﻮث ﱢﻤﻴﺔ اﻟﻜ واﻟﺒﺤﻮث اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ : اﻷوﱃ : ﻧﺠﺪ ﲢﺖ ﻣﻈﻠﺘﻬﺎ اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاﻋﻪ , ﻣﺜﻞ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن , واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﳌﻨﻬﺞ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﰲ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل. ﻟﻘﺪ ﺳﺎر اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺴﺎر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻘﻮًدا ﻃﻮﻳﻠﺔ , أي ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮر اﳊﺮﻛﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ , واﻣﺘﺪت ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﳊﺎﱄ ; إذ ﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ دراﺳﺔ اﳌﻴﺪﻳﺎ
35
اﳉﺪﻳﺪة وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ , وﺣﺘﻰ وإن ﻛﺎن ﺑﻌﻀﻬﺎ راﺋًﺪا ﰲ ﳏﺎوﻟﺘﻪ ﺗﻔﺴﲑ ﻋﻤﻞ اﳌﻴﺪﻳﺎ اﳉﺪﻳﺪة وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻷﻓﺮاد ﻣﻌﻬﺎ , وآﺛﺎرﻫﺎ ﻋﲆ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﲥﻢ وﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ , ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻻ ﺗﺸﲑ وﻻ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﳊﻀﺎرﻳﺔ. وﰲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه , ﻳﻘﻮل اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﲨﺎل زرن : " وﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ اﻟﻔﺮق اﻟﺘﺎرﳜﻲ ﺑﲔ اﻟﻐﺮب واﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﱃ اﻹﻓﺼﺎح أﻧﻪ ﻻ وﺟﻮد ﻹﻋﻼم ﻛﻮﲏ ﺟﺪﻳﺪ أو إﻧﺴﺎﲏ ﺑﻞ إن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﳍﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ أو ذاك ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﲢﺪد ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ " 1 . ﺟﺪول ) 1 ( : ﱢ ﻴ ﻋ ﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت اﻷدوات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ " اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ " ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ
ﺳﻨﺔ إﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺔ
اﻷداة اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ
ﻧﻮع اﻟﺪراﺳﺔ
ﻋﻨﻮان اﻟﺪراﺳﺔ
ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
اﳉﺎﻣﻌﺔ/ اﳌﺆﺳﺴﺔ
اﺳﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ
اﳌﻨﻬﺞ
اﻟﺒﻠﺪ
ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن + اﻻﺳﺘﺒﻴﺎن + اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ
دور اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت وﺳﺎﺋﻞ
اﳌﺴﺢ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ
أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
ﻛﻤﻴﺔ
اﳉﺰاﺋﺮ 2020
أﲪﺪ ﺑﻮدادة
ﻋﺎدل ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﻣﺼﻄﺎف , زﻳﻨﺔ ﺳﻌﺪ ﻧﻮﳾ
اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ
اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
اﳌﺴﺢ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد
ﻛﻤﻴﺔ
اﻟﻌﺮاق 2018
وﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﻤﻴﺔ
1 - ﲨﺎل زرن، " اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ واﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﰊ : أي ﻋﻼﻗﺔ؟ " ا}ﻠﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ، اﳉﺰاﺋﺮ، اﻟﻌﺪد 19 ، (2014 ، ص .146
36
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮاﻗﻲ
آﻟﻴﺎت ﻗﺮاءة اﻟﺼﻮرة اﻹﺷﻬﺎرﻳﺔ ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ
اﳌﺮﻛﺰ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﳊﺎج ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﻋﲔ ﲤﻮﺷﻨﺖ
اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ
اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﻛﻴﻔﻴﺔ
اﳉﺰاﺋﺮ 2018
أﻣﻴﻨﺔ ﺑﺼﺎﻓﺔ
ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ
اﲡﺎﻫﺎت اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻨﻈﲑ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪة : دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻟﻌﻠﻤﻲ اﳌﻨﺸﻮر ﰲ دورﻳﺎت ﳏﻜﻤﺔ أزﻣﺔ , ﳖﺎﻳﺔ , ﻓﻮﴇ أو " ﻧﺸﺄة ﻣﺴﺘﺄﻧﻔﺔ " : ﳏﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ
اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﲏ
ﺑﺤﺚ ﻣﻨﺸﻮر
ﺣﺴﻨﻲ ﳏﻤﺪ ﻧﺎﴏ
ﻛﻴﻔﻴﺔ
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ 2015
أﻟﻴﻜﺴﺎ " +
ﳏﺮك " اﳌﻼﺣﻈﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻛﻤﻴﺔ + ﻛﻴﻔﻴﺔ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ
ﻧﴫ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎﴈ
اﳉﺰاﺋﺮ 2015
اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ وﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ
37
ﺗﺄﺛﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﰲ اﻟﻘﻴﻢ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﳍﺎدي ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ
اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
اﳌﺴﺢ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ
اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻟﺪى ﻃﻠﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷردﻧﻴﺔ : دراﺳﺔ اﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﻴﺔ
ﻛﻤﻴﺔ
اﻷردن 2014
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ
اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﻴﻢ ﻟﺪى ﻃﻼب اﳉﺎﻣﻌﺔ : ﺗﻮﻳﱰ ﻧﻤﻮذًﺟﺎ دور اﻹﻋﻼم ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺮﻗﻤﻲ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻴﻢ اﻷﴎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ : دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎت اﳌﺤﺎدﺛﺔ واﻟﺪردﺷﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ
ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﲇ
اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
ﺑﺤﺚ ﻣﻨﺸﻮر
ﻛﻤﻴﺔ
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ 2014
اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻄﻴﺎر
ﳏﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ
اﳌﻼﺣﻈﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﳌﺴﺢ اﻟﺘﺤﻠﻴﲇ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ
ﻛﻴﻔﻴﺔ
2011
ﺳﻮرﻳﺎ
اﳌﻼﺣﻈﺔ + اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
اﻟﻮﺻﻔﻲ اﳌﺴﺤﻲ
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻌﺰﻳﺰ
ﻛﻤﻴﺔ
اﳉﺰاﺋﺮ 2008
38
ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ واﻹﺳﻼم : دراﺳﺔ وﺻﺤﻴﻔﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﳋﺪﻣﺔ اﻹﺳﻼم
ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺳﻠﻴﲈن ﻗﻴﺰان
اﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ
اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ
أم درﻣﺎن
ﻛﻤﻴﺔ
اﻟﺴﻮدان 2008 دﻛﺘﻮراه
ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻌﻠﻢ ﻻ وﻃﻦ ﻟﻪ , وﺻﺤﻴﺢ أﻳًﻀﺎ أن اﳌﻘﺎرﺑﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻄﺮح إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ واﻗﻌﻬﺎ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ , ﺧﺎﺻﺔ ﺑﲔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣﲑﻛﻲ ﻣﻨﺒﻊ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎرﺑﺎت وﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ , واﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ , ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻄﺎع اﻷوروﺑﻴﻮن ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت وﻣﻘﺎرﺑﺎﲥﺎ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ واﳊﻀﺎري ﻓﻴﲈ ﳜﺺ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , وﻣﻨﻪ إﻧﺘﺎج ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة وﻣﻨﺎﻫﺞ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ دراﺳﺎت أوروﺑﻴﺔ ﳏﻀﺔ 1 , اﻟﴚء اﻟﺬي ﱂ ﻧﻘﻢ ﺑﻪ ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮب ; ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﳊﺮﰲ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻐﲑاﺗﻪ , وﺣﺘﻰ ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻐﺮﺑﻴﲔ , ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻨﺎدي ﺑﴬورة اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻌﲈل اﳌﻘﺎرﺑﺎت واﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﴬورﻳﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. ﻓﻬﺬا
1 - Emmanuel Ufuophu - Biri, Nkemdilim Patrick Ijeh, “Television and Digital Resources of Communication and Entertainment as Correlates of Perceived Decline in Folktale Practice in Delta State, Nigeria,” researchgate.net, (May 2021), “accessed March 2, 2022”. https://bit.ly/3uDu5uT.
39
اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺟﻴﻔﺮاي ﺑﺎردزﻳﻞ ) Jeffrey Bardzell ( , ﻳﺸﲑ إﱃ ﴐورة اﺧﺘﺒﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻨﻲ وأدواﺗﻪ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﰲ , ﻣﻮﺿًﺤﺎ أن اﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺼﻮرة ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﻄﻠﻘﺔ , ﺑﻌﻴًﺪا ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺘﺎرﳜﻲ واﻟﺴﻴﺎﳼ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﺪﻳﻨﻲ , ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪم ﻓﻬﻢ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت وﺣﺪود اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳉﺪﻳﺪة 1 . إن اﻹﺷﻜﺎل ﰲ ﻫﺬه اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﳛﻤﻞ ُﺑْﻌﺪﻳﻦ ﻟﺪى اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺮب ﰲ ﻣﻴﺪان اﻻﺗﺼﺎل واﻹﻋﻼم , ﻫﻨﺎك ُﺑْﻌﺪ ﻳﺘﺠﲆ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي واﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻷدوات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺼﺎﳊﺔ ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ , ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺄل اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻷدوات اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﻋﲆ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺪراﺳﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ. و " ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻛﱪى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺪى ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت واﳌﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﻨﲈذج اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﰲ ﻇﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﳌﺴﺘﻘﺎة أﺳﺎًﺳﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﺟﺘﲈﻋﻴﺔ أﺧﺮى واﻟﺘﻲ ﺟﺮى اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ " 2 , ﺛﻢ ﱂ ﻳﺴﺄل اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﻳًﻀﺎ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺤﺪاث وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﺘﻮاﻓﻖ وﳑﻴﺰات اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة إﻻ ﻣﺎ ﻧﺪر )اﻧﻈﺮ اﳉﺪول رﻗﻢ 2 ( , وﻛﺄﻧﻨﺎ ﰲ اﻧﺘﻈﺎر ﻣﺎ ﲡﻮد ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﳌﺪراس اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﺟﺪﻳﺪة ﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ.
1 - اﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل : أﺻﻮل اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ، واﳌﺪرﺳﺔ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﱵ أﺳﺲ ﻣﻌﺎرﻓﻬﺎ روﻻن ﺑﺎرث، وﻣﺪرﺳﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن، واﻟﻨﺼﻮص اﳌﻨﻄﻮﻗﺔ . 2 - ﺳﻮﺳﻦ ﻟﻮﻧﺎﻧﺴﺔ، ﻟﻴﻠﻰ ﺑﻦ ﻟﻄﺮش، " اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺒﺤﻮث اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ : ﻗﺮاءة ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ " ، ﳎﻠﺔ اﳌﻌﻴﺎر ) ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﲑ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ، اﳉﺰاﺋﺮ، اﻟﻌﺪد 47 ، (2019 ، ص .224
40
ﺟﺪول ) 2 ( : ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ آﻟﻴﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ " ﺟﺪﻳﺪة " ﰲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ اﺳﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﳉﺎﻣﻌﺔ/ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺒﻠﺪ ﺳﻨﺔ إﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻨﻮان اﻟﺪراﺳﺔ ﻧﻮع اﻟﺪراﺳﺔ اﳌﻨﻬﺞ اﻷداة اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ : اﳌﻨﻬﺞ اﳌﻬﻤﺶ ﰲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﻴﺪﻳﺎ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ : اﳌﺼﺎﻧﻊ اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﲡﺪﻳﺪ اﻹﻋﻼم : ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎس ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ
ﺑﺤﺚ ﻣﻨﺸﻮر
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ 2018
ﳎﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل/ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻠﻚ ﺳﻌﻮد
ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ
ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ
ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺰﻳﻦ اﳊﻴﺪري
دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﻣﺮﻛﺰ اﳉﺰﻳﺮة ﻟﻠﺪراﺳﺎت
ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ
2017
ﻗﻄﺮ
اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل
اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
اﻟﺼﺎدق اﳊﲈﻣﻲ
ﻧﻈﺮﻳﺔ
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ 2009
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﻮادي
ﺣﻠﻤﻲ ﳏﻤﻮد ﳏﻤﺪ
ﺧﺮﻳﻄﺔ اﳌﻮﻗﻊ + ﻣﻘﻴﺎس ﻛﺎري ﻫﻴﱰ
اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ
وﺻﻔﻴﺔ ﻛﻤﻴﺔ
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
2008
ﻣﴫ
41
اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ اﳌﻮاﻗﻊ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ :
ﻧﺠﻮى ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻓﻬﻤﻲ
اﳌﺠﻠﺔ اﳌﴫﻳﺔ ﻟﺒﺤﻮث اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم/ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة
دراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﻘﺎرﺑﺔ
2001
ﻣﴫ
اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ
دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ
وﺑﲈ أن اﻹﻋﻼم ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ , ﻓﺈن دراﺳﺔ أﺣﺪﳘﺎ ﺗﻘﺘﴤ دراﺳﺔ اﻵﺧﺮ ﲠﺪف ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻬﻢ أﻋﻤﻖ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ , ﻷن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﺮى ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣﲑﻛﻲ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , ﻗﺪ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﰊ ﻣﺎ دام اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻫﻮ اﻟﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺮد وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ وﺗﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ واﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ , اﻟﴚء اﻟﺬي ﻻ ﻧﺠﺪه ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ. ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺪﻧﺎ ﻋﲆ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ 1 : اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺘﺎرﳜﻲ , واﳌﻨﻬﺞ اﳌﻘﺎرن , واﳌﻨﻬﺞ اﳌﺴﺤﻲ , ودراﺳﺔ اﳊﺎﻟﺔ , وﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻨﻈﻢ , وﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﲇ , واﳌﻼﺣﻈﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ , واﳌﻘﺎﺑﻠﺔ , وﺗﻘﻨﻴﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن , واﻻﺳﺘﲈرة اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﻴﺔ , واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻋﲆ ﳖﺞ روﻻن ﺑﺎرث ) Roland Barthes ( ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص , واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻜﻴﻔﻲ ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﺤﺎوﻻت اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ , وﺑﺪرﺟﺔ أﻗﻞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻼﻏﻲ ) Rhetorical Analysis ( , وﲢﻠﻴﻞ اﳋﻄﺎب , واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪﻻﱄ , وﲢﻠﻴﻞ اﻟﱰاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻛﻴﻔﻴ © ﺎ , وﲢﻠﻴﻞ 1 - اﻧﻈﺮ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﱵ أﻋﺪﻫﺎ ﺣﻠﻤﻲ ﳏﻤﻮد ﳏﻤﺪ أﲪﺪ ﳏﺴﺐ ﺣﻮل اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﱰﻧﺖ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﲟﺴﺢ اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻷدوات اُﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ا}ﻼت اﳌﺼﺮﻳﺔ وﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎ}ﻼت اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ . ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻮﺿﻊ اﳌﻨﻬﺠﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ . ﺣﻠﻤﻲ ﳏﻤﻮد ﳏﺴﺐ، " اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﱰﻧﺖ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ا}ﻼت اﳌﺼﺮﻳﺔ واﻷﻣﲑﻛﻴﺔ " ، اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻐﺰة، iugaza.edu.ps ، ) ب . ت ( ، ) ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﺧﻮل 2 : ﻣﺎرس / آذار (2022 ، .https://bit.ly/35sVQMC
42
اﳌﺤﺎدﺛﺎت اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ , واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻨﻴﻮي ﻟﻠﺸﺒﻜﺎت... ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﱃ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﱰاث اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ , ﺑﻞ ﻫﻲ ﻧﺎﲡﺔ ﻋ ﱠﲈ ﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﲆ ﺷﺎﻛﻠﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ , واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ , واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻷﻣﱪﻳﻘﻴﺔ , واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ وﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت واﻹﺷﺒﺎﻋﺎت وﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﻮﻟﺐ اﻟﺼﻤﺖ وأﺧﺮى ﻛﺜﲑة. ﺗﻨﻄﻠﻖ اﳌﻨﺎﻫﺞ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﺮاﻓﻘﺔ ﳍﺎ ﻣﻦ ﱠﻠ ﻣﺴ ﲈت ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﻤﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ; ﳑﺎ ﻳﻌﻴﻖ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻈﺎﻫﺮه اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻌﲈل وﻋﺪد اﳌﺸﺎﻫﺪﻳﻦ )اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ( واﻟﺮواد.. أو ﻋﲆ أﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻟﺘﻘﻨﻲ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اُﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻴﻪ. إن اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻋﺎﳌﺔ اﻻﺟﺘﲈع ﺷﲑي ﺗﻮرﻛﻞ ) Turkle Sherry ( 1 , ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ أﻣﲑﻛﺎ , ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل , ﺣﻮل اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﲠﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ , وﺗﺄﺛﲑ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ , اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﺑﻼت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺌﺎت اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﻷﻋﲈر , وﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﲥﻢ ﻟﻠﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺬﻛﻴﺔ واﻷﺟﻬﺰة اﻟﻠﻮﺣﻴﺔ وﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ )اﻷﻓﺎﺗﺎر( واﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت. وﻛﺎن اﻟﺒﺤﺚ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﱠﻠ ﻣﺴ ﲈت اﻛﺘﺴﺎب وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﳊﺪﻳﺜﺔ واﺳﺘﻌﲈﳍﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻛﻞ ﻣﻮاﻃﻦ أﻣﲑﻛﻲ ; إذ ﺗﻘﻮل : " إﻧﻚ ﻋﲆ اﻷرﺟﺢ ﲤﺘﻠﻚ ﻫﺎﺗًﻔﺎ ذﻛﻴ © ﺎ , وﺣﺴﺎﺑﺎت ﻋﲆ ﻣﻮاﻗﻊ ﺗﻮﻳﱰ وإﻧﺴﺘﻐﺮام وﻓﻴﺴﺒﻮك " . وﻫﻜﺬا ﱠﻜ ﺷ ﻠﺖ ﻫﺬه اﳋﻠﻔﻴﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﺗﺼﻮرات وآراء ﱢ ﻴ اﻟﻌ ﻨﺔ اﳌﺪروﺳﺔ , وﲠﺬه اﳋﻠﻔﻴﺔ أﻳًﻀﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻛﻞ
1 - Sherry Turkle, Alone Together: Why We Expect More from Technology and Less from Each Other (Basic Books, 2012)
43
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ , ﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﱠﻠ اﳌﺴ ﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻨﻄﺎق وﺗﻠﻚ اﳌﻜﺎﻧﺔ ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ , ﻓﺈن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﰊ. وﻟﻌﻞ ﻧﻈﺮة ﺧﺎﻃﻔﺔ ﳍﺬه ﱠﻠ اﳌﺴ ﲈت وواﻗﻌﻬﺎ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻗﺪ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ اﳊﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ** : - اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻹﻟﻜﱰوﲏ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ , ﰲ ﺣﲔ ﻣﺎ زال ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺘﺄرﺟﺢ ﺑﲔ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﲈﻟﻴﺎت اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ إن ﱠﺢ ﺻ اﻟﺘﻌﺒﲑ , وﻛﻮﻧﻪ ﴐورة اﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ , ﻋﻼوة ﻋﲆ أن دﺧﻮل ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ إﱃ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻌﻴًﺪا ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺗﻄﻮر اﻟﺒﻨﻰ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﰊ ﻋﺎﻣﺔ ; اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺼﺒﻎ واﻗﻊ اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻀﺒﺎﺑﻴﺔ ﳌﻜﺎﻧﺘﻪ ﰲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ اﻟﻌﺮﰊ. - إذا ﻛﺎن اﻹﻋﻼم اﳉﺪﻳﺪ ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻐﺮﰊ ﻣﺼﺪًرا أﺳﺎﺳﻴ © ﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ , ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ; إذ إﻧﻪ ﻻ ﱢﻜ ﻳﺸ ﻞ ﻣﺼﺪًرا رﺋﻴﺴﻴ © ﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﺪى اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ )اﻟﻘﻴﻞ واﻟﻘﺎل , اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﰲ اﻟﻔﻀﺎءات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ , اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت...(. ﻻ ﻧﻘﻮل ﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻨﻘﺪ أو اﻻﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ , ﻷن ﻟﻜﻞ أﻣﺔ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ واﳊﻀﺎري ** ﻳﺸﲑ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻻﲢﺎد اﻟﺪوﱄ ﻟﻼﺗﺼﺎﻻت، ﻋﺎم 2015 ، إﱃ أن ﻋﺪد أﺟﻬﺰة اﳍﺎﺗﻒ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺻﻞ إﱃ 35 ﻣﻠﻴﻮًﻧﺎ، وﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﺿﻌﻴﻒ إذا ﻣﺎ ﻗﻮرن ﺑﻌﺪدﻩ ﰲ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ، وﺣﱴ اﳍﻮاﺗﻒ اﻟﻨﻘﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﺷﻬﺪت ﺗﻄﻮًرا ﻛﺒًﲑا ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺈ ¨ ﺎ ﻏﲑ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻧﻄﺎﻗﻬﺎ اﳉﻐﺮاﰲ . أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻗﺘﻨﺎء اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﺟﻬﺰة اﳊﺎﺳﻮب، واﻟﺬي ُﻳﻌﺪ أداة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻹﻧﱰﻧﺖ، ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن وذﻟﻚ إﻣﺎ ﻻرﺗﻔﺎع ﲦﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎت اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﻔﻘﲑة، أو ﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺑﻌﺾ ﻓﺌﺎت ا}ﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﰊ . وﰲ ﻣﺆﺷﺮ دال ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻹﻋﻼم اﻟﺮﻗﻤﻲ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺈن ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة، ﺗﺒﻘﻰ ﻏﲑ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺟﺪ ° ا ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮاﻓﺮ أﺣﺪث اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ اﳉﻮدة، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﺪى اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت، ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺼﻨﱢﻌﺔ وﻻ ﻣﺼﱢﺪرة ﳍﺎ . اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت ﰲ : ﻋﻤﺎد ﺑﻦ ﳛﲕ، " ﺗﻘﺮﻳﺮ : ﻣﺸﻬﺪ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎﻻت وﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻌﺮﰊ، ﻋﺎﱂ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ " ، 22 دﻳﺴﻤﱪ / ﻛﺎﻧﻮن اﻷول 2012 ، ) ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﺧﻮل 2 : ﻣﺎرس / آذار (2022 ، .https://bit.ly/35WQ1HM
44
Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200Made with FlippingBook Online newsletter