اﳊﻴﺎة ﻛﺎﻓﺔ , وﻇﻬﻮر ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻵﲏ واﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ , ﱂ ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﺗﺮﻛﺰ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﲆ دراﺳﺔ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﲔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲨﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت أوﻟﻴﺔ ﺑﺄدوات ﺑﺤﺜﻴﺔ , ﻣﺜﻞ اﻻﺳﺘﺒﺎﻧﺔ واﳌﻘﺎﺑﻠﺔ وﻏﲑﳘﺎ. وﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻇﻬﺮت أﺷﻜﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ُأﻃِﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ " اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ " اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﻣﺎم ﱟﺪ ﲢ ﱂ ﻳﻌﻬﺪوه. ورﻏﻢ أﳘﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻓﺈن اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﻔﺴﲑ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ , اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ إﳚﺎد ﻃﺮق وأدوات ﺟﺪﻳﺪة , أو ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷدوات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ُﺗﻨِﺸﺌﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻊ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﻛﺜًﲑا ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻮز اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﳎﺮد ﺣﻠﻢ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ , ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ وﻧﺸﺎﻃﺎﲥﻢ , وأﻓﻜﺎرﻫﻢ , وﺗﻮﺟﻬﺎﲥﻢ , وﻣﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺮاج أﻧﲈط ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﲥﻢ , وﺗﻔﻜﲑﻫﻢ , ﺑﲈ ﻳﻌﲔ ﻋﲆ دراﺳﺔ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت وﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺣﺪاث وﻇﻮاﻫﺮ اﺟﺘﲈﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ , وﻏﲑ ذﻟﻚ اﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻴﺪ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﻏﲑﻫﺎ. ﻟﻘﺪ ﱠﺪ ﻗ م ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺮًﺻﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻷﳘﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﲥﺎ وﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ وﳎﺎﻻﲥﺎ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ , ﺧﺼﻮًﺻﺎ اﳌﺠﺎﻻت اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺞ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﲔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺒﺎدرات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ , أﺳﻬﻤﺖ ﰲ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻠﻮم , وﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﳉﻬﻮد اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺑﲔ ﻋﻠﲈء اﻻﺟﺘﲈع وﻋﻠﲈء اﳊﺎﺳﺐ اﻹﻟﻜﱰوﲏ وﺑﺮﳎﻴﺎﺗﻪ , اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﲆ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ودﺧﻮﳍﺎ ﳎﺎل اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ , وﻣﺎ راﻓﻖ ذﻟﻚ ﻣﻦ إﺑﺪاع ﺑﺮاﻣﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﺨﺼﺼﲔ ﰲ ﻋﻠﻮم اﳊﺎﺳﺐ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ.
163
Made with FlippingBook Online newsletter