مناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال المشكلات النظرية والتط…

ﰲ ﻃﺒﻌﻪ , ﻓﺈذا ﺻﺤﺖ ﻣﻘﻮﻟﺔ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺪﲏ ﺑﻄﺒﻌﻪ , ﻓﻬﻮ ﺷﺒﻜﻲ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻛﺬﻟﻚ. وﻫﺬه اﳌﻴﺰة اﻟﺒﴩﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺒﻴﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻨﻰ وﻫﻴﺎﻛﻞ ﻇﺎﻫﺮة وﺧﻔﻴﺔ ; ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎر اﻫﺘﲈم اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﲈء واﳌﺨﺘﺼﲔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرب ﻋﻠﻤﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ , ﻓﻬﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ , ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺎًﺳﺎ ﻟﻈﻬﻮر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﲈع ﻻﺣًﻘﺎ. وﻫﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ اﻟﺬي اﻫﺘﻢ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ) sociometrics ( , واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻤﺖ ﺑﺪراﺳﺔ ﺷﺒﻜﺎت ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻤﺖ ﺑﺪراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮم ) Graph Theory .( وﻗﺪ ﻃﻮر ﻋﻠﲈء اﻻﺟﺘﲈع ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ودرﺳﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮرﻳﻦ : اﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻴ © ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﻈﻮر اﻟﺸﻜﲇ , ﻣﻌﺘﱪﻳﻦ أن ﻟﻠﺸﺒﻜﺎت ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ وﻫﺎدﻓﲔ إﱃ دراﺳﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﱡﻜ َﺗﺸ ﻠﻬﺎ , واﺳﺘﻘﺮاﺋﻴ © ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﻈﻮر اﻟﻌﻼﺋﻘﻲ , ﻣﻌﺘﱪﻳﻦ أن اﻟﺸﺒﻜﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﳎﻤﻮع ﻣﺎ ﱠﻜ ﻳﺘﺸ ﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت وﻣﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﳏﺘﻮى. وﻣﻊ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ , وﰲ ﻋﴫ ﺷﻴﻮع ﻓﻠﺴﻔﺎت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﳊﺪاﺛﺔ واﳊﺪاﺛﺔ اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ , وﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﳊﻘﻴﻘﺔ , ﻇﻬﺮت اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻛﻮاﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ اﻋﺘﱪ ﻓﺘًﺤﺎ ﺟﺪﻳًﺪا ﻳﺒﴩ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﰲ اﳌﺠﺎﻻت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. وﻗﺪ ﲤﻜﻦ ﺗﻌﺎون ﻋﻠﲈء اﻻﺟﺘﲈع ﻣﻊ ﻣﻄﻮري وﻣﻬﻨﺪﳼ اﳊﺎﺳﺐ اﻵﱄ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ أدوات ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﳉﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ )اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ(. ﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻳﻌﺘﻤﺪون ﰲ اﳉﻴﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ اﳊﻜﻮﻣﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻦ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت وﺗﻘﺎرﻳﺮ وﻳﻜﺘﻔﻮن ﲠﺎ , ﺛﻢ ﻣﻊ ﺗﻄﻮر ﻋﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈع واﻹﻧﺴﺎن , ﲤﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ ﲨﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴ © ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أدوات اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ , ﻣﺜﻞ اﻻﺳﺘﺒﺎﻧﺔ واﳌﻘﺎﺑﻠﺔ واﳊﻠﻘﺎت اﻟﻨﻘﺎﺷﻴﺔ , وﻫﺬا ﻫﻮ اﳉﻴﻞ اﻟﺜﺎﲏ. أﻣﺎ اﳉﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺬي ﻧﺤﻦ

170

Made with FlippingBook Online newsletter