اﳌﻨﻬﺞ اﺳﺘﺤﺴﺎًﻧﺎ ﻛﺒًﲑا ﻟﺪى ﻋﺪد ﻛﺒﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ , ﻷﻧﻪ ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺿﺨﻤﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﱪ أﻏﻮارﻫﺎ دون أدوات ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ , وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ إن ﻣﻨﻬﺞ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻫﻮ اﳌﻬﺎرة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺒﺎﺣﺜﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ , وﺑﺎﻟﴬورة ﻋﻠﻮم اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﰲ اﻟﻘﺮن اﳊﺎدي واﻟﻌﴩﻳﻦ. ﺗﺮﺗﺒﻂ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﲔ , أوًﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أدوات ﻟﻠﺤﺸﺪ اﳉﲈﻫﲑي اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﰲ ﺛﻮرة اﻟﺸﻌﻮب وﻗﺪﻣﺖ ﳍﻢ ﳎﺎﻻت رﻗﻤﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ اﳌﺠﺎﻻت اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﳌﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻘﻤﻊ. وﺛﺎﻧًﻴﺎ , ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ وﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﳊﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ. واﺳﺘﺪﻋﺖ ﻫﺬه اﳌﺰاﻳﺎ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﰲ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ , ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻮﻳﺮ وﲢﻠﻴﻞ اﳉﲈﻋﺎت اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ أﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ اﻛﺘﺴﺎب ﻓﻬﻢ أﻋﻤﻖ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﳊﺸﻮد اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ. ﻛﺜﲑة ﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ رﺑﻄﺖ ﺑﲔ ﻣﻮاﻗﻊ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ واﻟﺜﻮرات واﳌﺠﺎﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳉﺪﻳﺪة , أﻣﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى دراﺳﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻓﺈﳖﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﱡﻘ َﲢ ِﻖ ﺣﻠٍﻢ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﲤﻨﺎه اﳌﺨﺘﺼﻮن ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻵن , وﻫﻮ أن ﻳﺼﻠﻮا إﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ُﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ آراء اﻟﻨﺎس وﺗﻮﺟﻬﺎﲥﻢ إزاء ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﲥﻤﻬﻢ , وﻣﻌﺮﻓﺔ أﻳﻦ ﻳﺬﻫﺒﻮن , وﻣﺎذا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن , وﻛﻴﻒ ﻳﻌﻴﺸﻮن وﻳﺘﴫﻓﻮن. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﺑﻤﻘﺪور اﳌﺨﺘﺼﲔ اﻵن أن ﻳﻌﺮﻓﻮا ﻛﻞ ﻫﺬا وأﻛﺜﺮ , ﻓﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ﱢﺪ ﺗﻘ م ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ , ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ , وﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺣﻮل اﻟﻌﺎﱂ. وُأﻏﺮﻗﺖ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت وﺑﻴﺎﻧﺎت أﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ. ودﺧﻠﺖ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ رﺑﲈ ﱂ ﺗﻜﻦ
185
Made with FlippingBook Online newsletter